” مع ذلك…” تمتم بيلي بصوت منخفض عندما سمع كلام روبين، لم يجد به خطأ، لكن إطعامهم لتلك العفاريت؟ لقد رأى بعينيه كيف يكون هذا المنظر، هذا قاسٍ جداً.. حتى بالنسبة لأولئك الخونة.

” اخبرني ما تعرفه عن الامبراطوريات.” غير روبين الموضوع، و سأل.

“هيه~” تنهد بيلي، ثم اكمل. ” في الماضي بعدما إكتشف إمبراطور الشجرة المقدسة القانون الرئيسي للنباتات، و اصبح اول شخص يكتشف قانون رئيسي، و أقوى شخص في القارة قام بتأسيس إمبراطورية كبيرة، و سيطر هو و عائلته على العالم في ذلك الوقت، لكنه سرعان ما وجد ان المكان *ضيق* عليهم، لذلك في أحد الايام قرر أن يذهب في رحلة إستكشاف خارج حدود الأراضي المعروفة..

بعد بضع سنوات عاد، و إستخدم قانون النباتات الرئيسي لعمل سفن عملاقة، ثم أخذ كل أفراد عائلته عليها، و اخذ غصباً بضع عائلات أخرى اقل شأناً أعتقد أنهم سيكونوا خدم، او شيئ كهذا، ثم اختفوا ببساطة، و كأنه لم يكن لهم وجود، لولا الدلائل التاريخية على وجودهم لكنا إعتقدنا انهم مجرد خيال…

بعدها كرر الفعله إمبراطور الرياح، ثم امبراطور المياة، ثم اخيراً امبراطور اللهب، كلهم خرجوا للإستكشاف بعد إثبات أنفسهم كحكام العالم، و بعد رجوعهم أخذوا كل أفراد عائلاتهم، و أتباعهم المخلصين، ثم اختفوا على متن سفن ضخمة، لم نكن نعلم إلى اين يذهبون..

إستمر هذا حتى إندلعت حرب هائلة في قارتنا، و الجميع كانوا يذبحون بعضهم، ظهر أشخاص اقوياء جداً إتدعوا أنهم من الإمبراطوريات الأربعة، و أن ما يحدث في قارة السلف يؤثر على صفاء بقية العالم، و قاموا بدعم 8 عائلات بشكل مباشر لكسب الحروب، و أولائك العائلات الثمانية قاموا بتأسيس الممالك الثمانية، ثم قامت الإمبراطورية الأربعة بوضع بعض القوانين التي يجب ان تراعيها الممالك، و إلا عوقبوا بشدة.

العائلات الملكية على مر السنين كانوا على تواصل متقطع بالإمبراطوريات، و عرفوا بعض الأشياء عنهم، ألفريد مارلي أخبرنا كل ما يعرف…

إتضح انهم لم يختفوا، و لم يذهبوا لعالم أرقى، بل ذهبوا لقارات أخرى مجاورة، قارات غير مكتشفة مليئة بالمعادن، و الوحوش الفريدة، و أحجار الطاقة، انها جنة مليئة الموارد الطبيعية غير المستهلكة، و كل واحدة منهم تحت تصرف عائلة واحدة!!

أخبرنا ألفريد أنه يوجد في العالم 6 قارات، أولاً القارة التي بدأ منها الخلق، و سكان الإمبراطوريات يدعونها أرض السلف، أما الإمبراطوريات الاربعة فكل واحد منهم تسيطر على قارة بمفردها.

أما القارة السادسة الوسطى فهى غير مأهولة بالبشر، و تستخدمها الإمبراطوريات كأرض لتدريب صغارهم، و إقامة معارك تدريبية بينهم، و إن وُجد مورد مهم فيها يتم تحديد الامبراطورية التي تاخذ ذلك المورد عبر تحدي بين الجيل الشاب.”

” همم إمبراطورية اللهب يحتلون قارة خاصة بهم، إذاً هنالك حيث رأيت قيصر، و البقية محتجزين… هل تعرف أين تقع تلك القارة بالضبط؟” سأل روبين.

” كلا.. لحظة، قيصر ما يزال حي؟! هذا رائع!!” هز بيلي رأسه، ثم صاح فرحاً.

“لا تعرف ها.. لا بأس، لدي طريقة أخرى للمعرفة…أخبرني، هل وقعت بين الامبراطوريات الأربعة أي مشاكل خلال الألفية الاخيرة؟” سأل روبين.

هز بيلي رأسه. ” و لا قبل الألفية، ببساطة لا يوجد ما يتعاركوا عليه، هل انت متخيل؟ عائلة واحدة لديهم قارة بأكملها تحت تصرفهم، لو عاشوا مليون سنة أخرى لن يحتاجوا شيئ أخر، لماذا قد يتقاتلوا فيما بينهم؟ انا حقاً أحسدهم على هذه الحياة، سلام حقيقي ذلك الذي يعيشون فيه..”

“ليس لفترة طويلة.” قال روبين فجأة.

“عذراً..؟” عقد بيلي حاجبه.

“هممم دعك منهم حالياً، و أخبرني عن الوضع العام الحالي في قارتنا *قارة السلف*.” تكلم روبين مُغلقاً الموضوع.

“…الوضع العام في قارة السلف تغير تماماً بعد قرارهم لطاعة أوامر امبراطورية اللهب، و مهاجمتنا، طالما لم يكن لدينا مكان للهرب كان علينا الانتقام لأقصى درجة ممكنة!

مرت عشر سنوات تقريباً منذ تم إجتياح يورا، و منذ وقتها، وانا، وقواتي نطير من مدينة لمدينة، و من مملكة لمملكة ندمر فيها كل ما يأتي أمام أعيننا، الممالك كلها هبطت لـ 40% من قوتهم الأصلية خلال العشر سنوات الماضية،

جربنا مهاجمة عاصمتين لمملكتا أوكليا، و المياة الراكدة لإقتلاعهم بالكامل لكن العائلة الملكية فرت قبل وصولنا، فدمرنا العاصمتين، و هربنا، عانينا كمية خسائر كبيرة جراء ذلك ايضاً، لكننا لم نركز كثيراً في الموضوع فكُلنا موتى في النهاية، لم نحصى حتى عدد الموتى الرسمي حتى الان… كنا ننوي الإكمال حتى نُسقط مملكة، او اثنتين بالكامل قبل ان يُقتل أخرنا!

لكنك هنا الأن، يمكننا بمساعدة اولائك العفاريت الـ 20 الف في الخارج إعادة إحتلال مدينة يورا، و إعادة تحصينها، يمكننا ببطئ إنماء عائلة بورتون مجدداً، و جعل الجميع يخشوننا مرة اخرى!” تكلم بيلي بحماسة،
لكنه فوجئ برد روبين. ” كلا، خطتك الاساسية جيدة، سأمشي عليها ايضاً.”

“خطتي.. الاساسية..؟”

” اجل، سأدمر الجميع أولاً بعدها أفكر في المرحلة التالية، لكن هنالك تعديل طفيف على خطتك الأصلية.. الان هى لن تكون خطة أنتحارية.”

“انت.. ألم تسمع لما كنت أقول؟ كان لدي 30 الف قديس لكننا فشلنا في تدمير أي مملكة بالكامل، لو اضفنا العشرين الف عفريت، و المئتا حكيم في الخارج سيساعدوك ضد أحد الممالك هذا مؤكد، و ربما مملكتين، لكن في النهاية ستتضرر كثيراً، و نحاصر مجدداً.. لما لا نحافظ على قواتنا حتى نكبر مجدداً؟ عندها يمكننا الانتقام حقاً!” قال بيلي مسرعاً.

“لدي ثلاث أضعاف عدد اولائك العفاريت في يورا، انهم أكثر من كافين لأكل كل من شارك في مذبحة مدينة يورا.” رد روبين ببرود.

“ثلاثة أضعاف؟ هذا… لحظة، تقول أكل؟! لا، لا، لا، أشكال تلك العفاريت وحدها ستسبب الهلع في كل مكان، و الأن تريد أن يراهم الناس من الممالك الأخرى و هم يأكلوا عائلاتهم، و ابنائهم؟ ألم تكن تريد أن تنشر العدل، و الحياة الجيدة لتجعل الجميع يحبوا أن يخدمونا؟ هذا سنودعه للأبد لو نفذت ما تقول!!” هلع بيلي، و تكلم، هو نفسه ما يزال مرعوب من تلك العفاريت مع أنه في صفهم!

“هيهي انا كنت لطيف جداً، هاه؟ كنت لطيف جدا…” ضحك روبين ضحك ساخرة و هز رأسه، ” لم يعد عليك القلق بشأن طلباتي التافهة كهذه بعد الأن، ثانياً انا أريد إطعام العفاريت ليصبحوا أقوى على أي حال.”
“…روبين، ماذا حدث لك؟” مد بيلي يده فوضعها على ركبة روبين بتعبير يملؤه التساؤل، و حتى بعض الحزن.

“انا بخير.. لم أكن بحالٍ أفضل في حياتي…”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=