“النجدة! اااااااهااااا! النجدة.. إرحموني.. اااااااااااااااااااااااه..” صرخات جائت من أسفل الحكماء جعلت حكماء الامبراطورية المشغولين بالدفاع عن أنفسهم يتذكرون أخيراً أن قائدهم تم إلقاءه هناك قبل قليل.
“جينرال ماسون، لن نستطيع المجيء، يجب ان تجد طريقة، و تأتي للتشكيلة فوراً، و إلا قد–” صرخ أحد الحكماء على القائد ليقوم من على الارض، و ينضم لهم، لكن الكلمات وقفت في حلقه عندما نظر ناحيته.
هو لم يجد الجينرال ماسون، الشخص الذي يهتز العالم لإرادته، شخص جاء من الامبراطورية، و حرك كل الممالك الثمانية كما يشاء…
رأى فقط شخص ممدد على الارض، يدوس ساكار بقدمه على وجهه، بينا يأكل ساقه بنهم…
الجينرال ماسون بارنيت كان يتم أكله حياً من الأسفل لأعلى بلا حول، ولا قوة، لم يكن بوسعه شيئ سوى الصراخ، و البكاء من الألم.
“جـ.. جينرااااااااااااااال!!!!” فقد أحد اصدقاء ماسون عقله عندما رأى هذا المنظر المرعب، كسر التشكيلة الدفاعية، و إندفع للأسفل.
*سووووش*
لكنه لم يتقدم كثيراً، جاء من الجانب عفريت فصل رأسه عن جسده… سقط رأس ذلك الحكيم أرضاً، و عيناه ما تزالان مليئتان بالإصرار لإنقاذ صديقه.
*باا.. باا باا باا..*
أسلحة الفرسان، و القديسين التابعين لقوات الإمبراطورية بدأت تتساقط على الارض تباعاً من هول ما يرونه، بعضهم بلل ملابسه، و آخرون بدأوا بالبكاء.
*ما الذي جلبنا إلى هنا؟* سؤال صدى في أذهان الجميع عند هذه النقطة، فمعظمهم كانوا القوات الخاصة من الممالك الثمانية تم إرسالهم لإتتباع أوامر حكماء الامبراطورية، و القضاء على المتمردين.. لكن هل لهم دخل في كل هذا فعلاً؟!
“يـ يجب ان نساعدهم.” أحد القديسين تكلم بصوت مرعوب. ” لو انتهوا من الحكماء سيهاجمونا بعدهم، يجب ان نساعد حكمائنا، نحن 5000 الاف قديس، و هم 200 وحش فقط، يمكننا بلا شك أن نحدث فارق لو ساعدنا حكمائنا، و حتى يمكننا قتلهم! هيا بنا!!”
أثناء كلام القديس نفسه بدأ يقنع نفسه، و يكسب بعض الزخم، و طار للأعلى، بقية القديسين من التحالف بدأوا ينظرون لبعضهم، ثم عقدوا العزم، و طاروا ورائه ايضاً.. يجب أن يقتلوا تلك الوحوش، و إلا سيكون الدور عليهم بلا ريب.
“تسك~” عندما شعر روبين بإقتراب القديسين من الأسفل رفع يده، و اعطى إشارة منزعجاً، بدأ بقية العفاريت الذين كانوا ما يزالون على ظهور الدراكو بالقفز، و النزول تباعاً.
“ماذا؟!” صرخ أول قديس طار للأعلى عندما فوجئ بعفريت قادم نحو وجهه للأسفل، و فاتح فكيه على أخرهم، ” ااااااااااااه!!!!”
“اااااااااه هنالك المزيد منهم!!”
لأن سرب الدراكو كان يقف على ارتفاع عالٍ لم يرى كل من هم في الأسفل ما فوق ظهورهم بشكل واضح، او ربما لم يريدوا أن يتحققوا من الأمر خشية مما قد يجدونه…
“يا إلهي…” تمتم بيلي، و هو يأخذ خطوة للخلف، وجهه تحول من السعادة بوصول روبين إلى رعب مطلق.
بدى المشهد من الأعلى، و كأن السماء المبلدة بغيوم الدراكو بدأت تمطر عفاريت!
كل جنوده تركوا أسلحتهم تلامس الارض أيضاً، و الخوف يملئ وجووهم، حتى هم ما كانوا ليطلبوا موت بشع كهذا لأعدائهم!
“اهربوووووووواا!!! انجوا بحياتكم!!” صرخ أحد قديسي التحالف، ثم طار من فوق رأس بيلي، و جيشه، ثم تبعه المزيد.
” بيلي!!!” صيحة قوية من روبين، أفاقت بيلي، و بقية جنوده من غفلتهم.
“اه.. اهااا! اغلقوا الطريق! لا تدعوا أحد يمر من فوقنا، هذه فرصتنا لنحصل على انتقامنا يا رجال!!” رفع بيلي سيفه، و طار خلف أحد القديسين الذين يحاولون الهرب، و هاجمه، مع أن القتال كان حامٍ بينهما، إلا ان كلاهما كان يضع عين على خصمه، و عين على ما يحدث خلفهم..
هبط حوالي 20 الف عفريت من فوق تلك الطيور، بعضهم إشتبك مع الـ 5000 الاف قديس من التحالف، و البقية نزلوا على فرسان التحالف كزمرة أسود وجدوا قطيعاً من الأغنام البريئة..
بشاعة .. مذبحة .. لم يجد أحد كلمة لوصف ما يحدث.
“ارجوك.. ارجوك دعني اذهب.. ارجوك، لا اريد ان اؤكل.. لدي أطفال ينتظروني في المنزل….” القديس الذي يقاتل بيلي تراجع بضع أمتار، و سجد على الهواء نحو بيلي، و هو يبكي.
“انا…” تردد بيلي عندما رأى هذا، ثم نظر نحو ما يحدث خلفه.
“سحقاً..” قبض بيلي قبضتيه بقوة، ثم نظر نحو ذلك القديس مجدداً. ” حسناً اذهب، لكن يجب ان لا تطاردنا مجدداً، و–”
“اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!”
فُتحت عينا بيلي على آخرهم، شخص جاء من خلف القديس الساجد أمامه امسكه من قفاه، و حوله لشعله من لهب شديد السواد شعر بيلي، و كأن روحه ستخرج من مجرد هالة اللهب.
كل شيئ حدث في لحظة، لم يتمكن بيلي حتى من إبداء أي ردة فعل، لكن بعد لحظات تمكن من رؤية الشخص الذي فعلها من خلف اللهب الأسود، “….روبين؟”
“همف.” ألقى روبين الجثة المحترقة جانباً، ثم نظف يديه كأنه كان يمسك بكيس قمامه. ” لقد رأيت هذا الشخص، كان من أكبر المشاركين في مذبحة يورا، قتل بمفرده العشرات من عائلتك، و كان ينوي قتلك الأن، لكنك كدت تسمح له بالهرب، إن تصرفت انت بهذا اللين فكيف سيتصرف بقية رجالك؟ ما خطبك بالضبط؟”
“انا…” نظر بيلي للاسفل، و لم يعرف ماذا يقول.
” عُد، و اكمل حصارهم، لا تسمح لواحد آخر منهم بالهرب، و إلا لا تلُمني إن عاقبتك.” أشار روبين نحو المعركة.
نظر بيلي خلفه نحو الفظائع التي تحدث، حتى رجاله تملؤهم ملامح الرعب مع أنهم يعرفون أن تلك المخلوقات تساعدهم.
عاد للنظر لروبين للحظة، و كأنه يترجاه أن يوقف ما يحدث، لكنه وجد وجه بارد خالٍ من المشاعر، فـ طار مجدداً نحو الساحة. “سحقااااااااااً!!! إجمعوا أنفسكم في التشكيلة صفر، لستم مضطرين للمشاركة في القتل، لكن لا تدعوا واحد منهم يفر، ادفعوهم نحو تلك الكائنات فحسب، من يخالف الامر سيعتبر خائن!!”
“حاضر!!” صاحت قوات الفرق الخاصة، وبدأوا يتخذون وقفات، و تشكيلات دفاعية محكمة.
“لاااا دعونا نمر!!”
“دعني امر، او اقتلني فحسب!!!”
“اااااااااااااااااااااااه!!!”