بعد خمسة أيام أخرى — على الضفة الشرقية للقارة المركزية.
” انا أرى الشاطئ.. و أشياء قرمزية كثيرة فوقه.. إستعدوا لإنزال المراسي!” رجل يطير فوق أسطول كبير من السفن مميزة الشكل صاح بلعو صوته فجأة.
بعد سماع تلك الصيحة بدأ عدد من الأشخاص بالطيران ايضاً فوق المراكب ينظرون بإتجاه اليابسة بشوقٍ، و خوف..
شوق لأنهم إقتربوا من رؤية أبنائهم، و احفادهم بعد ان كاد يقتلهم القلق طوال الـ 3 أشهر الذين قضوهم في البحر، و خوف على مصير أبنائهم من المكوث مع تلك العفاريت الشريرة التي تم وصفها لهم.
و بالطبع شيئ بسيط من الخوف من مدى قوة ذلك العدو الجديد الذي لا يعرفون عنه شيئاً..
كلما وقعت عين أحد الحكماء، او القديسين على ما يقبع في انتظارهم على الشاطئ يفتح عيناه على اخرهما، و يقول.” فلترحمنا السماوات..”
كل واحد فيهم تصرف، و كأنه رأى عفريت.. حسناً، هو بالفعل رأى عفريت.
تقريباً مئتا عفريت بمستوى حكيم متراصين في صف واحد، خلفهم آلاف الاشخاص يرتدون ثياب ممزقة، و بعضهم مصابين في حالات خطرة، بنظرة واحدة تمكن عدد من حكماء الإمبراطورية بتحديد أن أولائك هم أولادهم، و احفادهم، هؤلاء هم مستقبل الامبراطورية الذي يتم معاملتهم بدلال حتى من قِبل بقية الامبراطوريات الثلاث!
فوقهم تحوم العديد وحوش طائرة رباعية الأجنحة تطلق الصيحات بين كل حين، و أخر، و فوق كل وحش منهم يقف شخص، او شخصين.. واضح أنها وحوش طائرة أليفة، تبدو أن جميعها بمستوى قديس على الاقل!!
و يقف أمام كل هذا بشري واحد يضع يديه خلف ظهره، و ينتظر بهدوء…
“روبين.. بورتون..” قال أحد الحكماء، و أخذ يصر على أسنان عندما رأى الشخص الواحد في المقدمة، ثم نظر خلفه، و صاح. ” تقدموا للأمام بأقصى سرعة!”
“….” على الناحية الأخرى رفع روبين حاجبيه قليلاً عندما رأى سرعة السفن تزداد بدلاً من أن تقل، السفن بدت، و كأنها على وشك إختراق الشاطئ الذي يقف عليه، لكنه لم يتحرك قيد أنملة.
*كرااااااااششششــــــ*
اكثر من عشرون سفينة وصلوا للشاطئ، لكنهم لم يتوقفوا، العزم الذي إكتسبته السفن من السرعة، و ثقل وزنها جعلها تستمر في التحرك للأمام مكتسحة كل شيئ في طريقها.
الإبتسامة مُسحت من على وجه العشرة آلاف سجين من إمبراطورية اللهب، و بدأوا بأخذ خطوات للوراء، لو اكملت السفن على هذه السرعة ستسحقهم!
أخذ بضع عفاريت خطوات للأمام مستعدين لإيقاف السفن، او حتى تدميرها، لكن روبين رفع يده، و أشار لهم بالرجوع للخلف، ثم مجدداً أنزل يده، و وضعها وراء ظهره…
“يكفي!” في تلك اللحظة جائت صيحة من فوق السفن، و 3 حكماء قفزوا من فوق السفن التي يركبونها، و أوقفوا سفُنهم بأنفسهم.
*تششششييييـ……*
السفن كلها توقفت أخيراً.. روبين الذي كان يقف في المُقدمة كان على بعد متر واحد فقط من أن ترتطم مقدمة السفينة برأسه، لكنه لم يتحرك.. ما يزال بنفس الوضعية ينظر أمامه مباشرةً…
من السفينة التي تقف أمام روبين طار أحدهم برفق، و نظر بإتجاه روبين من أعلى أنفه. ” يبدو أن الخوف جعلك تتجمد، لكن يمكنني تفهم هذا، لابد أنك بدأت تدرك ما الذي صنعته بحركة أخذ أولادنا رهائن، و أصبحت تدرك العواقب، لكن الندم لم يعد له مكان..”
روبين نظر للأعلى أخيراً نحو ذلك الشخص الذي تكلم، “دخول مهيب يجب أن أعترف لك بهذا، أهذا طريقتك في اخافتي؟ لا يهم على ما اعتقد.. في الحقيقة انا كنت أتمنى ان تلمسني سفينتك لأعتبره هجوم، و خرق للإتفاق، عندها كنت سأدفنكم جميعاً هنا.”
أكمل الحكيم نظره نحو روبين من الأعلى، لكن بوجه عابس بعض الشيئ هذه المرة، هذا الروبين يفترض انه العبقري رقم واحد الذي رآه هذا العالم، و لا يضع في حسبانه إحتمال أن تلك السفن تحمل جيشاً جاء لقتله؟ هل الغطرسة طغت على حكمه لهذه الدرجة.. أم هو فعلاً مجرد ولد وجد إرثاٍ ما؟
“تدفننا؟ غطرسة من نوع لم أره مثله من قبل، لكن أعتقد أن هذا متوقع من الأحمق الذي إستهدف شباب الإمبراطوريات الأربعة، انت لا تدرك ماذا جنيت على نفسك، و على قارة السلف كلها.” تكلم الحكيم.
“أشك بشدة أنه يمكنكم فعل شيئ أسوأ في قارة السلف حالياً…” رفع روبين حاجبيه، و رد.
“هممم؟” عقد حكيم الامبراطورية حاجبيه أكثر عندما سمع هذا، ” ماذا تقصد؟ هل تقول إنك قابلت قواتنا هناك؟”
إبتسم روبين إبتسامة قاسية. ” أقول أنزل المساجين الذين يخصونني، و دعنا ننتهي من هذا التبادل افضل، إكمال المناقشة في هذا الاتجاه لن يكون نافع جداً.”
“انت..!” إنفعل الحكيم مطلقاً هالته ضاغطاً بها على كل الحضور، حكيم مستوى 40، مع أن رد روبين لم يكن مباشر إلا انه كان مفهوم بما يكفي!
الإبتسامة على وجه روبين إختفت، و تعابير غاضبة طغت على وجهه، ثم رفع يده. ” أخرج رجالي فوراً لو اردت إكمال هذا التبادل، و إنزل على الارض كلمني كما أكلمك… إستمر على اسلوبك المتعجرف هذا، و سيتحول المكان لبحر دماء.”
بإشارة روبين بدأ بعض العفاريت بضخ لهب أبيض هائل مُشكلين هيئة عفريت ضخم طوله عشرات الأمتار، ثم جائت زارا بعدها، و ضخت فيه كمية من طاقة الحياة.
بدت عينا عفريت اللهب الأبيض الضخم، و كأنه جنى بعض الوعي من العدم، مرسلاً بعض الخوف، و التساؤل في قلوب الجميع مما يرونه، ثم أطلق زئيراً هائلاً.
“رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااووووووورررر”
“كيياااااااااااااااااااااه!!!!”
“النجدة!!”
و بدأ يتحرك نحو العشرة ألاف سجين ناظراً لهم بأعين تملؤها نية القتل.. حجم عفريت اللهب الابيض الضخم، و قوته التي إستمدها من عشرات العفاريت تقولان أنه يمكنه قتل المئات من المساجين في كل ضربه!
الموضوع التاليالموضوع السابق