إستمر طيران الأربعة لبضع دقائق حتى بدأ بيلي يلمح وجود بشر مختبئين تحت الأشجار في الغابة أمامهم، فبدأ يضيق عينيه بتركيز.

” قيصر؟! ماركوس، فِل.. يا إلهي حتى جون، و سارة هنا؟ كنا نحسبكم موتى يا رفاق!!” جُن جنون بيلي عندما أقترب بما يكفي، و بدأت ملامح بضع الأشخاص أمامه تتضح اخيراً.

منذ سقوط يورا، و بعد كل معركة كبرى ضد قوات إمبراطورية اللهب، أو قوات الممالك الثمانية كان يضطر بيلي إلى أخذ قواته، و الإنسحاب بسرعة بدون النظر ورائهم، فقط عندما يصلوا لمكان آمن مجدداً كانوا يبدأوا بحصر أعدادهم، و إعتبار كل من ليس موجود في عدد الموتى.. لكن إتضح أن جزء كبير منهم كان يتم سجنه!

هؤلاء هم إخوته، و أصدقائه الذين قاتل إلى جانبهم لسنوات طويلة، و يوجد هنا الآلاف منهم!!

“العم بيلي..”

“هيهي.. جينرال!”

الجميع إبتسموا عندما سمعوا هذا الصوت المألوف، بعضهم بدأ يحاول الاستناد على جذوع الشجر ليقف إحتراما لبيلي، و روبين، حتى قيصر تسند على الامير ألفريد، و وقف ايضاً بصعوبة.

” أنت بخير يا رفاق؟! هذا رائع، رائع!!” بيلي هبط بسرعة، وبدأ يتحرك بينهم بسرعة يحاول رؤية أكبر عدد من الوجوه القديمة. ” لا يمكنني تخيل ردود فعل بقية الرفاق عندما يعرفوا بوجودكم هاها!!”

حرك روبين عينه من على بيلي المتحمس أخيراً، و هبط مبتسماً أمام قيصر.” المعركة انتهت، لم يعد عليكم الاختباء هنا بعد الأن.”

“شكراً لك يا ابي.. ضعفنا، و حقيقة أنه تم القبض علينا أحياء هو ما تسبب لك في هذا الموقف، و جعلك تقاتل قوات إمبراطورية اللهب هنا. ” تكلم قيصر بصوت ضعيف، ” أما الآن، و قد حُررنا جميعنا سندعمك حتى نأخذ انتقامنا من إمبراطورية اللهب، و نقضي على كل قواتهم في يورا.”

“اجل، معاليك ارجوك قُدنا إلى النصر مجدداً!”

“حان وقت إستعادة يورا من جديد!!”

“سنقاتل حتى الموت! لن أسمح بأن يتم سجني مجدداً!”

بعد سماع كلمات قيصر بدأ بقية السجناء برفع أصواتهم، و الصياح بعده.. معظمهم لم يتمكن من الوقوف بشكل ثابت، لكنهم بالفعل بدأوا بإعلان نيتهم عن القتال مجدداً حتى الموت!

” لا تشغلوا أنفسكم بهذا، فإن يورا.. بل قارة السلف كلها قد تم تنظيفها بالفعل.” تكلم روبين بإبتسامة خفيفة على وجهه.

“…ايه؟”

” ما الذي..؟”

الجو تجمد فجأة، الآلاف من السجناء توقفوا عن التكلم، و حتى التنفس للحظات..

هؤلاء كلهم كانوا قوات من الفيالق الخاصة الاربعة، او أسياد نقوش، كلهم ذوي مستوى تدريب مرتفع، و أرواح شديدة القوة، مع ذلك وقع الكلمات عليهم كان شديد جداً..

قارة السلف تم تنظيفها!!

ماذا تعني بهذه الكلمات؟ لقد كانوا عشرات آلاف القديسين مع ذلك كانت تتم مطارداتهم كالكلاب الضالة في كل مكان، لكن روبين قام *بتنظيف* قارة السلف بالكامل بالفعل بدون مساعدتهم؟

“هاها صدقوا، لم يعد هنالك أي خطر علينا في قارة السلف بالفعل، مع أن روبين إستخدم طرق شديدة التطرف، إلا أن بالفعل لم يعد هنالك اي تهديد علينا في القارة بالكامل!”

“اجـــل!!”

“هاها هذا رائع.”

*شم شم* ” جيد.. جيد..”

بدأت الصيحات تتعالى بين السجناء، و حتى أن بعضهم جلس مكانه مجدداً يبكي..

منذ وصلوا لهذا المكان، و هم متوترون من نتيجة المعركة التي يسمعون صداها من بعيد، و يفكرون في كيفية العودة لديارهم و تحريرها بحالتهم البائسة هذه… الآن فقط إكتملت فرحتهم!

“إذاً.. أيمكننا العودة الأن ليورا؟” سأل قيصر، و إبتسامة كبيرة ظهرت في عينيه.

بعد كل المعاناة التي مر بها هو، و رفاقه أصبح العودة للمنزل، و قضاء يوم طبيعي فيه ثلاث وجبات، و كوب من الشراب الدافئ هو الجنة في حد ذاتها..

“همم؟ بالطبع لا..” هز روبين رأسه. ” قمت بالتضحية بشهور طويلة، و جئت للقارة الوسطى لأخرجكم من قارة إمبراطورية اللهب قبل ان اهاجمها.. خِفت إذا هاجمت امبراطورية اللهب ان يستخدموك كرهينة لتهديدي، او يقوموا بقتلك مباشرةً انت، و بقية السجناء مباشرةً إذا ما اقتربت الحرب على الانتهاء، الآن اخيراً يمكنني التقدم بذهن صافٍ.”

“القارة الوسطى…” تهاجم قارة إمبراطورية اللهب؟! أبي، هل تعرف عدد الحكماء، و القديسين في إمبراطورية اللهب؟ هل تعرف بشأن تشكيلاتهم الدفاعية، و أسوار مُدنهم المنيعة؟ لا أصدق إني سأسأل عن هذا، لكن هل درست هذا القرار جيداً..؟ لا تدع مشاعرك تتحكم بقرار بهذا الحجم، يمكننا انتظار انتقامنا.” عقل قيصر بدى، و كأنه عجز عن تحليل كل ما سمعه، إمبراطورية اللهب ببساطة أصبحت حاجز هائل الحجم في عقله، هو و كل آل بورتون بعد ما رأوه منهم.

” تسك~ لا تقلق، والدك بلا شك لديه قوات قادرة على مهاجمة إمبراطورية اللهب و الفوز، خاصةً بعد الولائم التي قدمها لوحوشه..” تكلم بيلي بإنزعاج عندما تذكر طريقة زيادة العفاريت لقوتهم.

إبتسم روبين عند سماع هذا، و ربت على كتف قيصر. ” إسترح هنا فحسب أنت، و بقية الأبطال الذين تم أسرهم معك، لا يمكنني إرسالك الأن لقارة السلف لأن في حالتكم هذه لن تحتملوا المعارك، و التصادمات ضد الوحوش البحرية القابعة بين القارة الوسطى، و قارة السلف، يوجد بالقرب من هنا مدينة صغيرة و هى نقطة التجمع الشرقية للمراقبين، و المتدربين، ستشعرون بالراحة فيها، فقط إستجموا هناك، و لا تشغلوا بالكم شيئ آخر.. سأمكث هنا معكم بضع أسابيع حتى اتأكد أن البيئة جيدة لكم، و حتى يغرب جميع منتسبي الامبراطوريات عن القارة، بعدها سأذهب في رحلة قصيرة مع العفاريت.”

” تذهب في رحلة صغيرة؟ إلى اين..؟” عقد قيصر حاجبه عند سماع هذا.

” للتدمير.”

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
11
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x