“همم؟” عقد الحكيم حاجبيه أكثر عند سماع هذا، فحسه الروحي، و سمعه الحاد كحكيم مستوى 40 لم يلتقطوا شيئاً، لكنه بدافع الفضول لم يستطع منه نفسه من النظر يساره، فوجد نقاط سوداء كثيرة قادمة من بعيد، عشرات الآلاف منهم، لم يستطيع تحديد مستويات قوتهم، ولا حتى رؤية ما هم، لكن تلك السرعة القادمين بها، و حقيقة أن كلهم يطيرون….
فهم الحكيم شيئاً بسرعة، و نظر للأسفل ليحاول إطلاق الأوامر بإعادة التنظيم لوضعية دفاعية، لكنه لم يجد سوى فوضى مدمرة، إعادة تنظيم كل هذا سيستغرق على أقل تقدير بضع دقائق، لكن هل أولائك القادمين سيمنحونهم بضع دقائق؟ هل سيقف روبين بورتون، و قواته، و وحوشه العملاقة صامتين لبضع دقائق؟
” هوووه..” أطلق الحكيم زفيراً باردً أخيراً ، فرد ظهره أيضاً متخلياً عن وقفته القتالية، و ملامح الغضب، و الحماس إختفت…
“ايها القائد، ماذا نفعل مع الجانب الأيسر؟ وحوش اللهب الأبيض بدأت تسيطر هناك بسبب نقص القوات! .. أيها القائد؟ أيها القائد..!!” أحد الحكماء من امبراطورية اللهب صاح بصوت عالٍ، لكن عندما لم يجد رد من قائدهم، نظر خلفه ليبحث عنه.
وجده مُعلقاً في الهواء بعينان فارغتان، و ملامح مفرودة، يبدو، و كأن شريط حياته يُعيد نفسه أمام ناظريه..
عندما تبع ذلك الحكيم مسار نظر قائده، و نظر نحو الافق، وجد نقاط سوداء خافتة، بعيدة، لكنها تقترب بسرعة!
“يا إلهي…” لم يستغرق ذلك الحكيم أكثر من ثانية ليُدرك ما يراه، و صاح بعلو صوته. ” تعزيزات! العدو لديه تعزيزات قادم من اتجاه جنوب غرب!!”
“ماذا؟!” بدأ جميع حكماء، و قديسي إمبراطورية اللهب بالتراجع بضع خطوات للخلف مخلفين مسافة بينهم، و بين القبة، و وحوش اللهب الابيض، و النظر في ذلك الإتجاه.
“مستحيل..”
“كل هؤلاء اعداء؟ أنهم عشرات الآلاف!!”
” و كلهم طائرين أيضاً.. كل هؤلاء قديسين على الاقل؟!”
“تراجعوا!!”
“يجب ان نخرج من هنا!!!”
لم يكن احداً من إمبراطورية اللهب غبياً، فور رؤية النقاط السوداء في الافق عرفوا أن وقت التراجع قد حان، فحتى إن لم يخسروا أمام هذا العدد الكبير من القديسين فعلى الاقل سيُقتل عدد كبير منهم!
“تتراجعوا؟ هذا لن يكون سهلاً!” إبتسامة قاسية ظهرت على وجه روبين، ثم رفع يده فبدأت الرياح تهب بشدة تضرب القبة الحية التي صُنعت بقوة 180 حكيم فأشعلتها زيادة، ثم قام حكماء فيلق الحياة يأمرون القبة بتغيير شكلها لتكون كالمفرش، و التحرك سريعاً.
في لحظة تحرك مفرش اللهب الحي المدعوم بقانون الرياح الرئيسي فسبق كل قديسي، و حكماء إمبراطورية اللهب الذين كانوا يريدون الهرب بإتجاه المحيط، و اللحاق بسُفنهم، و تمدد بشكل كبير مُشكلاً ما يشبه جدار ناري أغلق الطريق عليهم.
“مزقوا ذلك الجدار إرباً!!”
بدأ الجميع بمهاجمة جدار اللهب الأبيض، لكن نفس المشهد السابق قد حصل.. الجدار مُلئ بالثقوب سريعاً، لكن لم يستطع أحد اجتيازه، فهو كان يعيد إصلاح نفسه بسرعة في الأماكن التي يحاولون الهرب منها
“سحقاً، إلتفوا حوله! يستحيل أن يتمدد ذلك الجدار اللعين إلى ما لا نهاية!!” صاح أحد الحكماء، و طار للأعلى بأقصى سرعة.
لكنه لم يتقدم اكثر من مئتا متر قبل أن يجد أمامه عفريت..
*طاااخ!!*
كل من حاولوا الهرب من الجوانب، او الأعلى واجهوا حكماء العفاريت، و فيلق الحياة فوراً ليعيدوهم للأسفل.
“عاااا وحوش اللهب خلفنا! لقد لحقوا بنا!!”
*بوووم*
الـ 20 وحشاً ايضاً تمكنوا من اللحاق أخيراً بالبقية، و بدأوا بمهاجمة القديسين في تشكيلات منظمة مجدداً.
نظر أحد الحكماء من إمبراطورية اللهب حوله كالمجنون.. لقد إنقلبت الأية في لحظة.
منذ قليل كانوا هم من يحاصروا روبين، و من معه، و الأن في غمضة عين تمت محاصرتهم من كل الجوانب بدون ترك أي مجال للهرب!
اخيراً إستجمع ذلك الحكيم شتات نفسه، و صاح بعلو صوته، محاولاً ملئ دور قائد المعركة الذي أصبح فارغاً. “لا تقلقوا، اعدادنا ما تزال أكبر بكثير، علينا فقط إعادة تنظيم أنفسنا، و—”
“رااااااااااااااااااااااااااااااااووووور”
*بوووم*
زئير جاء من مسافة قريبة جداً جعل كلمات ذلك الحكيم تقف في حلقه، ثم لكمة لبست في وجهه جعلت أسنانه تنزل في حلقِه بجوار كلماته!
“تعزيزات الاعداء قد وصلت!!”
“ايها القائد ساعدنا! ايها القائد!!”
“ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!”
أما قائد قوات إمبراطورية اللهب ذا المستوى 40، ظل يطوف في مكانه يشاهد ما يحدث بصمت بدون قول كلمة، او تحريك إصبع.. منذ رأى النقاط السوداء قادمة في البداية، و هو يتوقع هذه النهاية، مهما فعلوا كان الهرب مستحيلاً..
*سووش*
*سووووش*
نظر قائد قوات إمبراطورية اللهب بجانبه حيث شعر بنية قتل كثيفة، فوجد عفريتين ينظران له، و كأنهما كلبان جائعان ينظران لأفضل قطعة لحم في العالم.
“هيه~.” عندما رأى قائد قوات إمبراطورية اللهب هذا نظر للأسفل نحو روبين، و تكلم. ” ألا توجد طريقة أخرى؟”
“لا، ليس لكم.” تكلم روبين بهدوء، ثم نظر للعفريتين.” ساكار، مورين، اتركوا قطعة لإخوتكم.”
“راااااااااااااااااااااااااااااااور!!!!” زأر العفريتان بكل قوة، و إنقضا على قائد قوات إمبراطورية اللهب في نفس الوقت.
القتال كان أكثر قسوة مما توقع العفريتان ساكار، و مورين، بعد اول ربع ساعة من القتال تلقى مورين إصابة قوية جعلته يتراجع، لكن النتيجة النهائية لم تتغير كثيراً..
3 ملوك عفاريت حلو محل مورين، و هاجموا قائد قوات إمبراطورية اللهب معاً، في معركة أربعة ضد واحد، سرعان ما تحول قائد قوات امبراطورية اللهب لوجبة.
و ليس هو وحده..
خلال ساعة واحدة من وصول التعزيزات تحول الشاطئ الشرقي للقارة الوسطى لللون الأحمر القاتم.
الموضوع التاليالموضوع السابق