بعد اسبوع—

“أما يزال يجلس هناك؟” جاء أمون من وراء جابا، و تكلم بصوت خشن.

أومئ جابا، ” لم يتحرك قيد أنملة من مكانه، إختر كلماتك معه فلا اعتقد أنه في مزاج جيد..”

“هووو..” اطلق امون زفيراً طويلاً، و تحرك بإتجاه روبين.

*خطوة خطوة… توقف*

وصل أمون لمسافة مترين من روبين، ثم وقف و وضع يديه خلف ظهره بدون ان ينطق بكلمة.

بعد بضع دقائق أخذ روبين شهيقاً طويلاً، و تكلم. ” هل أتممت مهمتك؟”

“اجل، يوجد 100 الف عفريت بمستوى قديس، او شامان، كما اني جلبت بقية العفاريت من هم في مستوى تنين، او حكيم فوصل عددهم الكلي لـ 540، كما أني أحضرت سرب من الدراكو من اجل التنقلات… الجميع ينتظرون اوامرك.”

أومئ روبين، ثم وقف بعد بضع ثوانٍ. ” هيا بنا إذاً، لقد تأخرنا بما فيه الكفاية.”

مشى روبين كاشفاً ملابسه، و يديه الملطخة بالطين.

كاشفاً خلفه قبرين واحد مكتوب عليه إسم كاتلين بورتون و الاخر مكتوب عليه إسم ميلا بورتون…

أحدهم يحتوي عظام والدة روبين بورتون التي أكلها الزمن، و الاخر يحتوي بضع قطع من ملابس نسائية قديمة و بعض الحُلي…

———————————–

بعد ساعتين– فوق جبل غرب مملكة أوكليا

“قوات الطليعة تماسكوا بعض دقائق أخرى سيحين وقت التغيير قريباً، قوات الإحتياط إستعدوا للتقدم!!” صرخ بيلي على جنوده.

مرت سنوات، و بيلي، و قواته يتحركون من مكان لأخر، و من مملكة، لمملكة يدمرون فيها مدن، و قرى، و حاميات، ثم يختفون كالأشباح.

كانت لدى عائلة بورتون عندما بدأت الحرب حوالي 30 الف قديس معظمهم منخفض المستوى، مع إقتحام مدينة يورا، و في نفس اليوم تطاردهم قوات خاصة متحدة من بقية الممالك، و مدعمين بقوات من إمبراطورية اللهب، وصلت أعدادهم مع الموت المستمر لأقل من عشرة آلاف..

لكن هذا لم يكن خبر جيد جداً أيضاً بالنسبة لبقية الممالك، فالعشرة آلاف كلهم قديسين متوسطي المستوى،، او في قمة مستواهم، هذا بغض النظر عن إستعمالهم لتقنيات قوانين رئيسية مثالية!

عشرة آلاف قديس متوسط، او عالي المستوى كان حرفياً كابوس.. يجدر الذِكر أن كل جيش ملكي ارسل سابقاً 500 قديس لغزو عائلة بورتون، و هذه كانت حدودهم من إستعداء القديسين من كل العائلات!

بيلي أمر قواته كثيراً بالإنفصال، و العيث فساداً في كل بقاع القارة كعقاب لهم على ما فعلوه بمدينة يورا، هو، و رجال العائلة قرروا انه إن تحتم عليهم الموت فلن يموتوا وحدهم…

كمية الخسائر التي ألحقوها في الممالك الثمانية من دمار، او قتلى لم يعد يمكن حصره.. اجل، الممالك الثمانية!

مساعدة العائلة الملكية لمملكة الشمس السوداء لأعدائهم لم تمر مرور الكرام.

إمبراطورية اللهب لم تهتم بما يفعله أولائك الهاربين في البداية، فإلى أين سيذهبوا مثلاً؟ في النهاية سيُقبض عليهم… لكن بعد رؤية خططهم بدأت الإمبراطورية بإرسال المزيد من القديسين، و الحكماء لقارة السلف من اجل إخضاعهم

و اليوم ككل يوم مُقدر لبيلي، و جنوده خوض معركة، لكن هذه المرة لم تكن كغيرها.. حكماء امبراطورية اللهب ظلوا يضغطون على الجنود الهاربين حتى حشروهم في أقصى شرق القارة، صحيح أن هذا تسبب في دمار نصف مملكة أوكليا تقريباً، لكن هذا كان ضرر جانبي بالنسبة لطرفي النزاع… حالياً بيلي كان يقاتل جيشاً من 20 الف فارس 5000 قديس، و 100 حكيم.

” الفرقة الحادية، و الثلاثون. و الثانية، و الثلاثون توجهوا نحو الميسرة، و إستخدموا درع اللهب! فرقة الرياح السادسة عشر، إدعموا خط الوسط!” بيلي صرخ بعلو صوته، هذه المعركة تسير منذ أيام الأن.

لقد احتل بيلي قمة جبل، و قام بتوزيع جنوده جيداً بحيث يكون لهم أفضلية الأرض الأعلى، هذا وازن الكفة قليلاً، لكن الوفيات ما تزال تتراكم..

في الحقيقة لولا خطته بجعل جزء من فيلق الرياح يدعم فيلق اللهب عن طريق تهوية نيرانهم، و تضخيمها ربما كانت المعركة ستنتهي بالفعل!

*رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااور*

“ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!”

تنين هائل من اللهب الأبيض نفث النيران على جيش الإمبراطورية فقتل أكثر من عشرون فارس، و أصاب بضع قديسين!

سواءً تعابير وجه التنين الغاضبة، و زئيره، او تصرفاته، و طريقة تفاديه للهجمات، و اختيار أهدافه بعناية تبدو و كأن التنين حي، و ليس مجرد صورة شكلتها النار!

لكنهم لم يعلموا أنه فعلاً حيّ…

” زارا، اريد ذلك التنين في أقصى الشرق، لقد بدأوا بإحداث فجوة في قواتنا هناك!” صاح بيلي.

“حاضر!!” ردت زارا، ثم بدأ التنين يتحرك نحو موقعه الجديد، و هو ينفث النار طوال طريقه.. هذه كانت قدرة الإحياء التي ينفرد بها قانون الحياة.

هذا التنين كان مجرد لهب قام عشرون قديساً من فيلق النار بتشكيله، ثم ضخت زارا طاقة الحياة فيه.

التنين يملك قوة عشرون قديساً، و لديه وعيه الخاص لذلك يمكنه التصرف بشكل مستقل، لكنه أيضاً يشعر إجباراً أنه عليه خدمة من أعطاه الحياة ، تنين اللهب الذي وُلد من اللاشئ أصبح حليف جديد لزارا، و لو مؤقتاً على الاقل..

فالتنين سيتحول لمجرد نيران، و يختفى بعدما تصاب زارا بالإرهاق بسبب ضغط هذه التقنية الهائلة، و مع ذلك فـ *مؤقتاً* كان أكثر مما يكفي لإحداث بصمة في المعركة!

و ليس هى وحدها، بل هنالك عدة مجسمات أخرى من اللهب لعنقاء، و تنانين تطوف فوق الساحة، كلهم تحت تصرف فيلق الحياة!

كل هذه القوة، و التنوع، و مع ذلك وقف بيلي ينظر لجنوده، و هم يقتلون واحد وراء الآخر على يد الحكماء.. لو كان قيصر هنا لتمكن من إستخدام الهجوم الموحد لصيد بعضهم، لكن الأن؟ انهم ببساطة بلا نظير.

لو إستمر الوضع على ما هو عليه سيضطروا للهرب مجدداً، لكن أعداد الحكماء هذه المرة تدل على أنه سيموت على الاقل نصفهم قبل أن ينجحوا، هذا إن نجحوا أساساً…

*صاااااااااااااااااااااااااااااااااا*

في تلك اللحظة جاء صوت يبدو كصيحة طائر هائلة الحجم، عندما نظر بيلي نحو المصدر فوجئ بأن السماء تغير لونها من كثرة الوحوش الطائرة، لكنه فوجئ ايضاً بوجه مألوف يقف فوق الوحش في المقدمة.. “روبين؟!”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=