“اا.. انا؟ انا… انا…؟!؟” أخيراً إستعاد ألبيرت جزءً من وعيه، و بدأ يتلعثم كالمجنون. ” ار- ارجوك.. كان هنالك تاريخ جيد بيننا، لقد ساعدنا بعضنا كثيراً.. لا تفعل هذا بي!!”
” ذلك الفيليب أغضبني لأنه نجى بميتة سريعة، أنت لا يرضيك أن اظل غاضب صحيح؟ الأن عليك أنت أن تأخذ عقابك، و عقابه.” تكلم روبين بلا مبالاة، و رجع ليجلس على العرش.
“لا.. لا…”
“معاليك، هل تريدني أن ألقيه هنالك بنفسي؟” العفريت خلف ألبيرت تكلم عندما رآه لا يتحرك.
“لا داعي، هو سيذهب بقدميه.” رد روبين ثم نظر نحو ألبيرت. ”هيا تحرك قليلاً ليس لدي اليوم بطوله، كل دقيقة تتأخرها سأرسل أحد ابنائك معك ليؤنس وحدتك.”
نظر ألبيرت للأعلى نحو روبين بوجه مرعوب، لم يقابله سوى وجه بارد، و عينان نصف مفتوحتين، بدى، و كأنه ينظر نحو حشرة عضته، و ليس إنسان أمر لتوه بقتله بأبشع الطرق. ” شيطان..”
لم يهتز روبين عندما سمع هذا، اكتفى برفع يده اليمنى، و الإشارة له أن يبدأ التحرك.
بعد بضع ثوانٍ أخرى، وقف ألبيرت أخيراً بملامح تبدو، و كأن الحياة قد فارقته بالفعل، و بدأ يجر قدمه نحو *المأدبة*، حيث كان ينتظره زبائن يسهل إرضائهم…
في البداية أخذ بضع خطوات قصيرة ثقيلة، لكن قوية، محاولاً الحفاظ على هيبته حتى في الموت.
*غرررر…*
لكن في خطوة للأمام كان ينتبه له المزيد من العفاريت فيوقفون أكلهم، و ينظرون للوجبة القادمة متحمسين بأفواه ملطخة بالدماء.
*بادووم باااادوووم*
قلب ألبيرت العجوز كاد يقف، بدون أن يشعر تسمر مكانه، لم يعد يقوى على رفع قدمه ليتقدم خطوة.
“ألقوا هذا.” عندها البيرت سمع صوت روبين من خلفه، و فجأة رأى مراهق يطير بجانبه إتجاه العفاريت.
“اااااااااااااااااااااااااااااااه!!”
“إ— إبني!!!” صرخ إلبيرت عندما ترجم عقله أخيراً أن هذه كانت هيئة ولده الأصغر.
“تقدم، و إلا أرسلت التالي!” صوت روبين صدى مجدداً من الخلف.
* دمع دمع*
بدأت الارض تبتلع تحت اقدام ألبيرت، بدأ يجبر نفسه على تحريك نفسه للأمام مجدداً، و هو يجر أقدامه في الأرض و يتمتم. ” شيطان.. شيطان..”
“لا.. لا ابتعدوا عني.. لااااااااااااااااااااا!”
4 حكماء عفاريت هجموا على ألبيرت عندما أقترب ألبيرت بما فيه الكفاية، أمسك كل واحد منهم أحد اطرافه، و سحبوا معاً حتى تمزقت اطرافه الاربعة. “اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!”
بعدها جاء العديد من العفاريت بمستوى قديس، و بدأوا بالتغذي على جزعه بدون حول منه، ولا قوة…
بهذه البساطة، و البشاعة بدأ شخصان سيطرا على مملكة عريقة لأكثر من ألفي عام بالإختفاء شيئاً فشيئاً…
أومئ روبين راضياً عندما رأى هذا، و عاد للنظر نحو بقية قديسي عائلة مارلي، ” بقيتكم.. ماذا افعل بكم برأيكم؟”
بعض القديسين بدأ بالبكاء، و بعضهم بلل ملابسه، بعضهم أغمي عليه بالفعل، لكن العفاريت خلفهم كانوا يضربونهم حتى يستيقظوا مجدداً.
“نـ نـ نحن.. نحن..” حاول أحد كبار القديسين في عائلة مارلي التكلم، لكنه لم يجد ما يقوله، حاول آخرين ايضاً، لكن الكلمات بدت، و كأنه تقف في حلقهم.
“أنتم ماذا؟!” صاح روبين، فسكت الجميع لم يجرؤ أحد على الرد، ثم نظر روبين عليهم واحداً تلو الاخر حتى وقعت عينه على أحدهم، فأشار للعفريت الواقف وراءه ان يحضره له.
*صاااد*
سقط ذلك الشخص على ركبتيه مجدداً أمام عرش روبين مباشرةً، مُرتعش، لا يجرؤ على رفع عينيه.
“ويليام مارلي.. الامير المقاتل الشهير، و ولي العهد.” أمال روبين نفسه للأمام قليلاً، و تكلم. ” شخص محل للإعجاب مثلك لا يليق عليه هذا المظهر الضعيف، حتى انا اُعجبت بشخصيتك يوماً ما!”
“انا.. لا استحق إعجاب.. سيدي..” تلعثم ويليام بعض مرات، لكنه في النهاية تمكن من إنهاء الجملة.
“هاها هذا هو الاسلوب المطلوب!” صفق روبين، و تكلم. ” أتعلم لماذا اُعاملكم هذه المعاملة المميزة يا ويليام؟ أعني.. كل العائلات الملكية الأخرى لم يحظوا بهذا الشرف الخاص.”
“لأننا.. خُنا العهد..” رد ويليام، كل كلمة تخرج من فمه، و كأن قلبه يخرج معها.
” مخطئ!” ضرب روبين على مسند العرش. ” بل لأني اريد ان أعطيك فرصة.”
“فـ.. فرصة؟” رد ويليام رأسه اخيراً، لكن قليلاً بما يكفي لينظر لقدم روبين، لم يجرؤ أن يرفع رأسه أكثر.
*بااا*
فجأة بضع ألواح معدنية سقطت أمام ويليام، ثم أكمل روبين مُعلقاً. ” انتم محظوظون ان عائلتكم أنجبت ألفريد، انه كالأخ بالنسبة لقيصر، لا أريده ان يحزن عندما يعود، و يقول إني لم أترك له اي عائلة.”
“ألفريد؟! …الفريد…” تذكر ويليام شيئ فجأة، ثم عاد ليوطئ رأسه مجدداً حتى بدة، و كأن رأسه ستنغرز في الأرض.
” إستمعوا جميعاً يا أبناء المارلي، أمامك حل من إثنين.. الاول هو أن اترك العفاريت الواقفة ورائكم تتغذى عليكم، و أعتقد أنهم سيحبوني أكثر لو فعلتها.. و الخيار الثاني هو القسم على الولاء المطلق، و الأبدي لعائلتكم لي وحدي، القسم على إجبار أولادكم، و كل الاجيال القادمة في عائلاتكم على ان يحبوني، و يحترموني، القسم ان تجبروا كل قديس جديد في العائلة على تلو نفس القسم بدون ملاوعات.. بشكل أوضح، موتوا، او تصبحوا عبيداً لي للأبد.. اختاروا.” اعلن روبين، ثم عاد ليسند ظهره على العرش.
عالماً تماماً ماذا سيكون خيارهم بعد ما رأوه حتى الان..