” على بعد عشرين كيلو متر في ذلك الإتجاه يوجد 500 شخص، و مُراقبان اثنان.” فتح روبين عينه، و أشار نحو إتجاه معين.
نظر جابا نحو سرب الدراكو الطائر خلفه، و صاح. ” تاموز، شاكيلي تعرفان ما عليكما فعله.”
اومئ عفريتان، و قفزا من فوق الدراكو، و بدآ يطيران في ذلك الإتجاه.
“على بُعد 40 كيلو متر يوجد 4 الاف شخص، و 6 مراقبين.” مجدداً روبين أشار نحو إتجاه معين، و علق.
“6 مراقبين؟” عندما سمع هذا نظر جابا نحو زارا، و ارسال لها شيئاً عن تقنية نقل الخواطر.. بعدها صاحت زارا.” السرية الخامسة عشر ستأتون معي، هذه المهمة من نصيبنا.”
فقفز 10 أشخاص من فيلق الحياة من ضمنهم زارا، و بدأوا يطيروا بذلك الإتجاه بأقصى سرعة أيضاً.
“يوجد مبنى كبير هناك فيه 30 شخص، يبدو كنقطة المراقبة الشمالية.” تكلم روبين مجدداً.
عندها عقد جابا حاجبيه، و نظر عن يساره. ” ساكار، سنتعبك معنا مجدداً.”
“أي شيئ من أجل سيدي.. هيا بنا!” رد العفريت ساكار بصوت خشن، و صاح، فتعبه عشرون عفريتاً آخر لذلك الإتجاه.
بعدما ذهبوا نظر جابا خلفه يتفحص ما بقي من قوات، لم يعد يوجد سوى 5 عفاريت، و 20 قديس من فيلق الحياة، ثم تنهد.” كان علينا إحضار المزيد..”
بعدها فتح روبين عينه مجدداً، و تكلم. “بل هذا جيد بما يكفي، لم يبق أي تجمعات كبيرة في القارة الوسطى، قم بتقسيم القوات التي لم يتم توزيعها لتكون فرق إغاثة، و مرافقة إن طرأت مشكلة مع البقية… هيا دعنا نرجع لمنتصف القارة، و ننتظر.”
أومئ جابا، ثم قام بتوجيه سرب الدراكو كله للعودة للخلف، مرت ساعات طويلة، و هم يطيرون فوق القارة الوسطى فجالوها من جنوبها لشمالها، و كلما رصد روبين تجمع بشري كبير، يرسل عدد من العفاريت، أو قوات الحياة نحوهم قبل أن يكمل طريقه، و اخيراً تمت تغطية القارة بالكامل..
*راااف راااف*
بعد بضع ثوان من الطيران تكلم جابا مجدداً. ”إن أخذت رأيي فلا أظن أن إرسال فرق من العفاريت فقط كان فكرة جيدة، انهم لا يعرفون لغة أهل هذا الكوكب كما أنهم دمويين جداً.. قلت إن هذه القارة تجتمع فيها الإمبراطوريات الأربعة للتدرب فيها صحيح؟ أنت تريد امبراطورية اللهب فقط، هذه العشوائية ليست جيدة…”
“هذه القارة تحتوي فقط على شباب في الفروسية، أو في بداية القدسية بحد أقصى، و معهم عدد من المراقبين للتأكد من سلامتهم، و هم قي قمة القدسية فحسب، و يوجد أيضاً بعض الحكماء، لكن عددهم ليس كبير، أعتقد 150 بحد أقصى، و معظمهم في المستويات المتدنية، او المتوسطة..
الأماكن التي قمت بتحديدها بإستخدام قانون الفضاء هى مناطق غالباً ينشط فيه قانون معين بشكل أكثر من غيره، يمكن القول أنهم في حصص تدريبية، و أولائك المراقبين يقفون بعيداً قليلاً ليشرفوا على أنهم بخير.. هذه القارة عبارة عن مدرسة كبيرة نوعاً ما.. أما العفاريت، و قوات الحياة فجميعهم لديهم تعليمات واضحة بعدم اللجوء إلى القتل، فقط إقتياد كل من يجدونه لوسط القارة، و تكسير عظام من يحاول الهرب منهم، لا شك عندي أنهم سيلتزمون بالتعليمات، لكن لو حاول أحد مغازلة موته، و أجبر رجالنا على قتله، فلا يلوم إلا نفسه.”
” لو حصلت حالات قتل لأبناء الامبراطوريات الثلاث الأخرى مهما كان سببها فأخشى أنك تكسب لنفسك المزيد من الاعداء، أنها عائلات لديهم موارد لا محدودة تقريباً، و تقنيات تدريب متقدمة متاحة للجميع، القوات التي واجهناها عند انقاذ بيلي، و ابنائك بالتأكيد ليست شيئاً مقارنةً بقوات امبراطورية اللهب الحقيقية.. هذا فضلاً عن كسب اهداء 3 آخرين.” هز جابا رأسه.
واضح من تصرفات إمبراطورية اللهب أن تلك *الامبراطوريات* وصل بها الغطرسة لحدود فاقت كل الحدود، و هذا المكان خير دليل على ذلك.. المفترض أنها قارة للقتال، و التدريب بين الجيل الشاب، لكن كل إمبراطورية أرسلت عدد من المراقبين للتأكد أن بقية أبناء الامبراطوريات لن يصيبوا أبنائهم، و يزعجوهم؟ أهذه القارة مخصصة للتدريب، و صقل المهارات، او نادي إجتماعي؟
هذا المكان أضحوكة!
لكنه ايضاً يقول الكثير عن مدى حماية الامبراطوريات لأبنائهم.
” فعلاً لديهم قوات أكبر بكثير، و أعداد كبير منهم وصلت للحكمة، لكن في معركتنا التي ذكرتها، كم عفريت من جانبنا قُتل فيها؟”
“هذا…” لم يعرف جابا ماذا يقول فروبين كان يعرف الخسائر فعلاً، كانت لا تذكر!
” لقد اعتادوا العيش برخاء كثيراً، يعتقدون أن مستوى الطاقة، و تقنية قانون النار الرئيسي تكفيهم، لكنهم نسوا كيف يمكن للحياة أن تكون مرعبة أحياناً.” تكلم روبين بسخط. ” فات الأوان على امبراطورية اللهب، لكن ما يحدث الان سيكون قرصة أذن مناسبة للبقية ليعلموا أنه لم يعد مكاناً للمتغطرسين في هذا العالم.”
ثم اكمل. ” لو حاولت إحدى الإمبراطوريات الثلاث الأخرى إتخاذنا أعداء حتى بعدما رأوا قوة فيلق الحياة، و قوة العفاريت فأهلاً بهم، لم أعد أطيق وجود أشخاص اغبياء، و متغطرسين على ظهر كوكبي، لقد إكتفيت…” بكلامه أغلق الموضوع بالكامل في وجه جابا، الذي أطلق تنهيدة طويلة، و ركز على قيادة السرب..
الموضوع التاليالموضوع السابق