*باام باام باام*
صوت خطوات ثقيلة بدأت تصدى داخل المستودع
هول الصوت القوي، و عدد الأقدام المسببة لها جعلت كل القديسين، و الحكماء في المنطقة ينظرون لبعضهم بإستغراب، منذ متى هذا المستودع المعدني الصغير يحتوي على كل أولائك الاشخاص، و من هم بالضبط؟
“تحضروا، لابد أنهم من القوات الهاربة، لا تسمحوا لأحد بالفرار هذه المرة!” رفع الحكيم عالي المستوى يده، و أعلن.
“هوووه!!” صيحة دوت من بقية الحكماء، و القديسين، و كلهم بدأوا يظهروا من مخابئهم، و يتخذون وضع الإستعداد، هذه لم تكن اول مرة يقاتلون القوات الهاربة.
* باااام باااام باااام*
إقتربت الأقدام كثيراً من البوابة، و بدأ قديسي، و حكماء إمبراطورية اللهب بإشعال النار بين كفوفهم مستعدين للهجوم في أي لحظة..!!
لكن.. كلها إنطفئت فجأة.
ما خرج من المستودع لم تكن القوات الهاربة، لم يكونوا حتى بشر… بل كائنات قرمزية اللون ذات قرون طويلة، و شعر أبيض طويل.
“لا..” القديس عالي المستوى أخذ خطوة للخلف عندما إستشعر هالات الـ 20 عفريت الذين يراهم، كلهم حكماء…
” لا تفزعوا، واضح انها مجرد وحوش بلا عقل، بتنسيق هجماتنا جيداً يمكننا ان.. ان…؟!؟!” الكلام حُشر في حلق الحكيم عالي المستوى عندما رأى صف اخر من 20 عفريتاً ثم آخر.. ثم آخر…
بسرعة خرج من البوابة 220 عفريت كلهم بمستوى حكيم!
نظر روبين خلفه بطرف عينيه نحو أمون الذي وقف في مقدمة العفاريت بيدين، و أسنان منقوعتين في الدم، ثم أومئ له.
هؤلاء هم ملوك، و كبار شيوخ العفاريت الموجودين في أراضي كل قبيلة في المنطقة الشرقية من نيهاري، و بعض العفاريت الذين ترقوا حديثاً بسبب وفرة الطعام عالي المستوى مؤخراً -مثل آمون-
بعدما تنتهي الطائفة من ضم، او تدمير إحدى القبائل، يتوجه مورين ليلتقي بملك العفاريت في تلك الأرض، و يعطيه التقنيات مقابل الولاء للمولى، روبين بورتون.
هذا صحيح، جنس العفاريت لم يكن يدين بالولاء للطائفة كبقية قبائل العمالقة، بل لروبين وحده!
حتى روبين لم يكن يعلم بهذا الأمر إلا عندما ذكره له مورين بدون قصد مؤخراً، لكن عندها كان قد فات وقت التعديل، فمورين كان قد قام بالفعل بضم معظم ملوك المنطقة الشرقية.
حالياً كل ملوك العفاريت في المنطقة الشرقية لم يعودوا *ملوكاً* بل نواب لحكم مناطقهم تحت إسم روبين، و لا يوجد لأحدهم تفضيل على أخر.. الوحيد الذي يعتبره الملوك اعلى مقاماً منهم، و يحترموه بكل قلوبهم غير روبين هو أمون، فهو اول عفريت يكتسب تلك المهارات الفريدة، و هو حلقة الوصل مع روبين، بل يمكن القول انه هو من جلب هذه النعمة لبني جنسه كله.
بطريقة، او بأخرى.. أمون اصبح الملك غير المتوج للعفاريت مع أنه ما يزال بقوة حكيم منخفض المستوى.
لذلك خلال الاسبوعين السابقين عندما أعلن روبين انه سيدخل حرب في عالمه الأم، كان أمون هو أول من سارع للتطوع، بل و أخبر روبين ان يترك المهمة بالكامل للعفاريت..
بما أنه لم توجد منافسة قوية من بقية زعماء القبائل، و الطائفة على إرسال كتائب معه، وافق روبين، و سلم الأمر بالكامل لآمون..
بالنظر خلفه الأن، يبدو أن ظنه لم يخب.
*سوووووووش*
* سووووش سوووووش سوووووووووش*
بدون سابق إنذار، بدون قول كلمة واحدة.. بدأ كل القديسين، و حكماء امبراطورية اللهب بالطيران واحداً خلف الأخر في إتجاهات مختلفة!
إبتسامة بسيطة ظهرت على وجه روبين، ثم تكلم بصوت منخفض. ” حاصروا المدينة، ثم اقتلوا الجميع فيها…”
“حاضر.” أمون رد بصوت غليظ مع إنحناءة كاملة.. منذ تمكن العفاريت من الإستماع للغة نيهاري بوضوح بواسطة التقنية التي صنعها روبين، بدأوا بمحاولة تقليد الأصوات للتكلم بصوت مسموع، و أخيراً بدأ البعض من جنس العفاريت بقول شيئ غير الزئير، و الزمجرة، أخيراً بدأوا يصبحون جنس ذكي قولاً، و فعلاً…
بعدما صلب أمون ظهره مجدداً طار نحو سور مدينة يورا، و كل العفاريت خلفه عملوا المثل.
بخلاف وصولهم لمستوى تنين في قوة الجسد، كلهم وصلوا لمستوى قديس في تدريب الطاقة الداخلي!!
و بسبب تعودهم على الطيران في جاذبية أعلى بعشرات الأضعاف، في غمضة عين تمكنوا من إجتياز حكماء إمبراطورية اللهب، و وصلوا لأسوار المدينة قبلهم.
و ماهى إلا ثوانٍ معدودة و بدأت الصرخات ترج المدينة كلها..
“لا، لا، ابتعد أيها الشيطان! لاااااااا!!”
“ااااااااااااااااااااااااه!!!”
———————
” ربما كان عليك التريث في هذا القرار، ربما أحد أتباعك القدامى ما يزال موجوداً داخل المدينة..” تكلم جابا، و هو يرى الفظائع التي تحصل فوق مدينة يورا.
“اوووه بالفعل يوجد، و ليس عدد قليل منهم ايضاً.” تكلم روبين ببرود، و هو يضع يداه خلف ظهره.
“إذاً انت..؟” عقد جابا حاجبيه.
لم يكن جابا يكمل جملته إلا وسمع صوت صراخ قادم بسرعة ناحيته. ” روبين! روبين، انه أنت حقاً!! هذا انا عمك، أبعد ذلك المخلوق عني!!”
بسرعة ظهر أمامهم المصدر… عفريتاً يمسك برقبة رجل عجوز يرتدي ملابس النوم، العجوز اكتفى بالبكاء، و التلويح نحو روبين، أما العفريت فظل ينظر نحو روبين، و كأنه ينتظر أمراً منه.
” ألم تسمع الأوامر أول مرة؟” صاح روبين على العفريت بنية قتل بادية.
بدون تأخير لثانية أخرى فتح العفريت فمه، و أخذ قضمة من وجه القديس العجوز..
اما روبين فنظر لجابا بوجه خالٍ من المشاعر. ” لم يبق لي أتباع هنا.. ليس بعد الأن.”