بعد بضع أيام– في مكانٍ ما غرب قارة امبراطورية اللهب.

“هاه..؟ لا، لا، يبدو إني لم أسمع بشكل جيد، هل قلت للتو أنه تمت خيانة روبين في ذلك الكوكب الأخر، بعدها تكرتماه وحيداً، و جئتما إلى هنا؟ أهذا ما حدث؟!” صاح بيلي بجنون فأفزع كل الضباط حوله.

*بووووووووووم*

آمون نظر بجانب عينه نحو جابا، و تكلم. ” أخبرتك انها ليست فكرة جيدة..”

“هذا طلبه هو، ماذا تريدان مني؟ ألتصق به رغماً عن إرادته؟” جابا نظر بجانبه، و أمامه نحو بيلي، و آمون عدة مرات، و صاح دفاعاً عن نفسه. “كلاكما تعرفناه جيداً، إما تستمع للأوامر، و تكون صديق، أو تعصيه، و تكون عدواً، لا يوجد عنده خيار ثالث!”

“هذا غير صحيح، عندما عارضته إستمع لكلامي، و غير قراره!” تكلم بيلي بفخر، ثم اكمل. ” كان عليكما أيها الأبلهان ان تُصرا على البقاء بجانبه، هو أساساً كان في مزاج إنتقامي سيئ، لا يمكنني حتى تخيل حالته الأن!”

“مع كامل إحترامي عم بيلي، إن لم يكن مُعلمي يصارع نفسه داخلياً بالفعل بشأن هذا القرار، إن كان فعلاً عاقد العزم على قتلهم مهما حصل، لكان قد تركك تنتحر، و ألقاك لتتعفن على الجانب بينما يمضي هو قدماً.” تكلم جابا بعينان نصف مغلقتين.
“بففـ” خرج صوت ضحكة مكتومة من فم آمون، لكن تمكن من كبح نفسه في النهاية.

ملامح الغضب على وجه بيلي بُدلت بصدمة، و نظر نحو جابا ببلاهة لعدة لحظات. ”… حسناً هذا على الارجح صحيح، لكن ما فائدة * مع كامل احترامي * إن كنت ستقصف جبهتي بعدها؟”

*بوووووم بوووم بوم بوم*

“تسك~ إنس الأمر الأن، ما هو الوضع هنا؟ أرى أنك قد تحتاج لبعض المساعدة..” نظر جابا خلف بيلي، و تكلم بحاجبين معقودين.

“أتعتقد؟!” فتح بيلي ذراعيه على مصرعهما، و سأل بسخرية، قبل أن تسقط كرة لهب صفراء خلفه مباشرةً!

*بوووووووووووووووووم*

“كح كح كـــح!!” إنشغل بيلي بنفض النار عن ظهره، ثم نظر خلفه، نحو بحرين من النيران الصفراء، و البيضاء، و صرخ، ” أيها الاوغاد لا تدعوا هجمات لعينة تصل لمركز القيادة!!””

“آسفين يا زعيم، سننتبه المرة القادمة!” أحد العفاريت رد بصوت أجش.

أشار بيلي نحوه، و صاح مجدداً. ” اعرفك يا توماهو أيها الوغد، لا تعتقد انك ستفلت من عقاب التقصير في عملك فقط لأنك تشبه البقية، انا بدأت اُفرق بينكم شكلياً! مخصوم منك جثتين!!”

“اين ساكار؟ ألم يعد بأن ينتهي من إحتلال القارة خلال 50 يوماً فقط؟ ما يزال أمامكم الكثير حتى تصلوا لمنتصف القارة.. ماذا يحدث هنا؟” نشر آمون حسه الروحي في كل مكان حوله ليحاول البحث عن ساكار، و بقية ملوك العفاريت.

“ستجد كيس الخراء هذا في الجبهة الأمامية، و ستجد مورين في الجبهة الخلفية، أتعلم لماذا؟ لأننا محاصرون! كل هذا بسبب تبجح ذلك الوغد ساكار بأنه سيحتل القارة في أقل من شهرين، و بسبب طلب اللعين روبين المبالغ فيه وجدنا أنفسنا في هذا الوضع! ارغغغ!!!!” بيلي أخذ يصرخ، و يركل الصخور بجانبه، حتى أن بضع ضباط من العفاريت أخذوا خطوات جانبية حتى لا يصيبهم شيئاً من تلك الصخور.

أثناء غضب بيلي جائت صيحة من داخل المدينة. ” من انت بحق الجحيم؟ لماذا تهاجمنا الشياطين من تحت الأرض؟ ماذا تريدون منا.”

“إخرس، و مُت فحسب أيها الوغد، و إلا سأمر العفاريت بنكح جثتك قبل أكلها!!” نظر بيلي نحو المدينة، و صاح بغضب، ثم نظر نحو جابا. ” أرأيت هذا؟ العائلة الإمبراطورية لم تخبر العامة بما فعلوه في قارة السلف، و لا بمن نحن، معظم من نقاتلهم لا يعرفون حتى ماذا يحدث، لكنهم يقاتلوا على أي حال!”

“إهدا فقط، ماذا حدث؟ أخبرني لماذا، و كيف تمت محاصرتكم..؟” سأل جابا بحاجبين معقودين، عندما جاء هو و آمون على الدراكو وجدوا ساحة معركة هائلة الحجم أمام أسوار مدينة كبيرة، المعركة كانت تبدو عشوائية نوعاً ما، لكن لم يلحظ بأن هنالك حصار حول جيش العفاريت!

“هوف.. هوف.. هووو..” حاول بيلي تهدئة نفسه، ثم اكمل، ” القارة ضخمة بالمعنى الحرفي، انها قطعاً يمكن مقارنتها بحجم قارة السلف، او أصغر بقليل، المشكلة هى أن القارة مليئة بالمدن التي تحتوي على عدد كبير من الحكماء، و القديسين، انها ليست كقارة السلف حيث فقط واحد، أو إثنين في كل مملكة في مستوى الحكمة!

في حرب كهذه كان علينا التريث و التفكير في استراتيجيات للتقليل من الخسائر، لكن لأننا مضغوطون بجدول زمني قصير قررنا في النهاية التقدم في خط مستقيم حتى نصل للعاصمة التي تقع في شمال شرق القارة!

بعد أول أسبوع تمكننا من إخضاع بضع مدن، المدن كانت شديدة التسليح، و أسوارها لم تسقط مهما حاولنا، عندما سألنا الأسرى -بشكل ودي- عن سبب تسليح، و تدريع المدن بهذا الشكل مع أنه لا يوجد حروب قالوا إن المدن الساحلية مدرعة بهذا الشكل بسبب هجمات الوحوش البحرية، و المدن داخل القارة مدرعة أكثر لأنها عتيقة، و الأسرة الامبراطورية وقتها كانت تريد حماية العائلة من هجمات الوحوش عالية المستوى التي كانت تملئ القارة،

المهم.. قتلنا كل الخبراء الذين رفضوا الاستسلام، و أسرنا اعداد كبيرة، لكني كنت أعرف أن هذا بفضل هجومنا المفاجئ، و قريباً سنواجه المتاعب.. و قد كان! الأن كل مدينة نواجهها ، بجانب أنهم أساساً مدرعين، و مسلحين بشكل خطير، تكون مستعدة بالكامل، و لديهم دعم عسكري، و لوجستي من كل من حولهم لإيقافنا!!

هذا بالإضافة إلى أننا نتعرض لهجمات مستمرة من الخلف لأننا نسير في خط مستقيم، و بسرعة، ولا نحمي مؤخرتنا، تحاول مجموعات من قوات الامبراطورية حرق حقول الحبوب، و المحاصيل، و تجفيف الانهار أمامنا و خلفنا حتى يجوعنا، و بالفعل لو كان جيشاً عادياً لعانينا من العطش، و الجوع.. أعتقد أنه لأول مرة شعرت بالسعادة ان جنودي يأكلوا لحوم البشر بشكل أساسي.. و في هذه اللحظة كما ترى نحن نواجه المشكلتين معاً، مدينة مستعدة للدفاع في الأمام، و جيش جرار جاء يطعننا من الخلف!!”

“انت.. هل تقول ان الحملة ستفشل!؟”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x