بعد بضع ساعات– في معسكر السجن– وسط القارة الوسطى.
“سحقاً، إلى متى سنبقى في هذا الوضع؟ انا أنام على الأرض مثل المتسولين؟ انا أمير من الدرجة الثالثة بحق الجحيم!!”
“كان عليكم ان تسمعوا كلامي، و نبدأ الشغب عندما رحل ذلك الوغد، و معه معظم جنوده، لم يبق سوى عشرة عفاريت فقط للحراسة، و تسجيل الحضور، لكنكم جبناء، و ترفضون المقاومة!”
“اخرس، من يعلم إلى أين ذهبوا؟ ربما يجلسوا على الناحية الاخرى من الوادي سينتظروننا حتى نخطئ، ماذا سنفعل حينها؟”
” أو ربما هم بالفعل بعيدين جداً، و نحن لدينا فرصة ذهبية للهرب!!”
“يكفي الأن، لقد انتظرت، و بقيت حياً لأشهر في هذا الوضع، لا أريد أن أثور فأُقتل الأن، سأبقى مكاني!”
محادثات صغيرة كهذه كانت تندلع بين كل حين، و اخر منذ أكثر من أسبوع، منذ آخر روبين معظم القوات التي جاء بها، و قاد سجناء امبراطورية اللهب نحو الشرق.
بدأت بالفعل عدة تمردات صغيرة بعد رحيل روبين ضد العشرة عفاريت الباقيين، لكن كل مرة كان يفشل بادئ التمرد في حشد بقية المساجين للإنضمام له، فكان يتم قتله، هو و أعوانه القلائل بسهولة بواسطة العفاريت
مر تقريبا 7 اشهر على تجمعهم في الوادي، رأوا في هذه الفترة ان العفاريت لم تهاجمهم بدون سبب، و ان روبين بالفعل سمح لهم بالخروج، و التدريب، و الصيد على راحتهم، فلماذا يحاولوا الهرب بعد كل هذه الفترة؟
غير أن تهديد ان سُفنهم قد تكون دُمرت، او تحت حراسة قوية كبلت أرجلهم أكثر، ماذا سيفعلوا بعد قتل العفاريت العشرة، و الهرب من الوادي؟ يتفرقوا من القارة؟
من جمعهم أول مرة قادر ان يجمعهم مجدداً بعدما يعود.
“همم؟ انظروا للأعلى!”
لم يكن معروف من أعطى هذه الصيحة لكن كل السجناء من امبراطوريات الشجرة المقدسة، الرياح، و المياه نظروا للأعلى فوجدوا دراكو قادم طيراناً بإتجاههم، و يقترب بسرعة، بالتدقيق في الجالس فوقه.. لقد كان الشخص الذي صدمهم جميعاً بقدراته، و رئيس العفاريت، روبين بورتون.
أما العفاريت العشر فتجمعوا مشكلين صفاً واحداً، و انحنوا انحناءة كاملة أمام الدراكو القادم، و صاحوا بلغة أهل نيهاري. ” نحيي المولى، و السيد جابا.”
أومئ روبين نحوهم، ثم أكمل طيراناً حتى وصل لنقطة أمام المساجين حيث كان بإمكانهم جميعاً رؤيته، ثم أخذ بضع خطوات حتى وقف على رأس الدراكو ليراه الجميع، و بدأ ينظر يميناً، و يساراً تحته، يمرر نظراته الشبه ميته ببطئ على كل واحد من المساجين.
ثم تكلم بإستخدام قانون الصوت الثانوي. ” إكتمل تبادل الرهائن مع إمبراطورية اللهب بنجاح، لم يعد عليكم البقاء هنا، تم الافراج عن سُفنكم، يمكنكم العودة إلى حيث أتيتم اليوم.”
“أجــــــــــــــل!!”
“هاها ممتاز، من الجيد إمبراطورية اللهب كانوا أذكياء.”
” فيو~ جيد أننا لم نستمع لك، و بدأ تمرد جديد.” قالت احدى الفتيات لزميلها.
“صمتاً!” صوت روبين رُفع مجدداً مُسكتاً الجميع، و أسقط قلوبهم في أرجلهم، حتى اكمل. ” عندما قلت سترحلوا اليوم فأنا أعني ما قلته، اليوم إبدأوا بجمع هرائكم، و البحث عن اصحابكم المختبئين الذين لم نستطع إيجادهم، و خذوا كل شيئ معكم، من اليوم سأمهلكم اسبوع واحد حتى تجمعوا كل شيئ يخصكم، و كل رجالكم و تخرجوا من القارة الوسطى.. بعد الاسبوع سأقتل اي شخص يبقى هنا، مفهوم؟”
“هذا…؟”
“ألن تمشي انت؟!”
روبين نظر بجانب عينه للشخص الذي سأل. ” أمشي إلى اين؟ هذه القارة ملكي الأن، ارجعوا للتدريب في باحات منازلكم.”
“ايه؟!” صدمة، و بعض الغضب، و الاحباط اجتاح الـ 30 الف سجين دفعة واحدة، لكن لم يتجرأ أحد على قول كلمة.
” شيئٌ اخر.” ثم اكمل روبين.” انا أريد مقابلة أباطرتكم، يجب ان يأتوا إلى ارض السلف في أقرب وقت ممكن، هذا أمر مباشر.”
“انت.. هل تدرك ما تقول!؟” لم يتمالك أحد الحكماء من إمبراطورية الشجرة المقدسة نفسه، و على صوته.
روبين تجاهل السؤال، و أكمل، و كأنه لم يسمعه. “أخبروهم الأن.. امبراطورية اللهب قد انتهت، و الأن سأتفرغ للتعامل مع بقية *القوى* في عالمي، لن يُترك أحد، و شأنه بعد اليوم.
اخبروهم انه أمامهم خيارين لا ثالث لهما، إما ان يأتوا إلي مُسالمين يطلبون التحالف، و سنتكلم أكثر عن التفاصيل وقتها.. او يأتوا إلي بجيوشهم و عندها سيصيبكم نفس ما أصاب إمبراطورية اللهب… إن لم يحدث هذا، او ذاك خلال عام واحد من اليوم… فأنا من سأتي للزيارة!”
لم يفهم الحضور شيئاً مما قاله روبين، و لم يفهموا إعلانه عن *ما أصاب إمبراطورية اللهب* لكنهم فهموا شيئ واحد.. هذا الشخص لم يكن يمزح.
الموضوع التاليالموضوع السابق