*ترررررششـ.*

*بااا باا باا.*

بعد حوالي ساعة من هجوم فيلق الدراكو وصلت العشرات من السفن المعدنية السوداء لشاطئ قارة إمبراطورية اللهب، و بدأ قاطنيها بالنزول للشاطئ، لكنها لم تكن سفن إمبراطورية اللهب، ولا النازلين منها كانوا بشراً أصلاً..
*شهيق عميق*

“هووو~ كنت أنتظر هذه اللحظة منذ عام كامل، اخيراً وصلنا لقارة امبراطورية اللهب.” تكلم روبين، و هو ينظر حوله.

” القتال القادم لن يكون سهلاً.” تقدم جابا من وراء روبين فوقف على يمينه، و تكلم بحاجبين معقودين. ” لقد رأيت بنفسك طريقة قتالهم في القارة الوسطى،سواءً انتصرنا، او إنهزمنا فسنخسر الكثير.”

” همف، لن يكون هنالك قتال بل مذبحة، أمون يؤكد النصر!” جاء آمون عندما سمع هذه كلمات جابا، وقف على يسار روبين، و رد.

أظهر روبين نصف إبتسامة. ” سواءً قتال صعب، او مذبحة، انه شيئ علينا فعله، و لا مفر منه.. ابدأوا الإستعدادات.”

أومئ كلاً من آمون، و جابا، و عادا للإشراف على إرساء السفن، و تنظيم نزول الجنود.

أخذ روبين ينظر حوله ببطئ..

المياه التي تحولت لللون الأحمر من كثرة الدماء ما تزال تغلي، و تتبخر ناشرةً رائحة الدماء الكريمة، و المحيط بدأ يقفز جثث الغرقى المتفحمة، او المسلوخة على الشاطئ.. الشاطئ الذي تملأه جثث حراس الساحل أساساً.
هدوء مخيف عم المكان..

العفاريت صامتة كالعادة، مع أن معظمهم تعلم الكلام إلا انهم ما يزال يحافظوا على طبيعتهم الصامتة إلا إن إستدعت الحاجة، بعضهم يبحث عن شيئ يأكله، و بعضهم يساعد في إرساء السفن، لكن كل شيئ بدون قول كلمة..
بالطبع بجانب الإمبراطورية الصمت ظاهر أكثر، فالموتى لا يتكلمون، و لم يبق احد منهم حياً…

روبين لم يكن بوسعه سماع شيئ سوى أمواج البحر، فتجاهل رائحة الدماء العفنة، و أغلق عينيه، محاولاً تخيل خطوته التالية بحذر..

” لا، لا، لا.. معظمهم أطفال.. إبتعد أيها العفريت القذر لن اسمح لك ان تأكل هذه الفتاة!!” صيحة يائسة جاءت فجأة من بيلي قطعت الهدوء السائد. ” روبين، ماذا يحدث هنا؟ أكنت تعرف أن كل من في السفن أطفال؟!”

فتح روبين عينيه، و نظر نحو مصدر الصوت، و تكلم. ” بالطبع، هم خرقوا الاتفاق أولاً، و هاجمونا، و مع ذلك انا كنت كريما بما يكفي، و سمحت لهم بالعودة، و رؤية موطنهم، و حتى التواصل مع بضع قديسين من إمبراطورية اللهب، بهذا اكون قد اتممت جزئي من الاتفاق حتى مع أنهم أخلوا به، فما المشكلة في ذلك؟ ثانياً موت أولائك المراهقين ما هى إلا بداية، لن يبق احد حياً في هذه القارة عندما انتهي منها.”

“…هاه؟ سمعت أن تعداد العائلة الإمبراطورية لإمبراطورية اللهب يُقدر بمليون، او مليونين، و هم أخذوا معهم عائلات من قارة السلف لخدمتهم، و العمل لصالحهم، تعداد هؤلاء على الاقل عشرات الملايين.. قُلها مجدداً؟ تريد ان تقتل الجميع؟ حتى العائلات الخادمة؟” تحرك بيلي نحو روبين بسرعة عندما سمع كلماته، تاركاً جثة الفتاة التي كان يحميها عُرضةً لقضمات العفريت الذي كان ينتظر بشوق…

عقد روبين حاجبيه عندما سمع هذا، و رد،” ألم يقتلوا نسائنا، و أطفالنا أيضاً عندما دخلوا يورا؟ ألم يقتلوا نساء، و أطفال العائلات التي كانوا يعيشون بسلام في أراضينا؟ كيف لهذا ان يكون مختلفاً؟ هل دمائنا رخيصة، و خاصتهم غالية؟!”

“لقد كانت حرب، هم قتلوا عدد كبير منا، لكنهم ايضاً إستعبدوا عدد أكبر، خلال الأشهر الماضية تمكننا من جمع حوالي 30 الف فرد من عائلة بورتون من أنحاء قارة السلف، انهم بأمان الأن في عاصمة الشمس السوداء، هكذا تتم الأمور! أتفهم أنه علينا رد الصاع صاعين لإمبراطورية اللهب حتى ننعم ببعض السلام مستقبلاً، لكن يجب ان تترك على الاقل الأبرياء أحياء، يجب ان تضع لنفسك حدوداً!!

لكن الحديث عن قتل الجميع من عائلة الامبراطورية.. هذا جنون!” تكلم بيلي بسرعة محاولاً إقناع روبين بكل قدراته، ثم نظر للخلف فجأة عندما سمع صوت مضغ، و صاح. ” إبتعد يا ابن العاهرة عن جثة الفتاة، و إلا كسرت رأسك!!”

“قتل كل أفراد العائلة الامبراطورية؟ لن افعل هذا بالطبع..” تكلم روبين، و هو يهزر رأسه.

“فيو~” اطلق بيلي زفيراً طويلاً عندما سمع هذا، و وضع يده على كتف روبين. ” جيد.. كنت أعرف أن الخير ما يزال بداخلك.”

“خير؟ قُضي الأمر يا بيلي، لا داعي للتكلم أكثر في الموضوع، انا لن اقتل افراد العائلة الإمبراطورية فقط بل كل العائلات الخادمة ايضاً، لا أريد إزعاج مستقبلي، صفحة إمبراطورية اللهب ستغلق للأبد.” تكلم روبين بنية قتل كثيفة، ثم نظر وراء بيلي نحو آمون.” هل انتهيتم؟ أيمكننا التحرك الأن؟”

“تحت أمرك في أي وقت.” تكلم آمون بثقة، يقف وراءه عشرات الآلاف من العفاريت في نظام، كلهم ينظرون نحو روبين بلهيب يحترق على وجوههم، ينتظرون إشارة التقدم نحو وجبتهم التالية بشوق…

*باااا*

لكن كل الزخم الذي جمعه العفاريت تحطم للكمة طافية يسارية من بيلي نزلت على فك روبين الأيمن فجأة، و طرحته أرضاً، ملامح وجوههم تحولت من الصرامة، و نية القتل إلى الاندهاش الشديد، و كأن السماء تتحطم أمام أعينهم.

 

“معاليك!!”

“مولاي!!!”

” انت في عداد الموتى!!”

و بدأ أمثال آمون، و مورين، و ساكار، و غيرهم بالإندفاع نحو روبين.

“عودوا لأمكانكم!” روبين رفع يده بسرعة، و أمر العفاريت بالتوقف أماكنهم، ثم إلتفت نحو بيلي بوجه غاضب مستعداً للوقوف، و رد اللكمة له، لكن ملامح فُردت مجدداً فوراً، عندما رفع رأسه للأعلى، و وجد بيلي يبكي بحرقة. ” انت…”

“لو أردت ان تمرر هذا القرار.. لو أردت أن تأمر عفاريتك بإبادة الملايين من الابرياء.. يجب أن تقتلني انا أولاً!”

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x