بعد ثلاثة أشهر– نقطة المراقبة في جنوب غرب قارة إمبراطورية اللهب.

“همم؟ هنالك سفن ظهرت في الأفق!” صاح قديس فجأة جاذباً أنظار البقية.

ترك بعض الفرسان، و القديسين أوراق اللعب، و زجاجات الخمر، و جاؤوا للمشاهدة فرحين، بينما ظل البقية أماكنهم كسالى يلعبون، و يشربون، و كأنه لم يسمعوا شيئاً.

حراسة سواحل القارات الإمبراطورية تعد واحدة من أكثر الوظائف مللاً في العالم… أنها الوظيفة التي يحلم بها كل الكسالى، و التي يُنفى إليها من يُغضب أحد المسؤولين الكبار.

توجد فرق مخصصة تأتي لقتل كل الوحوش في المنطقة بشكل دوري، و لا يوجد خطر غزو من شعب آخر بما ان الامبراطوريات الاربعة تحترم بعضها، ولا توجد حاجة للقتال، المكان دائماً هادئ، و ممل لدرجة الجنون.

فائدتهم الوحيدة هى المساعدة في تحميل السفن كل فترة لو كانت تحتوي على بضائع، و ربما إن ظهر وحش شريد يقوموا بتأخيره حتى يصل بعض الحكماء لقتله.. و حتى هذه أحداث نادرة جداً!

“هااااه~ أنها سُفننا، يبدو أنها تلك التي غادرت قبل 6 اشهر.”

“لابد أنهم أنهوا المهمة بنجاح، أياً كانت ما هى…”

“جيد، اليوم سنحظى ببعض الحركة، أبلغوا المسؤولين!”

” ماذا تنتظروا؟ هيا بنا نستقبلهم!!”

“…. يا شباب انا أرى نقاط سوداء طائرة قادمة من بعيد.”

“لابد أنها طيور مهاجرة، لا تهتم لها، هيا بنا!”

بدون قول كلمة أخرى بدأ عدد كبير من القديسين بالطيران نحو الاسطول القادم بحماس، حتى بعض الفرسان الذين لا يمكنهم الطيران قفزوا من أماكنهم، و ذهبوا للوقوف عند حافة الشاطئ لتكن لهم رؤية أوضح.

“هااااه~” تثائب أحد الأشخاص في برج المراقبة قبل أن يحرك قطعة الشطرنج أمامه للأمام. ” أولائك الحمقى.. المستجدين دائماً يتصرفوا بهذا الشكل الموجع للرأس.”

“هيهي ما يزالوا يظنون أنهم سيترقوا لرُتب أعلى، لو تصرفوا بحماسة، نحن أصحاب رتب أعلى، لكن ماذا في ذلك؟ ما زلنا جالسين نشرب، و نأكل هنا طوال اليوم كالبهائم..” ضحك الرجل الجالس أمامه بسخرية، قبل ان يحرك هو أيضاً قطعة الشطرنج.

” معك حق.. مؤخرتي بدأت تؤلمني من الجلوس في هذا المكان.” الرجل الأول حك رأسه، و تكلم. ” في السنوات الأخيرة الكثير من الحكماء، و القديسين اختفوا من القارة، الشائعات تقول إنهم يذهبوا لقارة السلف، لما لا ننظر في الأمر، ونذهب معهم؟”

شخص آخر في الغرفة سمع حديثهم، و إلتفت. ” لو نجحت في ذلك خذني معك!!”

“اخخخ لا أعلم يا تشيرشل، عدم بوحهم بسبب الذهاب إلى هناك طوال كل تلك السنين كافٍ لمعرفة أنها مهمة سرية تخص أصحاب الدم النقي فقط، لو تطوعنا نحن غالباً سيتم إهانتها، و تخفيض رواتبنا.”

“ما المشكلة لو جربنا؟ أرض السلف مكان مقفر لا يهتم به أحد، لابد أن كل من ذهبوا ينعمون الأن بتدريبات على القتل الحر، و يغنمون ما يشاؤوا من الكنوز.. مع أن كل من في قارة السلف ضعاف، و مواردهم مستنزفة، إلا أني أُفضل أخذ هذه الفرصة على الجلوس هنا!” صاح القديس المدعو تشيرشل، ثم نظر لشخص آخر واقف ينظر من خلال النافذة. ” ما رأيك انت يا سيد مولر؟ انت اقوانا، و أكثرنا خبرة، لما لا تقود انت هذا الطلب؟ تعال ندع هذا المكان المقرف للمستجدين، و نذهب لنحظى ببعض المتعة في قارة السلف.”

“سوووووف~.” أخذ الحكيم المدعو مولر رشفة من كوبه، ثم رد بعد بضع ثوانٍ. ” ركزوا في المهمة التي لدينا حالياً بعدها سأنظر في كلامكم لاحقاً، السفن توشك على الاقتراب للساحل، إستعدوا للمساعدة في إفراغ حمولتها.”
“حاضر، حاضر~.” وقف تشيرشل، و بدأ يتمطع. “هاااه~ هيا يا رجال دعونا ننهي الموضوع، و نعود لمتابعة اللعب هيهي.”

*بووووووووووووووووووووم*

* بوووم بوووم بووم*

“اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!”

“ما- ماذا حدث؟!” سقط تشيرشل، و البقية على الارض بسبب صدمة موجة طاقة قوية.

*بااا*

الحكيم مولر الوحيد الذي لم تسقطه الضربة، ترك كوبه يسقط على الارض، و فتح عيناه على آخرهما، لكنه لم يستطع التحرك من مكانه.

وقف الرجال، و بدأوا بالتحرك نحو النافذة، و النظر نحو مصدر صوت الانفجار، و كانت المفاجأة..

“الاسطول.. الاسطول يحترق!!”

” ما هى تلك الوحوش المجنحة التي تطير فوق الاسطول؟ أهى ما تسببت في الانفجار؟”

*بووووووووووووووم*

لثاني مرة إنفجار شديد يحدث، لكن هذه المرة الكل رأى المصدر، كائن قرمزي اللون له قرون طويلة يقف فوق وحش مجنح أرسل كرة لهب أبيض عملاقة نحو أحد السفن، فقسمها نصفين، و أرسلها لقاع البحر مباشرةً.

حوالي400 دراكو يلتفون حول أسطول إمبراطورية اللهب يهاجمونه في آن واحد، كل القديسين الذي جاؤوا فرحين للمساعدة تحولوا لجثث، ولم يبق سوى السفن، و من فيها ينتظرون التفحم، و الغرق.

عشرة آلاف شاب، و فتاة بدأوا بالقفز في المياة هرباً من الجحيم الذي طال السفن، لكنهم قفزوا من المقلاة للنار.

شدة الحرارة الناتجة من هجمات قانون النار الرئيسي من عدة حكماء مرتفعي المستوى حولت المحيط البارد إلى إناء طبخ ضخم، المياة وصلت لدرجة الغليان، و كل من يسقط فيها يذوب جلده، و يموت فوراً!

” شـ شياطين..!!”

“أهذه قوة حكيم عالي المستوى!؟”

“نحن.. نحن تحت الهجوم.. إمبراطورية اللهب تحت هجوم!!” أحد القديسين استوعب اخيراً ما يجري، و نظر نحو قائده. ” سيد مولر، ماذا نفعل الأن؟ .. سيد مولر؟”

“… اهربوا قبل ان يجدوننا.” تمتم الحكيم مولر، وقفز من النافذة، ثم طار بإتجاه اليابسة، في الإتجاه المضاد لما يحدث..

“سحقاً.. إتبعوه! لا قبل لنا بكل أولائك الشياطين الحمر!!” تشيرشل ايضاً صاح، و طار ورائه، و بقية القديسين عالي المستوى تابعوه.

*رااااااااااااااااااااااااااور*

لكن فرحتهم بالهرب لم تدم طويلاً، عشرة من وحوش الدراكو تركوا مهاجمة الاسطول، و توجهوا نحوهم بسرعة، سرعة الدراكو كانت مخيفة، و بسرعة بدأوا بتقليص المسافات بينهم.

“ااااااااه ماذا تريدون منا؟ اتركوننا، و شأننا!!”

“تفرقوا!!”

“النجدة!!”

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x