بعد ساعة تقريباً– خارج أسوار عاصمة الشمس السوداء.

*شهيق*

“هااااه~ الجو رائع اليوم…” أطلق روبين زفيراً طويلاً، و هو ينظر نحو السماء مغلق العينين، جالساً على كرسي شديد الفخامة، و الكِبر، كان هذا عرش ملك الشمس السوداء.

” أعط أوامرك، و خلصنا!!” فجأة جائت صرخة من أمام روبين قطعت تأمله.

” و لما العجلة يا صاحب الجلالة؟ هل تريد تجربة شعورهم لهذه الدرجة؟” نظر روبين للأسفل، و تكلم نحو شخص راكع أمامه، ثم أشار نحو اليمين.

العفريت الواقف وراء الملك فيليب أمسك برأسه، و قام بتحريكها غصباً نحو اليسار، و فتح عيناه على آخرهما ليرى ما يحدث..

المنظر ببساطة كان عبارة عن وليمة، مجرد مجموعة سعيدة من العفاريت تقضم، و تمضغ المئات من الجثث الذي يرتدون الزي الموحد لإمبراطورية اللهب.

*الحصار*حول العاصمة الإمبراطورية لم يدم طويلاً كما حدث في يورا، فالعاصمة الإمبراطورية لم يكن لديهم ثلاثون ألف قديس لقتال حكماء روبين..

فور بدأ القتال هجم كل العفاريت في مستوى حكيم على السور، و إشتبكوا مع حكماء امبراطورية اللهب القلائل، ثم قفز خلفهم بقية العفاريت، و عاثوا فساداً في الجيش القابع خلف السور بلا رقيب، و لا عتيد.. هذه لم تكن معركة بل مذبحة.

لولا ان روبين أعطى أوامر صارمة بالإبقاء على نسل عائلة مارلي أحياء لكانوا إنضموا لتلك الوليمة ايضاً.

“شششيي!!” فيليب مارلي حاول بكل قوته إزالة يدا العفريت من على وجهه حتى يستطيع الإلتفات بعيداً عن هذا المشهد المرعب، لكنه لم يستطيع تحريك رأسه، ولا تضييق عينيه قيد أنملة.

” لما لا تقتلنا فحسب…” صوت منخفض جذب نظر روبين، فوقعت عيناه على شخص آخر راكع بجوار فيليب، لكنه ينظر نحو الأرض بعيناه يملأهما الخوف، و قلة الحيلة، لقد كان الحكيم ألبيرت مارلي.

*طااااخ* نزل العفريت الواقف وراء ألبيرت بصفعة على رأسه من الخلف، و تكلم بلغة غريبة. ” من سمح لك بالتكلم أيها السجين؟”

نظر روبين نحو ألبيرت لعدة ثوانٍ، ثم مرر عينه على الصفوف الطويلة خلفه.. حوالي مئتي قديس من عائلة مارلي راكعين مثلهما تماماً، و خلف كل واحد يقف عفريت أقوى منه مستعد لقتله في غمضة عين.

ثم عاد روبين للنظر نحو ألبيرت. ” انا بالطبع أفكر بطريقة جيدة للتعامل معكم، انت لا تظن انكم ستفلتون ببساطة كما حدث لمهرجي إمبراطورية اللهب، صحيح؟ هم ارتكبوا خطأ كبير، و سيحاسبون عليه، لكن الامر ليس شخصي ضدهم.. أما أنتم يا خونة العهد، أنتم لدي ثأر شخصي ضدكم..”

“تباً لك! انت إرتكبت اكبر خطأ في حياتك! عندما ترجع قوات إمبراطورية اللهب من مهمتها، و يتم تشكيل جيوش الممالك السبعة الأخرى بعدما يعرفون ما حدث لنا، مهما كنت، و تلك الأشياء أقوياء، سيتم القضاء عليكم جميعاً بلا ريب! العالم كله سيصطادكم كالكلاب!!” صاح الملك فيليب بكل ما أوتي من قوة.

أشار روبين للعفريت خلف فيليب أن يتركه، ثم نظر في عينيه، و سأل. “عن أي عالم تتحدث؟”

“هاه؟” فيليب الذي كان يدلك رقبته التي تمزق منها بضع أربطة نظر لروبين بإستغراب بعد هذا السؤال.

روبين أشار خلفه، ” أترى هذا الجيش؟ يوجد مثله تسعة يجوبون القارة الأن بينما نتحدث، معهم أوامر بإلتهام كل من هو مستوى فارس، أو اعلى، المستوى العاشر سيكون الحد الأقصى لكل من إسمه ليس بورتون من الان فصاعداً. ما عدا الجيش الذي ذهب بإتجاه أراضي دوقية أيفرين معهم تصريح بإلتهام كل من يملك نسل دم أيفرين في جسده، فـ… عن اي عالم تتحدث؟”

“لا.. لا، لا، لا.. لا، انت كاذب! انت بالتأكيد كاذب!!” فيليب بدأ يتمتم بصدمة بعدها صرخ، بقية المئتا قديس من عائلة مارلي نظروا نحو روبين بصدمة مطلقة ايضاً.

هز ألبيرت رأسه بسرعة. “لا، ارفض التصديق، مستحيل عليك فعلها، أنت صرفت عشرات الملايين على مشاريع خيرية لأتباعك، أنت عمرت أراضي محتلة لأنك تريد ان يحبك الناس… لا، لا، مستحيل ان تعطي أوامر كهذه، بهذا الشكل ستكون الشرير الأسوأ في تاريخ القارة!!”

” هل تعتقدون إني متفرغ لدرجة الكذب على بعض رجال ميتين؟” رد روبين ببرود، و أمال ظهره للوراء ليستوي على عرشه. ” هل تعتقدون إني أهتم الأن بسمعتي أمام احد؟”

نظر ألبيرت في عينا روبين طويلاً، لكنه سرعان ما إكتشف أنه اول مرة يرى هذه الأعين. ” من.. انت…؟”

” مجرد شخص يريد البدء مجدداً على نظافة.” أعطى روبين نصف إبتسامة، و تكلم.

فتح ألبيرت فمه قليلاً، ثم نظر للأسفل بعين نصف مُركزة، بعد بضع ثوانٍ أعطى تنهيدة طويلة، إبتسم، و بدأ طاقته تنشط….

عندما رأى روبين هذا عقد حاجبه، و صاح غاضباً. ” لو تجرأت على قطع شريان حياتك للإنتحار سأقوم بضخ طاقة الحياة في جسدك عِنوة، و أشعل لهب الموت فيك لمدة عشر ساعات، سأجعلك تتمنى أن تصل للجحيم حتى تُرحم من العذاب الذي ستراه على يدي!”

عندما سمع ألبيرت، و بقية أفراد عائلة مارلي هذا شعروا أنهم سقطوا بالفعل في الدرك الاسفل من الجحيم، كلهم بلا إستثناء فكروا بالفعل في الانتحار إن أمر روبين بقتلهم ببطئ، الأن فقط أدركوا مدى سذاجتهم.

نظر فيليب بجانب نحو أفراد عائلته، أولاده، و أحفاده، و اخوته، ثم نظر نحو الارض لبرهة، قبل أن يصيح نحو روبين. ” إذاً اعطي الأمر لكلابك بأن يلتهمونا، و أنهي الأمر! الأمر واضح جداً، ليس، و كأنك تملك القوة على فعل أي شيئ بنفسك، لماذا تطيل في هذه المسرحية السخيفة؟!”

رفع روبين حاجبيه قليلاً، و هو يستمع لكلام فيليب، ثم وقف، و أشار للعفريت خلف فيليب بالتراجع. ” هنيئاً لك، لقد إخترت طريقة موتك.. ستكون على يدي بشكل شخصي.”

وقف فيليب تبدو على وجهه ملامح الغضب، و السعادة في نفس الوقت. ” و كأني سأستطيع قتلك بين كل أتباعك، لكن لا يهم.. أتمنى ان تصمد لأكثر من عشر ثوانٍ قبل أن تفر، و تأمر بقتلي!”

“همم منطقي..” أومئ روبين، ثم مد يده، و إستدعى رمحه الأسود من خاتم الفضاء، و قال. ” إذاً ما رأيك بهذا… أعطيك كلمتي أنه لو تمكنت من تفادي هجوم واحد مني سأطلق سراحك فوراً.”

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=