“هاه؟ هاهاها، هل سمعتم أيتها الكائنات البغيضة؟ سيتركني أذهب لو تفاديت هجوم واحد، اشهدوا على كذب سيدكم!” ضحك فيليب بصوت، و بدأ يصيح بصوت عالٍ حتى تأكد أن كل العفاريت في المنطقة سمعوا كلامه
كيف لا يكون سعيداً، و قد أوقع عدوه نفسه في فخ! الأن حتى إن لم ينفذ روبين وعده، فعلى الأقل ستسقط مصداقيته أمام أتباعه.

روبين كان يعرف جيداً فيما يفكر فيه فيليب، لكن لم يفعل شيئاً لمنعه، بل أخذ ببساطة وضعية قتالية. ” هل أنت مستعد؟”

إلتفت فيليب نحوه، قام بتربيع يديه، و تكلم بملامح مليئة بالثقة. “هاتِ ما عندك!”

“حسناً إذاً، ها أنا قادم…” قال روبين، ثم بدأ يشق الرمح طريقه إلى الأمام.

حركة الرمح لم تكن سريعة.. بل يمكن القول إنها بطيئة جداً بالنسبة لقديس في المستوى 26!

شخص بمستوى الحكيم فيليب كان لديه الوقت الكافي لينظر جانبه نحو أهله، و أتباعه الذي بدى عليهم ملامح الاستغراب ايضاً، ثم معاودة النظر أمامه نحو روبين، و الضحك عليه أثناء قدوم الرمح نحوه.

لكن فجأة لمح فيليب كتف روبين بدأ يومض بشكل خافت من تحت الملابس. ” ما الذي..؟”

لم يكمل فيليب الجملة، كل شيئ أمامه تحول لسواد.

*صاااادددد*

“اااه!!!!!”

قديسين عائلة مارلي إنتفضوا من أماكنهم فزعين، نسوا للحظة أن وراء كل واحد منهم عفريت يمكنه قتلهم بسهولة، حتى الحكيم ألبيرت الذي تناثرت الدماء على وجهه اكتفى بالنظر ليساره بفم مفتوح، و أعين مهتزة، يحاول استيعاب ما حدث للتو.

الرمح الأسود إخترق جمجمة الملك فيليب.

جلالة الملك فيليب، حاكم أراضي الشمس السوداء المطلق، قد مات بدون أن يعرف كيف، مات، و نظرة التساؤل عن الوهج ما تزال عالقة في عينيه.

“أأ.. أأ…” حاول ألبيرت فتح فمه لقول شيئ، لكن لم تخرج كلمة.. لقد رأى كل شيئ من البداية للنهاية بعينيه، لكن في نفس الوقت لم ير شيئاً.

الرمح كان يمشي ببطئ طوال طريقه تقريباً، لكن عندما اقترب من فيليب إختفى فجأة، و عندما ظهر مجدداً كان رأس فيليب عالق في منتصف عصا الرمح… الرمح لم يُسرع في الجزء الاخير أو شيئ كهذا، بل اختفى ببساطة!

و هو بالفعل إختفى للحظة.. هذا كان تأثير الدرجة الثانية من قانون الفضاء الرئيسي.

في العادة ما كان روبين ليقدر حتى على إستخدام الدرجة الأولى منه بشكل كامل، لكن جائته الفكرة في أحد الايام، و هو يختار لنفسه وشم هجومي جديد بعدما رسم لنفسه وشم القوة.

وشم القوة الصافية أختاره بلا تفكير عندما رآه لأن لم يكن مجرد قانون ثانوي واحد، بل مثل وشم تقوية الجسد الإلهي فوشم القوة الصافية الهجومي عبارة عن تشكيلة من عدة قوانين ثانوية تساعد، و تساند بعضها البعض لتنتج هذه الطاقة الانفجارية عند الحاجة، انه بلا شك أحد اكثر الأوشام التي قضى فيها مختاري السماء وقت طويل في تصميهم..

مع انه يرهق الجسد بشكل أسرع، و يجعله يحتاج فترات راحة اكبر، لكن بقانون الحياة الذي يملكه روبين هذه ليست مشكلة كبيرة، و بالتالي قرار رسم الوشم لم يأخذ طويلاً.

لكن بعد ذلك.. كل الأوشام المتوفرة لدى المنطقة الشرقية كلها عبارة عن قوانين ثانوية بشكل أساسي، مجرد المستوى الأول من قوانين ثانوية… لماذا عليه ان يرتبط بأحد هذه الاشياء؟

ليتمكن من استخدام 100% من قوة المستوى الاول بدلاً من 70%؟ هذا لم يكن نافعاً!

عندها صدمته الفكرة.. لماذا لا يبتكر وشوم إلهية مخصصة لتقنيات القوانين الأساسية التي إبتكرها هو؟

عندما وصل تفكيره لهذا الإتجاه بدأ يتعمق أكثر.. لماذا لا يضيف خاصية التطوير المستمر كالتي موجودة في وشم تقوية الجسد الإلهي و يضيفها على *الوشوم الهجومية* التي ينوي صنعها لتمكنه من زيادة عمقها، و تأثيرها بإستمرار، بدلاً من أن يبقى الوشم في الدرجة الأولى للأبد يمكنه حسب فهم روبين أن يوصله للدرجة الثانية، او الثالثة، او اكثر!

بهذه الطريقة يمكنه التحايل على تقييد نظام الطاقة الداخلي الذي يجعله مختص في قانون سماوي واحد، و سيتمكن به من استخدام أي قانون بالدرجة التي يريدها بمجرد رسمه على طريقة وشم إلهي هجومي مُعدل!
عندما فكر روبين في الإمكانية في ذلك اليوم دخل واحدة من خلواته الطويلة، و بدأ العمل فوراً…

التطوير أخذ منه بضع سنوات، واجهته الكثير من العوائق أثناء محاولة فهم نظام الوشوم الإلهية الهجومية بشكل كامل للتعديل عليه بهذا الشكل الكبير، الموضوع كان أكثر تعباً بكثير مقارنةً بتعديله على وشم تقوية الجسد الإلهي ليناسب البشر.

لكنه تمكن من فعلها في النهاية، و النتيجة ببساطة كانت مبهرة…

أول وشم إستخدم هذه الطريقة لرسمه على جسده كان وشم الفضاء الإلهي المُعدل.

من جهة لأنه واحد من أقوى، و أرفع القوانين التي إكتشفها.. و من جهة ليلائم الرمح الأسود الذي كان يملكه بالفعل.

الرمح الأسود..

الرمح بالكامل مصنوع من معدن إكتشفه روبين أثناء تجوله في الأسواق قبل حادثة الاختطاف، و التعذيب، ذلك المعدن ملائم لصناعة الاغراض المرتبطة بقانون الفضاء، و هو نفسه الذي دخل بنسبة قليلة في صناعة خواتم الفضاء، المساحة داخل الخواتم ضئيلة بعض الشيئ، لكنه يخزن فيها كل ما يريده حالياً، و هذا ما يهم.

لكن إن كان كل خاتم يحتوي على جرام واحد من هذا المعدن، فالرمح يحتوي على كيلوجرامات منه!

الجيد في الأمر ان نيهاري يعاملوا ذلك المعدن أنه معدن شديد القسوة، و الندرة مما يجعله غالي الثمن، لكنهم ما يزالوا لا يفهمون قيمته الحقيقية، ربما في كوكب آخر يعرف ما هذا المعدن، و خصائصه ربما ما وجد روبين هذه الكمية الكبيرة منه، و حتى لو وجدها ما كان ليقدر على شرائها..

و تطوير الرمح لم يقف عند هذا الحد.

بعدما انتهى تشكيله، و جلبه جابا لروبين، قام فوراً برسم وشوم إلهية عليه، أحدهم مختص بتقوية هجمات الفضاء.

كل تفصيلة شاركت في هذا الهجوم، سواءً مواد صنع السلاح نفسه، او النقش عليه، او الوشم على كتف روبين الأيمن، كل شيئ جعله مُدمر لأقصى درجة.. كل شيئ جعله يختفي.

الفارق هذه المرة عن بقية ابتكاراته، أنه لم يستفد به أحد غير روبين نفسه.

“تسك~ هذه نهاية الغرور.. حسناً، ليس، و كأن الحذر كان سينفعه في مواجهة قانون الفضاء.” قال روبين، ثم نفض الرمح نحو اليمين فخرجت منه رأس فيليب العالقة، و طار حتى سقط في وسط المأدبة.. في غمضة عين تكالب عليه أكثر من عشرة عفاريت جاعلين إياه الطبق الرئيسي.

نظر روبين للمشهد لبضع ثوان، ثم أخذ شهيقاً، و زفيراً طويلين، و عاد للنظر نحو ألبيرت، و هو يشير بالرمح الاسود لما تبقى من جثة فيليب.” انت، اذهب، و أجلس بجوار أخاك.”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=