بعد اسبوع—
*راااف راااف*
“صاااااااااااااااااااااااااااااااا”
عدد كبير من وحوش الدراكو المجنحة إرتفعت في الهواء واحدة بعد الاخرى، و بدأت تصيح بحماسة.
“مُعلمي، كل شيئ جاهز، يمكننا التحرك الأن.” جاء جابا من خلف روبين الذي كان ما يزال يجلس في نفس مكانه على حافة الجرف، و تكلم.
عندما سمع روبين هذا أغلق عينيه للحظة، و أدخل حسه الروحي في خاتم الصوت لبضع لحظات، ثم وقف، و طار بصمت بإتجاه أحد وحوش الدراكو، و جابا ذهب ورائه.
ثم قام بتحريك الدراكو ليقف في مكان أعلى من البقية، و نظر للأسفل نحو البقية… 200 وحش دراكو بالضبط إن لم يتم احتساب الخاص به، كل واحد فيهم يقف فوقه إثنان من البشر، و عفريت واحد.
أنتظر روبين حتى تحكم الجميع في الدراكو الخاص به، و وقفوا في الهواء بالانتظار، ثم قاموا جميعاً بعمل إنحناء كاملة أمامه، بعدها تكلم اخيراً.. ” أدرك ان أوامري بتشكيل هذا السرب تبدو غريبة لبعضكم، لكننا سنتحرك الأن بإتجاه قارة أخرى، و يجب أن نكون مستعدين لكل شيئ نقابله.”
فوجئ الجميع بسماع كلمتي *قارة اخرى*، خاصة البشر منهم بدأوا ينظرون لبعضهم بإستغراب، وحتى بعض الحماسة.
حتى الحكيمة زارا التي كانت تقف فوق أحد وحوش الدراكو لم تستطع إمساك نفسها، وسألت. ” قارة أخرى يا ابي؟ كتلك التي تسيطر عليها الامبراطوريات؟ لكن.. أليست بعيدة؟”
نظر نحوها روبين بإبتسامة خفيفة. “صحيح، إستخدمت قانون الفضاء الرئيسي لتحديد موقعها بدقة، و المسافة بيننا، انها تلزم شهوراً لو أردنا الابحار لها بإستخدام السفن، لهذا قررت تشكيل هذا الفريق، بحساب سرعة الدراكو الطبيعية فسنصل بعد 6 ايام من الطيران المتواصل، لكن وحوش الدراكو لا يمكنها الطيران كل هذه الايام بدون راحة، و بالطبع لا يمكننا الاستراحة لوقت طويل في وسط المحيط حيث تسكن الوحوش البحرية القوية..
كل دراكو يحمل فردان من فيلق الحياة، ستقوموا بتبديل الأدوار بينكم كل بضع ساعات لضخ طاقة الحيوية في الدراكو لجعله يطير بلا تعب، بينا الذي يستريح فيكم يمكنه أن يعيد شحن طاقته بدرر الطاقة التي أعطيتها لكم.. بهذه الطريقة يمكننا إكمال الطريق حتى نصل لهدفنا بدون توقف.
السادة العفاريت، كل واحد منكم سيكون مسؤول عن حماية الدراكو تحت قدمه، و البشريان بجانبه، اذا واجهنا عاصفة قم بتشكيل درع طاقة حولهم، إن اقترب منهم وحش أقتله، إبقوا متيقظين دائماً.. كل دراكو، و من فوقه هم فريق الأن، أي تقصير من أي طرف في الفريق سيتم معاقبته بلا رحمة، هل كلامي مفهوم؟”
“مفهوم!” رد الجميع بصوت واحد، ثم بدأ البشر، و العفاريت ينظرون لبعضهم، و يومؤوا، حتى أن بعضهم قام بمصافحة الاخر.. سيشاركوا نفس المساحة لفترة ليست قصيرة.
جيد أومئ روبين عندما رأى هذا، ثم أعطى أوامر للدراكو الخاص به بالإلتفاف، و بدأ يطير للأمام بسرعته القصوى، و بعدها تبعه باقي الـ 200 دراكو بعد إطلاق صيحات قوية.
“قارة أخرى ها…” ربع جابا يديه، و تكلم من جانب روبين، ” دخول معقل أعدائك بهذا العدد الصغير مغامرة كبيرة إن أخذت رأيي.”
إبتسامة سوداوية ظهرت على وجه روبين عندما سمع هذا، و رد. “لا تقلق، سيكون الأمر كأخذ الحلوة من طفل.”
——————————
بعد ستة أيام — القارة الوسطى.
“هاهاها هذا خطأك لأنك تحاولين ما لا تقدرين عليه، كيف يمكن لنباتاتك السخيفة أن تقف أمام لهبي؟ انتم يا مهرجي إمبراطورية الشجرة المقدسة لا تفعلون شيئاً سوى تحريك النباتات، و جذورها، ما الرائع في هذا؟” ضحك مراهق بصوت عالٍ.
“تفو..” لصقت فتاة بعض الدماء الأرض، ثم وقفت، و أخذت وضعية هجومية مجدداً. ” ألم يستخدم اخيرا الكبير النباتات لإشباعك ضرباً آخر مرة تقاتلتم؟ انت فقط تريد التنمر عليّ لأني أقل منك بمستوى!”
” ما الذي يمنعك من المغادرة يا حلوة؟ ليس، و كأنه يمكنني فعل شيئ لو اردتي الذهاب.” تكلم الشاب مجدداً، و أشار بسخرية لها أن تغادر.
“لن اذهب قبل ان ترد لي سيفي، انه هدية من أخي الكبير!” ردت الفتاة، ثم حركت يدها فجأة فظهرت عشرات الأغصان من تحت الارض، و بدأت تهاجم الشاب مجدداً.
“هاهاها إذاً إسمحي لي ان احرقهم لك مجدداً، هاااع!” قفز الشاب للأعلى، و بدأ بإلقاء لهب أصفر باهت بشكل عشوائي على الاغصان، و على الفتاة نفسها.
“ااه!” عندما لاحظت الفتاة أن أغصانها حُرقت مجدداً، و ان اللهب قادم نحوها، و رفعت يدها لتستعد للتصادم.
*تششششش*
فتحت الفتاة عيناها مجدداً فوجدت جدار من المياة أمامها، ثم نظرت بجانبها، و صاحت فرحة. ” ناتالي!!”
إبتسمت الفتاة المدعوة ناتالي، ثم نظرت بشكل جاد إتجاه الشاب. ” دايف بارنيت، أنت كنت تنوي إيذائها بهذا الهجوم؟ أتعرف ما كان سيفعل بك الشيوخ لو عرفوا بهذا؟”
“همف، أنتي تستغلين أننا بجوار الشاطئ، لو كنا داخل القارة لما تمكنتي من إنتاج ربع هذه المياة!” نفخ الشاب بعدما هبط على الارض، غاضباً لأنها أوقفت هجومه في اللحظة الحاسمة.
“لكننا لسنا داخل القارة، أتريد ان تجربني؟”
“انتي..!”
في هذه اللحظة جاء صوت من بعيد. ” حسناً، حسناً، يا شباب تفرقوا الان، جدوا لكم خصوم أخرين، و تذكروا ان لا تمسوا بعضهم بسوء.. دايف، رد للفتاة سيفها.”
عندها نظر دايف لمصدر الصوت على يساره، كان شخص يطوف في الهواء بسلاسة، كان أحد الشيوخ المراقبين من إمبراطورية الرياح المارين بالصدفة، عندها صاح دايف.” تلك الفتاة تسببت في هرب طريدتي، السيف هو تعويض!”
“دايف.. اعد لها سيفها.. لا ترغمني على التبليغ لاحد حكماء إمبراطورية اللهب ليأتي، و يتصرف معك.”
“تسك.. حسناً!” رد دايف ممتعضاً، و أرسل السيف طائراً نحو الفتاة.
“احسنت! الأن اذهبوا، و أكملوا الصيد، ولا— هممم؟” قبل أن يكمل الشيخ ما يريد أن يقول فجأة غيمة ضخمة أظلمت المكان.
عندما رفع رأسه ليرى ماذا يحدث، فوجئ بعدد من الوحوش المجنحة الضخمة التي لم يرى مثيلاً لها في حياته، كل واحد منهم يصدر هالة قديس!
“ااه!!” الفتيات إرتعبن من المنظر، و إتحضن بعضهن، حتى دايف، و بقية الشباب على الساحل بدأوا بأخذ خطوات للخلف، و بعضهم سقط على مؤخرته من النظر لأعلى بخوف.
“شكلوا دائرة دفاعية!!” عندما رأى الشيخ هذا صاح على كل الشباب المرعوبين في المنطقة، و بسرعة ذهب، و طاف فوقهم مستعداً لتلقي الهجمات في أي وقت.
لكن بغرابة شديدة مر سرب الوحوش المجنحة من فوقهم، و اكمل طريقه عميقاً داخل القارة تاركاً المحيط الواسع ورائه.
“ما كان هذا بحق الجحيم..” إسترخي الشيخ اخيراً بعدما بدأ يبتعد السرب، و بدأ يطوف لأعلى ليرى ما هم بالضبط.
لكن في هذه اللحظة.
*بووووم*
نزل شيئاً من السماء كالنيزك مسبباً حفرة كبيرة في الأرض.
“كح كح ..”
“ما كان هذا؟!”
“يبدو انه سقط من سرب الوحوش الطائرة؟ ربما كان أحدهم يحمل سمكة، و وقعت منه.”
“إبقوا في الدائرة الدفاعية!!!” صاح الشيخ عليهم، و بدأ يتقدم بإتجاه الحفرة المغطاة بالأتربة، لكنه لبث مكانه عندما سمع صوت.
*خطوة.. خطوة.. خطوة..*
أخيراً الاتربة بدأت تنقشع، و ظهر ظل يخرج من أسفل الحفرة..
كائن قرمزي ذا قرون لولبية حادة ينظر حوله ببطئ، ثم إرتسمت إبتسامة مرعبة على وجهه أرسلت رجفة في قلوب كل الموجودين…
الموضوع التاليالموضوع السابق