بعد ثلاثة أشهر — داخل قاعة العرش في قصر شديد الفخامة.
“إبني انا أسير؟ و لدى فلاحين من قارة السلف فوق ذلك؟ سحقاً.. لماذا كنت أطعمكم طوال هذه السنين أيها الكلاب؟” رجل في منتصف العمر يرتدي تاجاً مرصع بالأحجار النادرة وقف، و صاح.
“جـ جلالتك، لم يكن بأيدينا شيئ، تلك الكائنات التي جلبها معه قوية جداً، لقد أسر كل الشباب، و المراقبين في القارة الوسطى، و ليس شبابنا نحن فقط!” الحكيم الذي تركه روبين يرحل سقط على الارض راكعاً من هول الضغط الذي نزل عليه، و بدأ يتلعثم.
مجرد الوقوف في حضرة امبراطور اللهب لهذا الجيل كان مُقلق بما يكفي، أما الوقوف أمامه، و هو غاضب فهو الكابوس بعينه..
” قام بأسر حتى أبناء بقية الامبراطوريات..؟” عقد امبراطور اللهب حاجبيه. “ألا تكفيه إمبراطورية اللهب عدواً؟ ذلك الوغد لديه بعض الجرأة.”
“يبدو أننا فعلاً قللنا من شأن هذا الروبين بورتون…” شيخ طاعن في العمر يقف على يمين العرش تمتم بصوت منخفض. “لم أرد قول هذا، لكن كان عليكم الإستماع لنصيحتي، و نجري المزيد من التحريات بشأنه.”
“انه مجرد فأر لم يتجاوز عمره المئتا عام، و يعيش في قارة السلف الفقيرة، ماذا يمكننا أن نتحرى بشأنه أكثر؟ لقد إتخذنا القرار الصحيح!” امرأة عجوز تقف على يسار العرش تكلمت هذه المرة، ثم نظرت نحو ظهر الإمبراطور الواقف أمامها. ” كون ذلك الفأر تمكن من إيجاد مساعدة لم نكن نعلم عنها شيئاً لا يعني أنك اقترفت خطأً عند أخذ القرار، انت دائماً على الصواب!”
” هذا الفأر وصل لتقنية اللهب، و الرياح أكثر نقاءً من التي نعرفها، لديه تقنيات لقوانين رئيسية أخرى مثل الظلام، و الحياة، صنع نظام الطلاسم التي لم نسمع عنه شيئ من قبل و.. انا حتى نسيت بقية الابتكارات التي سمعنا عنها!!” الرجل العجوز تكلم بسخط. ” كيف لم تضعوا في حسبانكم أنه ربما لديه شخص أعلى شأناً منا جميعاً يرعاه؟ شخص.. من خارج العالم!”
“من خارج العالم؟ يبدو أن العمر أثر في عقلك.” المرأة العجوز لوحت بسخرية.
“يكفي!” صاح إمبراطور اللهب فجأة. “كيف أستعيد إبني، و بقية المحتجزين؟”
” إفعل كما قال روبين، أرسل كل المساجين له، و هو سيرجع لنا صغارنا، الجميع في قارة السلف يتكلمون عنه أنه شخص محب للخير، و ينفذ وعوده دائماً، لو إلتزمنا سيلتزم.” تكلم الرجل العجوز.
” لا، لا، لا، أنت يجب أن تخرج من قائمة المستشارين! تريد أن تذل امبراطورية اللهب العظمى أمام ذلك الولد؟” صاحت المرأة العجوز بغضب. ” جلالتك، يجب ان ترسل قوات للقبض على هذا الروبين، و قتل كل أعوانه في القارة الوسطى.
عندها لن تتمكن من إرجاع صغارنا فقط، بل سنتمكن من وضع يدنا على المتاح لكل ما نريده، أليس هدفنا من البداية كان القبض عليه؟”
“كيف تفكرين يا إمرأة؟ ألم تسمعي؟ لديهم أكثر من 200 حكيم، هذا تقريباً ربع عدد قواتنا الحالية من الحكماء! هذا غير الـ 400 قديس عالي المستوى الاخرين، لو ذهبت قواتنا، و بدأ قتال كبير هناك سوف يتأذى الصغار، و ربما روبين بورتون يأمر بقتلهم جميعاً أثناء المعركة!” إلتف الرجل العجوز، و صاح.
” ستكون تضحية مناسبة مقابل الحصول على تقنيات القوانين الرئيسية التي يملكها، عندها سيكون للعالم كله إمبراطورية واحدة.” تجاهلت المرأة كلام الرجل العجوز، و نظرت نحو ظهر الإمبراطور مجدداً.
“تضحية؟ انهم عشرة آلاف مراهق، و شاب! أنهم حرفياً جيلنا الجديد بالكامل، ما الذي تتفوهين به أيتها العجوز الشمطاء؟!” إنفعل الرجل العجوز، بدوى، و كأنه يريد الانقضاض على المرأة.
” كل شيئ يهون مقابل القبض على روبين بورتون حياً!” ردت المرأة العجوز ببرود.
“انتي..!!” كاد الرجل العجوز أن يكمل كلامه، لكن تمت مقاطعته فجأة.
“لقد قررت..” صوت الإمبراطور صدى مجدداً أخيراً. ” سنقبض على روبين بورتون… و سنجلب كل ابنائنا ايضاً!”
“هممم..؟” عقد العجوزان حواجبهما عند سماع هذا.
إلتف الامبراطور ليواجه الإثنان. ” العجوز غو، قم بجمع الأسطول، و املأه بكل المساجين الذين جلبناهم من قارة السلف.”
“حاضر!” رد الرجل العجوز مبتسماً.
ثم عاد الامبراطور ينظر نحو المرأة بإبتسامة خبيئة.” العجوز جي، ذلك الوغد أعطانا اسبوع واحد، قومي بجمع كل الحكماء، و القديسين عالي المستوى الذين يمكنك الوصول لهم خلال أسبوع واحد، و خبئيهم في تلك السفن.”
“ايه؟ …هاها يا لها من خطة جيدة، خطة جيدة.” ضحكت المرأة العجوز جي بصوت عالٍ.
عقد العجوز غو حاجبيه عندما سمع هذا، خطة الامبراطور أصبحت واضحة، لو نجحت ستكون ضربة مثالية!
لكن لو فشلت…
“أنتما الاثنان.. أنتما ما تزالان تقللا من قدر روبين بورتون مجدداً!”
الموضوع التاليالموضوع السابق
