بعد ثلاثة اسابيع–
“أيها الكائن القذر، يبدو أنك فعلاً سئمت من الحياة ..فقط انتظر، أبي سيسلخك حياً عندما يعرف ما يجري هنا!”
“رااااااااااااااااور!!” زأر العفريت بقوة.
“دايف، فقط أغلق فمك، و تابع الطريق، نحن نسير منذ أسابيع بالفعل لا تخرب علينا كل شيئ الأن..” ناتالي جائت من وراءه، و شدت كُم قميصه.
“سحقاً.. لماذا علينا أساساً أن نتبع أوامر ذلك الشيئ؟ لعله يريد أن يقودنا نحو عرينه يأكلنا كما يحلو له، و نحن ننساق أمامه كالبلهاء!”
“ماذا سنفعل إذاً؟ ألم تر كيف قتل السيد المراقب؟ لقد أكل قلبه عندما حاول المقاومة! أصبر، لعلنا نجد مراقب أكثر قوة في طريقنا، و ينقذنا منه… فقط ركز على سحب العربة التي يرقد فيها صديقك، و أدعو..” تكلم مراهق آخر بجانبه.
شد دايف قبضتيه بقوة، و أكمل طريقه للأمام، و هو موطئً رأسه..
عندما هبط العفريت من السماء قبل 3 أسابيع قام بإرسال رسالة ذهنية للجميع أنه لا ينوي القتل، و انه عليهم أن يتبعونه لمكان ما للقاء *سيده*.. لم يعرف أحد كيف يمكن للعفريت إيصال كلامه لرؤوسهم مباشرةً، لكن هذا لم يكن وقت التفاجؤ.
بطبيعة الحال رفضوا جميعاً، و حاول المراقب المقاومة فهاجم العفريت بكل قوته، لكنه كان يبالغ كثيراً تقدير نفسه.. العفريت قام بقتل المُراقب، و أكل قلبه أمامهم، و قام مجدداً بالإرسال مهدداً ان يتبعونه.
ظن الشبان أن عددهم الكبير سيجعل من المستحيل على العفريت السيطرة عليهم فحاولوا الركض في كل اتجاه، لكنه كان ببساطة سريع جداً، و كان يستخدم هجمات لهب ابيض بعيدة المدى.. كل من حاولوا الهرب أصيبوا إصابات شديدة جداً، و بعضهم مات.
فقط في تلك اللحظة أنه لم يكن أمامهم الكثير من الخيارات، فحملوا إخوانهم المصابين، و بدأوا يتبعونه، و طوال طريقهم كان يغيب العفريت للحظات، ثم يعود، و معه بضع أشخاص من الجوار هائمين للتدريب منفردين فيرميهم في المجموعة، حتى انه وجد مراقب بالجوار، لكنه نجح في القبض عليه حياً هذه المرة.
عندما بدأوا تحرك من الشاطئ الجنوبي كانوا حوالي 300 شخص، أما في هذه اللحظة وصل تعدادهم بالفعل لـ 500!
لا أحد يعرف ماذا يحدث، و لماذا يسوقهم هذا الوحش، فقط يسيرون ليل نهار، خائفين أن يصلوا لعرين ذلك الوحش قبل أن يعثر عليهم مراقب قوي…
“همم، ما هذا هناك..؟ …هاي جميعاً أنظروا للأمام، يجب ان تروا هذا!” الشخص في مقدمة المجموعة صاح فجأة عندما خرج من الغابة.
” ماذا هناك؟”
” لا تقول إنك وجدت كهف ملئ بالجثث!!”
بدأ بعض الاشخاص في المجموعة يتقدموا بسرعة ليروا ماذا يحدث أمامهم، و بعضهم ثبتت قدماه في الارض خائفاً من أنهم قد وصلوا أخيراً لمكان موتهم.
“يا إلهي..”
“بحق من خلق السماوات ماذا يحدث هنا..”
ناتالي التي كانت كانت ترتعش في الخلف إستجمعت جزءً من شجاعتها عندما سمعت كلام الأشخاص في الامام، فأخذت شهيقاً طويلاً، و تقدمت.
“…..” ناتالي فتحت فمها، و عيناها على آخرهم من الذهول، لم تجد كلمة لتقولها، المنظر أمامها كان غريب جداً..
يوجد وادٍ عميق أمامهم يوجد فيه حوالي اربعون الف مراهق، و شاب صغير، كلهم جالسين على الارض بأدب لا أحد فيهم يجرؤ على التنفس بصوت عالٍ، يمكنهم حتى رؤية بعض الحكماء من إمبراطورياتهم من ضمن الجالسين على الارض!
و حولهم يقف عدداً كبيراً من نفس نوع الوحوش الحمراء ذات القرون، و حتى بضع بشر يرتدون ملابس موحدة خضراء..
هالاتهم تقول إنهم حكماء، أو في المستويات العليا لنطاق قديس، بضع مئات منهم!
خاصةً بضع من العفاريت هالتهم شديدة القوة، و الدكانة، يبدو أنهم على الأقل حكماء عالي المستوى…
مع ان عدد المساجين من الامبراطوريات الاربعة أضخم بشكل طاغي، إلا أن كل هذا بلا فائدة أمام اكثر من مئتا حكيم جاهزين لضرب هجمات عشوائية في نفس الوقت.
أفكار كل الشباب الصغار صالت، و جالت، لكنهم لم يجدوا تفسيراً لم يروه الأن، من يجرؤ على أسر الجيل الشاب من الامبراطوريات الاربعة؟ بل من لديه هذه القوة غيرهم من الاساس؟!
لكنهم على الاقل لم يعد عليهم أن يخافوا من أنهم ذاهبين لعرين حتى يتم أكلهم بعد الأن، هذا بلا شك كان معسكر اعتقال ضخم!
*شوووو*
فجأة هبطت زارا أمام المجموعة تكلمت بصرامة. ” المجموعة رقم 201، تقدموا واحداً تلو الأخر، و خذوا اماكنكم في آخر المعسكر، لا ينطق أحدكم بكلمة بدون ان يُطلب منه الكلام، مفهوم؟ هيا تحركوا.”
ثم نظرت نحو العفريت الذي رافقهم إلى هنا فأومئت نحوه، و أرسلت عبر تقنية نقل الخواطر. ” بعدما تضعهم في أماكنهم يمكنك أن تذهب للراحة قليلاً، و سأرسل أحد افراد فيلق الحياة ليعيد لك حيويتك، و يرجعك لحالتك المثلى، أدرك انها كانت رحلة طويلة عليك.”
اومئ العفريت نحو زارا، ثم عاد للنظر نحو مجموعة، و زأر نحوهم، ثم بدأ يقودهم لمكانهم في مؤخرة المعسكر، مدركين لحجم ما يحصل.
ثم طارت مجدداً نحو الخيمة الوحيدة الواقفة أمام المعسكر، و تكلمت بصوت منخفض.“أبي، المجموعة الاخيرة قد وصلت، كل شيئ مُعد لك الأن.”
الموضوع التاليالموضوع السابق