روبين لم *يشم* احد، لكن حسه الروحي ببساطة واسع، و دقيق جداً، قبل حتى أن تصل السفن للشاطئ كان لديه علم بأعداد كل من فيها، و مستوى قوتهم.. الحكماء الذين ظهروا للتو لم يكونوا شيئاً مقارنةً بالمختبئين داخل السفن!

” لو ضربنا الأن، و هم داخل سفُنهم سيكون لدينا الافضلية..” تكلم ساكار مجدداً.

أخذ روبين شهيقاً طويلاً، ثم تكلم. ” ليس روبين بورتون من يعد، و يخلف، مهما كنت أكرههم سأنفذ وعدي للنهاية… فقط انتظروا حتى يبدأوا هم بالتحرك.”

“…” لم يزد ساكار كلمة، فقط أعطى انحنى بسيطة، و عاد ليقف في موقعه.

ظل الجميع ينظرون نحو الأفق، و السفن بدأت تختفي شيئاً فشيئاً، حتى أن بعض العفاريت ظنوا أنه إنذار كاذب،

لكن في تلك اللحظة…

“هجوووووووم!!”

صيحة عالية جائت من الافق خرج بعدها أعداد ضخمة من الأشخاص من السفن، طائرين، و بدأوا التحرك نحو الشاطئ بسرعة!

“ماذا يحدث هنا..؟!”

“فخ! انه فخ!!”

القديسين من فيلق الحياة صُدموا عندما رأوا هذا العدد من البشر الطائرين خارجين من السفن، و قادمين نحوهم..

هم لم يكن لديهم أنوف شديدة القوة مثل العفاريت، و لا حس روحي شديد الدقة مثل روبين، رؤية ما يحدث الأن كان بمثابة صدمة شديدة لهم.

“هااهاهاها روبين بورتون، أحسبت حقاً انه يمكنك التعامل كنظير مع امبراطورية اللهب العظمى؟ حان الوقت لتدفع ثمن عجرفتك!” الحكيم الذي تزعم الاسطول سابقاً صاح بصوت عالٍ، و قدم طيراناً من بعيد، و ليس وحده..

روبين حرك عينه بثبات يشاهد كل اولائك الخبراء القادمين نحوه، كل اولائك الاشخاص الذين يريدون قتله.. حوالي 400 حكيم، و عشرة آلاف قديس.

فأدخل بهدوء حسه الروحي في خاتمه، و أرسل. ” أعتقد أني سأحتاجك هنا قريباً.” كانت هذه الرسالة لجابا…

مرت أيام منذ غادر جابا للقاء الاسطول القادم من قارة السلف عند الضفة الجنوبية، هو كان يعرف أنه يدرك خطورة الوضع، و أنه سيأتي بهم في أسرع وقت ممكن لهذا لم يتواصل معه منذ غادر، لكن الأن..

في نفس اللحظة تقريباً رسالة من جابا وصلت. ” خلال ساعة واحدة سنكون امامك.”

اخذ روبين شهيقاً عميقاً عندما سمع هذا، ثم أخرج حسه الروحي من خاتم الصوت، و ادخله في خاتم الفضاء، و فوراً ظهر في يده رمح أسود أطول منه

ثم رفع روبين رمحه للأعلى مطلقاً هالته، قديس مستوى 27، و صاح بعلو صوته. ” ابدأوا التشكيل الدفاعي الذي تدربنا عليه، يجب أن نصمد لساعة فقط، و سيكون النصر حليفنا!”

“حاضر!!”

إنقسم العفاريت فوراً، و تحركوا، 180 عفريت منهم قاموا بعمل دائرة شديدة الإحكام فكان كتف كل واحد منهم في كتف الاخر، و الـ 20 البقية وقفوا في منتصف الدائرة،
ثم قفزت قوات الحياة من فوق الدراكو واحداً تلو الاخر، و توجهوا نحو منتصف الدائرة ايضاً، سامحين لوحوش الدراكو أن تحلق بعيداً عن الخطر.

روبين ايضاً قفز، و دخل لنصف الدائرة، آخذاً وضعية دفاعية.

“هاهاها الاختباء خلف تلك الكائنات القذرة لن يحميك منا!!” صاح قائد الاسطول، ثم رفع سيفه، و أشعل به النار، ثم نزل به على رأس العفريت الأقرب من ناحية الشاطئ

*بوووووووووووم*

“ايه؟”

المنظر الذي تخيله الحكيم ذا المستوى 40 لم يحدث، لم تتطاير أشلاء العفريت، ولم تُحرق جثته في لحظات..

العفريت رفع يده قبل أن ينزل السيف على رأسه، و إستخدام درع صغير على ذراعه لصد السيف.. الدرع لم يُخدش، و ذراع العفريت لم تتراجع إنش واحد!

ساكار، العفريت الملك الاقوى، مُسلح بدروع إلهية حمراء متفرقة على انحاء جسده، لم يكن خصماً سهلاً.

“مستحيل!!” صاح الحكيم عندما رأى هذا، و تراجع للخلف قبل أن تصله لكمة مضادة من العفريت، فإن كان هذا العفريت يمكنه التصدي له كأنهم في حصة تدريبية بالتأكيد لديه القدرة على قتاله بندية على الاقل!

عندما رأى بقية قديسي، و حكماء إمبراطورية اللهب خففوا سرعتهم ايضاً، و إكتفوا بتطويق الدائرة بدلاً من الهجوم بشكل مباشر، كل واحد فيهم خاف من الموت مع الاحتكاك الاول، و ترك المهمة لغيره، فلم يحدث الاحتكاك أساساً…

اول إلتحام كان كفيلاً بكسر زخم قوات الإمبراطورية.

“ماذا تنتظروا؟! هاجموا!!” صاح قائد قوات الامبراطورية

“هياااااا!!”

*شواااالااااااااا*

آلاف القديسين، و مئات الحكماء بدأوا بإستعمال تقنية قانون اللهب الرئيسي في نفس الوقت، بحور من النار ظهرت في السماء كلها على إستعداد للهبوط، و إلتهام روبين، و رفاقه.

*باا باا باا*

لكن قبل ان تنزل كل تلك الهجمات فوجئت قوات امبراطورية اللهب أن جزء كبير من الهجمات قد اختفى!

” ماذا يحدث؟!”

“اين ذهب هجومي، لقد وضعت فيه طاقتي كلها!!”

“روبين بورتون!!!!” صاح قائد قوات امبراطورية اللهب عندما رأى ما يحدث في منتصف الدائرة

روبين، الذي أصبحت عيناه تلمع باللون الذهبي بشدة، أخذ يطعن برمحه على الهواء مرسلاً رماح من الطاقة واحداً وراء الاخر، كل اللهب في طريق رمح الطاقة ذاك يختفي، و كأنه لم يوجد، خاصة هجمات الحكماء من إمبراطورية اللهب كلهم تم إستهدافهم قبل أن ينتهوا من تشكيلهم!

” اكملوا! احرقوهم جميعاً!!!” صاح أحد الحكماء، و بدأ بتشكيل هجوم آخر، قبل أن يختفي أيضاً.

لكن روبين مهما حاول لم يتمكن من كسر كل الهجمات، و هم يعرفون ذلك جيداً، آلاف بحور، و وحوش النار هبطت على الدائرة الدفاعية.

*شوووووووممم*

قبة من اللهب الأبيض ظهرت فوق الدائرة الدفاعية، و إعترضت طريق هجمات القديسين.

*بوووووووووووووووم*

عندما تلامست الهجمات الثائرة مع القبة فقدت زخمها، و توقف للحظات، لكن القبة ايضاً بدأت تتلاشى!

“الأن!” زارا صاحت بشدة عندما رأت هذا، حوالي 200 قديس من فيلق الحياة بدأوا بضخ طاقة الحياة في ظهور العفاريت الذين قاموا بتشكيل الحلقة الدفاعية، و القبة، و بدأت القبة بسرعة بالإلتئام مجدداً، ليس هذا فقط..

حوالي 20 حكيم من قوات الحياة بدأوا بضخ طاقة الحياة في القبة بشكل مباشر، عندها حدث شيئ غريب..

*فرووووووم*

 

 

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
11
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x