البرج الإداري — قاعة الاجتماعات المركزية — بعد ربع ساعة.
“أيعلم أحدكم ما كان هذا؟”
” لست متأكد، لكن الصوت قال *مندوبي قبائل العمالقة التابعة لي*، من سيقول هذا غير روبين بورتون؟”
” انه بالتأكيد روبين، ألا تميزون صوته؟”
“اوه، الزعيم ذالكيس، انت أيضاً جئت؟ لماذا برأيك طُلب جمعنا؟”
“همف، هل الحياة الرغدة أنستكم تاريخ اليوم أيها الحمقى؟”
“اليوم؟ همم.. اوووووه!!”
“تباً الايام تجري بسرعة..”
*باااااااا*
“فليخبرني أحدكم أين جيشي بحق الجحيم؟!” روبين ركل باب القاعة بغضب فكاد يكسره، ثم دخل، و وراءه جابا، و آمون، صاح على الحضور.
نظر الشيوخ لبعضهم، ثم نحو زعيم قبيلة المعدن ذالكيس، الذي أشار نحو احد المقاعد الفارغة حول الطاولة البيضاوية، و تكلم بإبتسامة خفيفة. ” السيد روبين، هنالك بضع أشخاص لم يحضروا بعد، و منهم بقية زعماء قبائل العمالقة *التابعة لك*، رجاءً اهدئ، و تفضل بالجلوس أولاً لبضع دقائق حتى يحضر الجميع، الصياح، و الكلام بإسلوب سيئ لن يوصل أحد لأي مكان.”
نظر روبين مطولاً نحو ذلك العملاق، الغضب الذي كان يملئ عينيه بدأ يهدئ، و حل محله شعور سيئ..
كلمات زعيم قبيلة المعدن كانت مبهمة، لكنها تحمل في طياتها الكثير، أولاً عدم الاجابة المباشرة عن السؤال يعني أنه فعلاً لم يتم جمع الجيش.
ثانياً، هو أشار نحو مقعد فارغ حول الطاولة، مع أن المقعد الرئيسي فارغ؟ إن لم يجلس روبين في المقعد الرئيسي فمن سيجلس فيه؟
ثالثاً، أسلوب ذلك الشخص في الكلام بدا محترماً في ظاهره، لكنه.. يحمل تهديد مخفي؟!
حرك روبين عينه على بقية الحضور، بعضهم يتصرف بضجر، و بعضهم يبتسم بسخافة، و بعضهم ينظر بحوله بتوتر يحاول جاهداً ان لا تلتقي عيناه بعينا روبين.. البشري أورزون كان من بين الصنف الاخير.
“سيدي، أعطني الإذن أجلب لك رأسه.” تقدم آمون خطوتين ليقف بجانب روبين، و تكلم بصوت عالٍ سمعه الجميع.
“تجلب رأس من أيها العفريت الكريه؟ أتعرف مع من تتكلم؟!” وقف ذالكيس، و ضرب الطاولة أمامه بقوة فكاد يكسرها. “منذ متى جنس العفاريت القَمام الذي كان يُساق كالنعاج أصبح بهذه العجرفة؟ هل نسيت أصلك ايها الشيئ الغبي؟ انت أقرب للوحوش البرية منك للكائنات الذكية!”
*فرووووم*
آمون أطلق هالته بالكامل كتنين عالي المستوى من حيث نظام القوة الجسدية، و كحكيم منخفض المستوى من حيث نظام الطاقة الداخلي، غطاء خافت من الطاقة القرمزية غطى جسده فزاده هيبة على هيبته، هالته المرعبة التي تساوي خبير في المستوى 39 شديدة الدموية أفزعت الجميع، وتكلم بصوت شديد الخشونة. ” بينك، و بين الموت كلمة واحدة من سيدي، لسانك الذي تهين آمون به سيكون في معدتي بعد دقيقة واحدة لو أخذت الإذن.”
“انت…!” أخذ ذالكيس خطوة للوراء، و عيناه مفتوحتان على آخرهما، منذ متى جنس العفاريت لديهم أشخاص بهذه القوة؟!
في هذه اللحظة رفع روبين يده أمام آمون، و تكلم بإبتسامة خفيفة. ” لا داعي لهذا، طالما الزعيم ذالكيس شخصياً طلب مني الانتظار، لما لا انتظر؟ سأحب سماع ماذا لديهم ليقولوه بعد إجتماع الكل..”
ثم أخذ روبين خطوات قصيرة، و تحرك نحو الكرسي الرئيسي على رأس الطاولة البيضاوية، و جلس، و نظر نحو الشخص الجالس بجانبه بقرف، ثم تكلم. ” انت، قُم من جانبي، و جد لك مكان اخر.”
“ايه؟ .. حاضر….” وقف أورزون موطئ الرأس، و تحرك بعيداً بخطواتٍ مثقلة.
ثم أشار روبين لأمون، و جابا أن يجلسا على يمينه، و يساره، ثم أغلق ببساطة عينيه.
سواءً شيوخ العشيرة، او الضباط مرتفعي المستوى، او الزعيم ذالكيس كلهم بدأوا ينظروا لبعضهم بنظرة بعضها تسائلات، و بعضها غضب، لكن لم يقل أحد شيئاً..
مرت دقيقة بعد دقيقة.. القاعة بدأت تمتلئ تدريجياً، كل فترة يدخل شخص، و يجد الجو الثقيل في المكان فيبحث له عن كرسي، و يجلس بصمت هو الأخر.
عينا روبين كانتا ما تزال مغلقتين، لكن حسه الروحي لم يفارق أحد، بسرعة إكتشف أن كل *مندوبي* قبائل العمالقة هم في الواقع زعمائها، 6 زعماء حضروا حتى الأن!
هذا متوقع لو كان الجيش قد جُمع، و كلهم اجتمعوا في العشيرة لينتظروا أوامر الهجوم، و يعملوا كمجلس قيادة، لكن طالما لا يوجد جيش فما الذي يفعلونه جميعاً هنا؟!
بعد خمس دقائق أخرى كان الجميع قد حضر بالفعل، ما عدا شخص واحد…
“جابا، يبدو أن والدك أصبح مُهم جداً، و انا لا اعرف.” تكلم روبين بصوت منخفض، لكن سمعه الجميع.
قبض جابا على يديه بقوة عندما سمع هذا، فهو أيضاً لاحظ وجود جميع الزعماء، و من الطبيعي أن يكون والده أيضاً موجود في المدينة، مع ذلك لم يظهر بعد. “… ربما لم يكن في وضع يسمح له بالتحرك بسرعة..”
“هيهي ربما.” قهقه روبين بسخرية، و تكلم.
بعد خمسة دقائق اخرى–
فتح روبين عينيه اخيراً، و تكلم. ” حسناً إذاً، يبدو أن قبيلة البرق لا تريد أن تكون طرفاً في الحديث، فلنبدأ.”
” لا داعي، ثاندور أكيد قادم.”
” اجل، سيكون من الافضل لو تكلمت معه مباشرةً بعدما يأتي.”
ردد زعماء العمالقة الستة كلمات متشابهة عند سماع روبين، كلهم رافضين التكلم على أي شيئ بدون ثاندور.
عندما سمع جابا هذا كاد قلبه أن يسقط في قدمه، نظر بجانبه بسرعة نحو روبين فوجد ملامحه بدأت تتحول ببطئ من اللامبالاة، و الإبتسام إلى غضب، واضح انه بدأ يصل لحدوده!!
وقف جابا سريعاً، و أعطى إنحناءة بسيطة نحو روبين، و تكلم. “رجاء أنتظر دقيقتين أخريين، سأذهب بنفسي لأبحث عنه.”
*خطوة خطوة خطوة*
في هذه اللحظة جاء صوت قوي من وراء روبين. ” لا داعي، انا هنا الان.”
الموضوع التاليالموضوع السابق