بعد بضع دقائق أزاح روبين ستار الخيمة، و خرج، ثم ربت على كتف زارا، و تقدم ليجلس على كرسي كبير أمام السجناء.
“هممم؟ انظروا للأعلى.” تكلم أحدهم بصوت منخفض، لكن لأن المكان صامت تماماً جذبت كلماته انتباه الجميع.
“سحقاً، من هذا الأن؟ أنه يجلس على كُرسيي الخاص، لقد أتى به من نقطة المراقبة الشرقية حتى هنا؟!” صاح حكيم متوسط المستوى عندما رأى المشهد.
“شششـ أخفض صوتك، ألم تعد تريد حياتك!”
بينما إندلعت النقاشات الصغيرة، و الهمسات في كل مكان، إكتفى روبين بالنظر من الأعلى على الحشد أسفله بدون مشاعر بادية على وجهه لأكثر من خمسة دقائق، حتى صمت الجميع مجدداً..
ثم تكلم بهدوء، و كأنه يتناقش مع شخص يجلس أمامه، لكن صوته وصل لآذان عشرات الآلاف بكل وضوح. ” ادرك ان لديكم بعض المخاوف، لكنكم هنا كضيوف مؤقتين، عندما ينتهي ما نريده سيرجع كل واحد منكم لأهله، لذا أرجو من الجميع التعاون حتى ننتهي في أسرع وقت.”
” و ما هو الذي تريده بالضبط؟”
“هل تعلم من نحن؟!”
“جميعكم ستكونون موتى عندما تعرف عائلاتنا ما يحدث هنا!”
” انتم تلعبون بعداد عمركم!”
“رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااور!!” العفريت ساكار زأر بكامل قوته عندما بدأ المساجين يتكلمون مع سيده بلهجة لم تعجبه، في لحظة عاد الهدوء بالكامل للوادي.
ثم اكمل روبين. ” كيف لا أعرفكم؟ السادة الشباب، و الفتيات اللطيفات للإمبراطوريات الأربعة، سلالة الاباطرة الاربعة مكتشفي القوانين الرئيسية، و القوى الفعلية التي تسير هذا العالم، أم نسيت شيئاً؟ …دعونا نجعل هذا النقاش أكثر مدنية حتى لا يحدث المزيد من الفوضى، فأنا لا أحب الفوضى، و لن اتغاضى عنها كل مرة.. أريد أن يتقدم أربعة أشخاص الأن ليتكلموا بإسم وفود الإمبراطوريات الاربع، سأمهلكم 5 دقائق للإختيار.”
بدأ الحكماء من الامبراطوريات يقفون واحداً تلو الأخر، و ينظر لبعضهم، و يقومون بعمل إيمائات بسيطة فيما بينهم، و في أقل من خمس دقائق أربع حكماء تقدموا ليقفوا في المقدمة بينما جلس البقية مجدداً.
عندما رأى روبين هذا تكلم. “جيد، الأن يمكننا ان–”
“أيها الشاب، هل ما إستعملته للتو كان قانون الصوت الثانوي؟ من من أخذته بالضبط؟” أحد الحكماء الأربعة قاطع روبين، و تكلم منزعجاً.
نظر روبين لذلك الحكيم بحاجبين معقودين، كاد جابا ان يتقدم ليهاجم ذلك الحكيم لأنه قاطع مُعلمه، لكن روبين رفع يده فأوقفه، ثم قام بتلويح تلك اليد فظهر إعصار صغير بدأ يتراقص بجواره.
“أهذا.. قانون الرياح الرئيسي؟!” كل من هم من امبراطورية الرياح لم يصدقوا أعينهم. ” كلا.. هنالك شيئ غريب، تحركات هذا الاعصار تبدو أكثر سلاسة من المعتاد، و صنعه كان سهل جداً ايضاً..؟”
” ما الذي يحدث بالضبط؟”
” من أين سرقته يا هذا؟!”
لم يكترث روبين للرد على أحد، اكتفى بتحريك نفس اليد ثانية فإشتعلت بلهب أبيض، و ألقاه نحو الإعصار، فتحول الإعصار الراقص الصغير لإعصار لهب شرس.
“هذا.. دايف، بالتفكير في الأمر.. أليس هذا قانون النار الرئيسي؟”
قبل ان يتمكن أحد من إبداء اي ردة فعل، مجدداً روبين ضرب قدمه في الأرض فخرجت شجرة ضخمة، و حولها عدد ضخم من الجذور القوية، ثم ضرب الارض بقدمه الأخرى فخرجت مياه جوفية، و بدأت تلتف حول الشجرة، و الجذور، و تُكبرهم أكثر..
“….” الاربعون ألف سجين كلهم حبسوا أنفاسهم، و هم يشاهدوا ما يجري أمامهم.
أبناء كل إمبراطورية كانوا مشغولين بتفصح القانون الذي كانوا يتدربون عليه طول حياتهم، فأبناء امبراطورية الرياح يراقبون حركة الإعصار، و ابناء إمبراطورية الشجرة المقدسة يتابعون شكل، و قوة الجذور التي خرجت في لحظات.
خلال بضع ثوان فقط كلهم وصلوا لنتيجة غير قابلة للتصديق.
“مستحيل..”
” انت معك القوانين الرئيسية الأربعة؟!”
” كيف تجرؤ على سرقتهم؟”
” الاباطرة الأربعة لن يسكتوا على هذا!!”
“هيه..” اطلق روبين ضحكة مكتومة عندما سمع هذا. ” يبدو أنكم لا تريدون أن تصدقوا ما ترونه، تلك التقنيات التافهة التي تتدربون عليها طوال حياتهم مجرد تقنيات معطوبة، و ملوثة، أنها عار على مصطلح قانون رئيسي، لا تقارنوها بتُحفي الفنية.. لكن لا بأس، دعوني اساعدكم على رؤية الحقيقة.”
بعدما انهى روبين كلامه تجمعت غيمة صغيرة بجانبه، و بدأت تمطر، ثم بدأ برق شديد البياض، و التركيز ينزل منها ليضرب الأرض.
بعدها حرك روبين يده إتجاه صخرة ضخمة في الوادي فطافت للأعلى و بدأ يحركها في الارجاء، و كأنها ريشة.
“قانونا البرق الرئيسي.. و الجاذبية الرئيسي..؟” لم يكن معروفاً من تمتم بهاتين الجملتين، لكن صوته سُمع في كل الإتجاهات بلا ريب.
في تلك اللحظة حرك روبين يده فإختفى كل شيئ مجدداً، و الشجرة و جذروها نزلوا تحت الارض، ثم تكلم. ” لم أكن مضطراً لأظهر لكم أي شيئ، لكني لم احب غطرستكم الفارغة أمامي. الامبراطوريات الأربعة قال.. كل ما تفتخرون به ليس شيئاً في نظري، أنتم انفسكم لستم شيئاً في نظري، لذا أنصحكم بأن تكونوا أكثر تهذيباً في توجيه كلامكم لي من الأن فصاعداً.”
الموضوع التاليالموضوع السابق