بعد 3 اشهر — في المحيط بين قارة السلف، و القارة المركزية.
“لما لا تخبرني فحسب؟ انا لن أتوقف عن السؤال حتى ترد علي، قل ماذا حدث لروبين في عالم نيهاري ذاك!” بيلي تكلم مُلحاً.
حتى اليوم مر أكثر من 8 أشهر بقليل على عودة روبين مع حلفاءه لهذا العالم، خلال هذه الفترة تعلم أمون شيئاً من لغة هذا الكوكب، بيلي خاصةً حرص على تعليمه فهو كان ملتصق به معظم الوقت…
“….” أمون ركز على النظر أمامه مصطنعاً التطلع في البحر المفتوح أمامه، و لم يرد.
“أيها الكائن البائس، روبين يعتبرك شخص مقرب، لكن بدلاً من مساعدته ليخرج مما هو فيه أنت تشجعه زيادة، اي نوع من الأتباع انت؟!” إنفعل بيلي، مجدداً…
هذه ليست اول مرة يدور مثل هذا الحوار، و ليس الثانية ايضاً.. منذ بدأ الرحلة البحرية لم يفارق بيلي جانب أمون، كلما ينتهي من السؤال، و الانفعال قليلاً، و لا يجد رد، يذهب ليأخذ جانب، ثم يأتي، و يكرر الحوار من الاول.
“أمون لا شيئ.. أمون لا يشجع، ولا يخفض عزيمة السيد.. إن أراد السيد أخبارك سيخبرك بنفسه.. السيد أعلم من تحت السماء، ولا يحتاج لأحد ليخبره بما يفعل.. أمون هو من يفعل ما يطلب منه..” تكلم أمون بصوت منخفض بنبرة بادٍ فيها الانزعاج..
“إذاً لما لا تدع لي هذه المهمة، هاه؟ فقط أخبرني لماذا تغير بهذا الشكل ربما اجد حلاً، هل حدثت مشكلة هناك؟” أقترب بيلي أكثر بعينان كبيرتان مفتوحتان كأنه طفل يطلب الحلوى من والده.
*بووووووم*
*رااااااااااااااااااااااااااااااااااااور!!!*
صوت ارتطام قوي جاء من جانب السفينة جعلها ترتفع فوق سطح البحر لعشرات الأمتار!
“وحش بحري من فصيل الثعابين، مستوى حكيم!” صاح عفريت بلغة عالم نيهاري.
لم يتحرك آمون من مكانه، لم يغير وضعية وقوفه حتى، و هى السفينة معلقة في الهواء، لكن عدد كبير من العفاريت فوق السفينة قفزوا منها، و توجهوا نحو الجانب الأيسر منها، حيث بدأت فوراً ألسنة اللهب الأبيض بالإرتفاع.
*اووووووووووه* في لمح البصر تحول زئير وحش البحر المخيف إلى عويل ألم، بعدها غطس مجدداً، و إختفى.
*تششششششششـــــ*
هبطت السفينة المعدنية الضخمة مجدداً على سطح المياة محدثة طرطشة كبيرة، و حتى موجات ضخمة أثرت على باقي السفن في الاسطول، لكنها ببساطة أكملت نفس الطريق السابق، و كأن شيئاً لم يكن.
“هاي! توقف عن تجاهلي، كدنا نصل لوجهتنا بالفعل من يعرف أي أعداء سنواجه، هذه القارة التي تحتوي امبراطورية اللهب! أتدرك هذا؟ قد نموت جميعا حتى، هيا أخبرني بشيئ مفيد بحق الجحيم!!”
اضطر أمون للنظر بجانبه نحو هذا البشري المزعج الذي لم يصل طوله لكتفه حتى، و تكلم. ” ما الذي جلبك مع أمون أساساً؟”
“انت..–” اراد بيلي أن يجداله، لكنه في تلك اللحظة لمح بطرف عينه شئ يظهر في الأفق، ” أهذه اليابسة..؟”
“اجل يبدو اننا وصلنا.” أمون كان سعيداً بالإجابة عن هذا السؤال.
“تسك~ تباً لك، سأذهب لأستطلع الشاطئ، لو بقينا أحياء بعد إنتهاء الحرب سأجعلك تخبرني بالتأكيد!” رد بيلي، ثم إرتفع، و طار بإتجاه القارة الوسطى سابقاً الاسطول.
“هيه~” تنهد آمون، ثم ارتفع عن السفينة، و طار ورائه…
بعد بضعة دقائق — على الساحل الجنوبي للقارة المركزية.
….. “هممم؟” عينا بيلي شخص يقترب طيراناً اتجاهه ايضاً، و بسرعة تمكن من رؤية ملامحه. ” جابا؟”
*سووووووش سووووش سووووش*
بعدما إلتقى بيلي، و جابا مباشرةً وصل أمون ايضاً، ثم تكلم جابا مواجهاً امون، ” ما الذي أخرك لهذه الدرجة؟ المُعلم توقع وصولكم منذ أيام!”
” أمون سيعتذر من سيدي لاحقاً، أعداد الوحوش البحرية، و قوتها فاقت كل التوقعات، أثناء مجيئنا تلقينا عدة موجات من الوحوش هى من تسببت في ابطائنا، و حتى ضرب إحدى السفن بشكل خطير.” شرح امون.
“الوحوش البحرية تمكنت من الأضرار بإحدى السفن التي صنعها المُعلم..؟ ماذا كانت ستكون الخسائر لو جئتم بسفن عادية إذاً…؟” عقد جابا حاجبيه عند سماع الخبر، و نظر خلف آمون، نحو الاسطول القادم.
“ركز معي يا جابا، أين روبين؟ ما اخبار الحرب هنا؟ هل تمكنتم من إحتلال إحدى المدن بعد؟” تدخل بيلي في الكلام، و أرسل لجابا عبر تقنية نقل الخواطر.
“يمكنني تحدث شيئاً من لغتك الأخت زارا علمتني.. عن أي حرب، و أي مدينة تتحدث..؟ ” تلعثم جابا قليلاً، ثم اكمل. ” ..لا يهم، هذا ليس وقته الأن، حسب الوقت المحدد فسيصل السجناء بعد أسبوع بأقصى تقدير.. يجب ان ننطلق نحو الجزء الشرقي من القارة فوراً..”
أومئ أمون. ” الجميع سيكون جاهز للتحرك خلال نصف ساعة.” ثم إلتف، و عاد منطلقاً نحو الاسطول الذي كاد يصل للشاطئ.. الاسطول المكون من عشرات السفن العملاقة.
بعد دقائق، و قبل أن تصل السفن للشاطئ طارت أسراب من العفاريت من السفن، و بدأت بأخذ تشكيلات في السماء، بدت، و كأنها أسراب من الجراد القرمزي، مستعدين لأكل الاخضر، و اليابس..
الموضوع التاليالموضوع السابق