“ماذا؟!”
“هذا ما كنت أخشاه”
“ما العمل؟!”
اندلع في القاعة الهلع بعد كلمات روبين، كانت هذه الكلمات اسوأ شيئ يمكن ان يحدث، كانت كابوس كل من وافق على عصيان أمر جمع الجيش، و كان السبب الرئيسي لرفض البعض الآخر للفكرة.
“السيد روبين، لم أفهم ما قلته، هلا أوضحت؟ هذه عشيرتك، و فكرتك، و عمل حياتك، و انت تقول وداعاً، إلى أين يا ترا؟ أخشى أن هذا لن ينفع..” تكلم ثاندور بسرعة، بإبتسامة سمجة، و عين مُحدقة.
روبين نظر نحوه من الاعلى لأسفل، سواءً كلمات ثاندور، او ملامح وجهه كلها توحي بالتهديد، و الترهيب، هذا شخص لم يكن يريد أن يفهم شيئاً، ولا أن يثني روبين عن قراره، انه ببساطه يُهدده!
بـ “همف.” إستدار روبين، و توجه نحو الباب، لم يعد هنالك مجال للمزيد من الكلام لهؤلاء الاشخاص، كل ما يحتاج للقول قد قيل، و انتهى الأمر.
” توقف، لن أسمح لك بالمغادرة!” وقف ثاندور، و صرخ عندما رأى روبين يتجاهله.
عندما سمع روبين هذا علقت قدامه في منتصف الهواء، و نظر للوراء ببطئ بنظرة أرسل بها قشعريرة في ظهر ثاندور
“راااااااااااااااااااااااااااااوووور!!!”
و أمون أصدر أقوى زئير أمكنه جمعه، و أطلق هالته الدموية بكثافة مرة أخرى، لكن الفارق أن هذه المرة لم يكبح نفسه و لو قليلاً، معظم الحضور لم يستطيعوا حتى قول كلمة تحت تأثير قمعه، ثم صاح بصوتٍ خشن. ” تعال، و قف في طريق سيدي أن استطعت!”
” انت..!!” نظرة كلها رهبة ملئت عينا ثاندور عندما شعر بقوة أمون، ليس لأنه أقوى منه بكثير، بل يمكن القول ان أمون ما يزال أضعف منه، او بالكاد يكافؤه في أفضل الحالات.
ما صدمه فعلاً هو أن آمون هو.. آمون!
ذلك هو العفريت الشهير الذي كان يتبع روبين كظله في كل مكان، قبل عام واحد فقط كان ما يزال بقوة حكيم – تنين – منخفض المستوى، لكن بعد عام واحد أصبح يمكنه أن يقف أمامه بنديه، و يتحداه؟!
” ثاندور، ذلك العفريت القمام أهانني قبل قليل، و الأن يهينك، إلى متى سنسكت في وجه هذه الإهانات المتكرره؟ نحن زعماء قبائل عمالقة بحق الجحيم منذ متى يمكن معاملتنا بهذا الشكل؟!” وقف ذالكيس و صاح، لكنه لم يوجه كلامه لأمون هذه المرة، في الحقيقة هو كان يتصبب عرقاً بعض الشيئ.. هالة آمون الحالية أقوى حتى من التي اخافته قبل قليل.
“صحيح، ذلك الشيئ يجب أن يُعاقب.”
” مجرد كلاب أصبح لهم صوت، و الأن يريدون ان يعضونا!”
مدعوماً بطلبات كل زعماء قبائل العمالقة الاخرين، إستجمع ثاندور تركيزه مجدداً، و تكلم بإتجاه آمون. “لمصلحة بنو جنسك، و حتى لا ترجعوا لللعب في قاذوراتكم كما كنتم سابقاً، إسحب هالتك فوراً، و إركع، و إعتذر.”
“غرررر!!!! اركع و اعتذر؟ تعال و أجبرني.” الدماء إندفعت لرأس آمون عندما سمع كلام زعماء العمالقة المهين عليه وجنسه، كل كلمة سمعها كأنها سهم إخترق قلبه، فوقف في وضعية هجومية، و جهز قوته في مخالبه، مستعداً للإنقضاض عليهم بأمر من روبين، او للدفاع عن نفسه.
ضرب ثاندور الطاولة عندماً سمع هذا و صاح.” اليوم سأعلمك درساً لن تنساه أيها الشيئ القَمام، و بنو جنسك كلهم سأقبض عليهم مجدداً و سـ–.”
*فرووووووووم*
“باا باا بااا*
في تلك اللحظة ظهرت مطرقة كبيرة في يد جابا، وأطلق العنان لطاقته التي وصل بها لقديس عالي المستوى في تقنية الطاقة الداخلية، و تنين في تقوية الجسد، ثم ضرب ذيل مطرقة الحرب الضخمة على الأرضية بخفة، لكن موجة ضغط شديدة جائت من أعلى أعادت الجميع للجلوس على كراسيهم، كل الأكواب، و الأطباق، و المزهريات في القاعة إنكسرت.
“ارررغغغ!!” معظم الجالسين حول الطاولة حاولوا رفع رؤوسهم حتى من شدة الضغط، لكن لم يفلحوا، بدى و كأن الف طن من المعدن نزل فوق رؤوسهم فجأة.
“جاااباااااا!!!!” صرخ ثاندور عندما تأكد أن جابا هو من يفعل هذا بالقاعة، وصاح، و هو يحاول الوقوف مجدداً. ” أنت تهاجم أباك أيها الوغد العاق؟!”
*فروووووووووووووووووم*
*كرااااااااااك*
موجة الجاذبية القادمة من الاعلى إشتدت فجأة فأرسلت ثانور لكرسيه مجدداً، و بعض الشيوخ الضعفاء شعروا أن قلوبهم ستتوقف، الطاولة الضخمة، و الكراسي المصنوعة من أجود وأقوى انواع الاخشاب، و التي تستخدم لصنع الدروع الإلهية بدأت تتصدع.
نظر جابا حوله ببطئ في وجوه الشيوخ، و زعماء القبائل التي بدى عليها المعاناة،
ثم تكلم بهدوء. ” أنتم حقاً لا تعرفون الخجل، تريدون مُعلمي أن يبتكر، و يصنع، و يخطط من اجلكم، و في نفس الوقت لا تريدون عمل شيئ واحد من اجله، إنتشلكم من الضياع، و حذركم من الغزو القادم قبلها بخمسون عاماً كاملين، و أعطاكم المنطقة الشرقية بالكامل، و قريباً كان ليعطيكم العالم كله، لكنكم لا تريدون مساعدته في الانتقام لزوجته، تريدون كل شيئ بدون دفع ثمن، من تحسبون أنفسكم؟ ..لا احد يريد أن يُبقي معلمي في نيهاري أكثر مني، لكني لن أكون غبياً لأستخدم هذه الطريقة، أنتم أيها الاغبياء ضربتم وتره الحساس الذي يعاني منه أشد معاناة حالياً، و هو وتر الطعن في الظهر، و الأن تريدون زيادة الطين بِلة بإجباره على المكوث؟ مُعلمي لن يقبل أن يفعل شيئ رغماً عنه، لو حاولتم سينتحر ببساطة.. هذا طبعاً إن سمح لكم جنس العفاريت بهذا.”
ثم نظر جابا نحو والده. ” نصيحة صغيرة.. أرجو أن تختار كلمتك في التعامل مع أبناء جنس العفاريت من الان فصاعدا، سيد ثاندور، فأنت لم ترى ما رأيت، و لأبسط لك وضعهم الحالي، قِس زيادة قوة آمون على كل من عبروا البوابة العام الماضي، إحترمهم بإرادتك، او غصباً من أجل شعبك، فوقت إستعبادهم قد وُلى.”
بعدما أنتهى جابا من كلامه أرجع مطرقته لخاتم الفضاء، و قام بتبديد حقل الجاذبية، تاركاً الفرصة للجميع ان يرفعوا روسهم مجدداً، و ينظروا لبعضهم في خجل، أو غضب.
ما عدا ثاندور الذي نظر نحو جابا بإستغراب، و تمتم. ” السيد.. ثاندور..؟”
الموضوع التاليالموضوع السابق