عشيرة إتحاد نيهاري — الساحة المركزية الإدارية.

*بزززززززززت*

“انظروا، بوابة الفضاء تُضيء مجدداً!” أحد الحراس نظر بإنبهار نحو نصف قوس عملاق، و تكلم.

“وااااو ياللجمال، منذ رأيت سيادة رئيس العشيرة يستخدمها أول مرة، و انا لدي أحلام بشأن هذه البوابة الخيالية!”

“أتسائل أين يذهب من يدخل فيها؟ مئات آلاف العفاريت دخلوها، و كلهم اختفوا.. أريد ان أجربها مرة على الاقل!!”

“شششـ قفوا إنتباه! أحدهم يخرج من البوابة.” ذكَر رئيس الحراس الذي كان من جنس البشر، و تقدم نحو البوابة ليستقبل القادم الجديد، و يستمع للأوامر.

هذه ليست أول مرة تُضاء البوابة خلال الشهور الماضية، آمون كان يتحرك بشكل دوري ذهاباً، و إياباً لجلب المزيد من العفاريت!

منذ البداية جلب حوالي 500 حكيم، و 100 الف قديس، لكنه بعدها إستمر بجلب المزيد من الفرسان ليحظوا بفرصة إختراق سريع نحو القدسية.

*خطوة خطوة خطوة*

لكن فوجئ الجميع هذه المرة أن من خرج من البوابة لم يكن لونه قرمزي، و ذا قرون طويلة، بل…

“نحيي السيد رئيس العشيرة!!”

ركع رئيس الحراس بسرعة، و تبعه بقية الحراس، حتى بعض الضباط، و أسياد النقوش الذين كانوا مارين بالصدفة على الساحة ركعوا أيضاً عندما سمعوا الصيحة.

روبين لم يرد التحية، لم يومئ، لم ينظر حتى نحو الحراس، و المارة الراكعين، بل أخذ ينظر حوله بحاجبين معقودين، حتى أنه دار حول نفسه ليقوم برؤية الساحة كلها، و كل الشوارع المتفرعة منها، و بعد كل ثانية تمر كان وجه يعبس اكثر!

*بزززت بزززت*

خرج شخصان آخران من البوابة، أحدهما من جنس عملاق نيهاري، و الاخر من العفاريت..

بعد الوهلة الأولى من خروجه نظر جابا للأشخاص الراكعين على الارض، و أعطاهم الإذن بالوقوف، ثم نظر نحو روبين الذي بدى عليه الغضب، و سأل. ” مُعلمي، أهنالك مشكلة؟”

” هذا المكان هو الساحة المركزية الإدارية صحيح؟ المكان الذي يتوسط مصانع السلاح، و أكاديميات رسم الطلاسم، و مدارس تدريب القوات الخاصة،صحيح؟ يفترض أن يكون هذا هو أكثر الاماكن انشغالاً في العشيرة كلها في حالة الحرب.. صحيح؟!”

“هذا..” فهم جابا ما يرمي إليه روبين، و نظر حوله ايضاً..

بضع حراس للتأكد من عدم مساس أحد للبوابة، و بضع اشخاص يتمشوا بشكل طبيعي، لكن لا شيئ غير ذلك!

“هاي انت، هل قرر جمع نخبة الجيش في مكان اخر؟ و ماذا عن الجيش الرئيسي، اين يُجمع حالياً؟” نظر جابا نحو رئيس الحرس، و سأل.

نظر رئيس الحراس لزملائه على يمينه، و يساره، ثم أجاب بخوف. “جيش؟ أي جيش.. ألسنا في سلام؟ لم يتم إطلاق النفير لتجنيد المزيد من الخبراء، جيشنا الرئيسي المعتاد مكون من 200 الف جندي مُدرب ما يزالون في سكناتهم، و بقية أعضاء العشيرة في اشغالهم المعتادة.”

عقد جابا حاجبه عند سماع هذا، الوضع لا يبشر بخير ابداً، فسأل بسرعة مجدداً لعله يجد شيئ يهدئ مُعلمه. ” ماذا عن قبائل العمالقة في المنطقة الشرقية؟ هل توجد فيهم تحركات مؤخراً؟”

“كلا، بعد انتصارنا على آخر قبيلة معادية تحول القطاع الشرقي بالكامل إلى حالة سلام، هنالك نهضة كبيرة في الصناعة، و الزراعة، و توزيع و إستخدام الطلاسم بين العامة، الأن كل قبيلة تحاول الإستفادة من أراضيها الجديدة، و تستغل إبتكار الطلاسم في زيادة الانتاج، و التنمية داخل أراضي قبائلهم أما الجيوش فقد نُسيت تقريباً.”

“السفلة!!” صاح روبين عندما سمع هذا، و ضرب الجزء المعدني من البوابة. ” يعصون أمر مباشر مني؟ من أعطاهم هذه الجرأة؟!”

“ارجوك إهدأ لعل هنالك تفسير، رجاءً توجه نحو قاعة الإجتماع الكبرى مع آمون، و انا سأجمع كل الشيوخ، و أتي ورائك.” تكلم جابا بهدوء ليحاول تهدئة الجو قليلاً.

“لا داعي.” رد روبين بتلويحة من يده، ثم نظر نحو الأعلى.

و بدأ بإستخدام قانون الصوت الثانوي. ” كل أعضاء مجلس الشيوخ، كل الضباط الكبار، كل رؤساء المفاصل المهمة في العشيرة، و كل مندوبي قبائل العمالقة التابعة لي، فليتوجهوا نحو قاعة الإجتماعات المركزية فوراً، و بدون تأخير!”

————

صوت روبين هذه المرة لم يكن حِكر على الساحة، او موجه لمنطقة معينة، بل غطى مدينة الأمل بالكامل، المدينة الضخمة التي يسكنها ملايين الناس، التي يمكن اعتبارها عاصمة مستقلة بحد ذاتها!

الصوت صدى في صدور الجميع كالرعد، الملايين من الناس انتفضوا ينظروا حولهم من أين المصدر، لكن الأشخاص المذكورين في النداء جعل شعر أجسادهم يقف..

هذه عشيرة اتحاد نيهاري!! من يجرؤ على أن يتكلم عن قادتها بهذا الشكل في المنطقة الشرقية بالكامل؟!

“بحق الـ..؟”

“ما كان هذا..؟ من تجرأ على التكلم بهذه الطريقة؟! انه يغازل الموت!!”

“أهذا صوت.. روبين بورتون..؟”

“تسك~ تعال نذهب، و نرى ماذا يريد..”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x