1324 -جنون الحراس

صلوا عل النبي///

بعد 159 عامًا من وصول روبين إلى الحزام المتوسّط — في مكانٍ ما داخل القطاع المتوسّط 99

“…هذا كل شيء، سيادتك.”
أنهى سيف الظل تقريره ورفع رأسه قليلًا ليلقي نظرة نحو ذلك المنظر المهيب، ثم خفض عينيه مجددًا.
“نعتذر على التأخّر في تسليم التقارير؛ نقل البيانات عبر القطاعات ممكن فقط عبر مجتمع الروح، وحتى المجتمع يتطلّب ثروة صغيرة ليسمح بالتواصل ونقل المعلومات بهذا الشكل المباشر.”

“لا يهم، لا يهم~”
الشخص الماثل أمام سيف الظل كان جالسًا على أرضية صلبة مرتفعة، بطول يقارب الثلاثة أمتار، ذو جسد ممشوق مملوء بالعضلات، يرتدي درعًا داكنًا خفيفًا يشفّ صدره العلوي شفًّا.
لم يكن أحد غير هولاك.
“إذًا، الولد قيصر فتح الكوكب الثالث… هيهي، لقد طالت به الحرب كثيرًا، مئة وخمسون عامًا تقريبًا على ثلاثة كواكب فقط؟ سأتأكّد من التنمّر عليه قليلًا عندما نلتقي مرة أخرى.”

لم يتمكّن سيف الظل من السكوت،
“عذرًا، سيادة الحارس الأعلى، لكنّ الجنرال الأعلى قيصر يغزو إمبراطورية الخنازير الحديدية بمفرده، وفي الوقت نفسه يساعد إمبراطورية المسارات التسعة على الدفاع عن أنفسهم ضد إمبراطوريتين أخريين! أي إن له جبهة هجومية واثنتين دفاعيتين!”

“…بل ويحدث هذا بنصف قوات الجيش الأول فقط، بينما يترك النصف الآخر في الحزام اليافع ليُحافظ على وتيرة إخضاع الكواكب هناك.
تمكّنه من غزو إمبراطورية متعددة في النطاق المتوسّط لهو شأن عظيم. حتى الجنرال الأعلى آرو والجنرال الأعلى ساكار ينظران إليه بشيء من الحسد؛ يوميًّا تقريبًا يُرسلون طلبات إلى المقرّ بأنهم يريدون المشاركة في حرب النطاق المتوسّط!”

ثم نظر إلى الأرض:
“سيّدة المقرّ بالفعل أرسلت المقترح إلى إمبراطورية المسارات التسعة أكثر من مرة، لكنهم يرفضون لأنهم لا يملكون ما يكفي من موارد لدفع مرتّبات جنودنا العالية.
لكن الأخبار تقول إن هنالك محادثات جارية يقودها رئيس الوزراء مع إمبراطورية المسارات التسعة حاليًا ليتركوا لنا حقوق كواكب تابعة لهم، مقابل انضمام الجيشين الثاني والثالث للحرب.”

“تسك~ كلها تفاهات. لو أرسلتُ الأولاد لأحد تلك الكواكب سينظّفونها خلال يوم.”
قال هولاك، وهو يرفع إصبعه الصغير وبدأ ينظّف أسنانه بلا اهتمام.

“أرجوك، لا تفعل!!”
رفع سيف الظل كلتا يديه:
“الحُرّاس الإمبراطوريون يجب ألّا يُظهروا قوّتهم إلا عند الحاجة!”

“اهدأ يا حزين، كنت أقول لو~”
رفع هولاك كتفيه بلا مبالاة،
“بالطبع لن نتدخّل في شؤون الجيوش الثلاثة في الحزام المتوسّط، ولهذا تحديدًا اخترتُ جلب الأولاد إلى القطاع رقم 99، وترك الساحة هناك للجيوش ليلعبوا على راحتهم.”

“….” بدأ سيف الظل يعرق قليلًا، هو لم يشكّ في كلمة واحدة تخرج من فم الحارس الأعلى؛ فوحشية الحرّاس الإمبراطوريين أصبحت معروفة للجميع:

• من ناحية الجسد: كلّهم لديهم الدرجة الرابعة من وشم تقوية الجسد، نسخة “العمالقة”.
• من ناحية الطاقة: كلّهم يتحكمون في قوانين جوهرية مثل الزمن، الفضاء، والموجات الترددية.
• من ناحية الروح: كلّهم فتحوا نطاقاتهم الروحية وتلقّوا كل التقنيات المتوفّرة للروح في الإمبراطورية.
• من ناحية الأسلحة: نصفهم مسلحون ومُدرّعون بنفس مستوى الجنرالات الأعلى الثلاثة — عتاد ملحمي من المستوى المتوسّط.
• من ناحية الخبرة القتالية: جميعهم يتبعون أسلوب قتال الحارس الأعلى، هولاك، المُدمّر.
• ومن حيث الطبيعة…

“أها، ما أخبار الأولاد الآن؟ هل قام أحدهم بإتمام مهمته بعد؟”
أخرج هولاك قطعة لحم محشورة في أسنانه ثم مسحها على الأرضية الصلبة الداكنة أسفله،
“مرت بضع سنين… يجب أن يكون معظمهم قد انتهى!”

تعرف سيف الظل قليلًا، ثم قال بتردّد:
“…سيادة الحارس الأعلى، ألا تعتقد أن مهام مثل:

• تدمير مملكة لأي عرق غير البشر.
• تصفية برميلَي دمٍ من ملك وحوش تخطّى عمره خمسة ملايين سنة.
• التسلّل إلى ساحة معركة و إبادة كلا الجيشين.
• الإجهاز على عصابة قراصنة فضاء…

وإلخ~… مهمّات ثقيلة نوعًا ما لتُوزّع بشكل فردي؟”

“عندما أسألك عن رأيك، أعطني إيّاه. غير ذلك، ردّ حسب السؤال.”
رفع هولاك حاجبًا، مستغربًا أن حديثه مع سيف الظل قد طال لهذه الدرجة.
“هل انتهى الأولاد من مهامّهم فأفكّر لهم في غيرها، أم لا؟”

“…لقد انتهى نصفهم.”
جسد سيف الظل ارتعد،
“تقريبًا 400 مملكة تم مسحها، ملك وحوش تم تصفية دمه، جيوش متحاربة اختفت، قراصنة تلاشى وجودهم…
القطاع 99 بأكمله بدأ يلاحظ الأحداث الغريبة.”

“هاها، دعهم يلاحظون!
أريد أن أرى ردود أفعالهم عندما يخترق الأولاد جميعًا إلى نطاق كارثة عالم، هاهاها!”
ضرب هولاك الأرض الصلبة أسفله مرتين، ثم رفع حاجبَيه نحو سيف الظل مبتسمًا:
“ماذا عن البقية؟ ما الذي يؤخّرهم؟”

“…البقية ما يزالون يبحثون عن أهداف، أو في خضمّ تنفيذها…
كما أن هنالك ثلاثة حرّاس قُتلوا للأسف، لقد وقعوا في قِتالات غير متوقّعة ضدّ كوارث عالم أثناء تنفيذ المهام.”
وطأ سيف الظل رأسه أكثر، خائفًا من ردّة فعل هولاك؛ فخسارة ثلاثة من أولئك الوحوش لهِي ضربة كبيرة للإمبراطورية.

“تسك~ لقد أضعت وقتي عليهم.”
تعكّر مزاج هولاك فعلًا، ثم حكّ رأسه للحظات قبل أن يُلقي بخاتم فضاء نحو سيف الظل.

لم يكن ذلك خاتمًا يُصنع محليًّا في إمبراطورية البداية الحقيقية، بل واحدًا أكبر بكثير.
“أرسل هذه للمقرّ بالنيابة عنّي، لعلّهم يجدون لها استخدامًا.”

“ماذا أكتب في التقرير عنها، سيادة الحارس الأعلى؟”
لم يجرؤ سيف الظل على مسح الخاتم بحسّه الروحي.

“بلورة وحش من صنف السلاحف، قلبه، كمية من دماؤه، وعدد من الحراشف التي تغطّي صدفته، وبضع أسنان.
أعتقد أنه يمكن استعمالها في صنع بعض الدروع…”
بعدها وقف هولاك، طقّ رقبته يمينًا ويسارًا،
“لا تجدني مجددًا إلا عندما يُكمل بقية الأولاد مهامّهم!”

ثم بـ بااام
ضرب الأرض بساقه، فاختفى عن الأنظار في لحظة.

لكن الغريب… أن الأرض أسفله لم تُدمّر…

رفع سيف الظل رأسه بصعوبة، يحاول تمالك أعصابه وهو يرى المشهد أمامه…
لقد كان يقف أمام جبل.
لكنه ليس جبلًا.

تلك الأرضية التي كان يجلس عليها هولاك كانت لديها عينان وفمٌ مكسور…

حاول سيف الظل النظر يمينًا ويسارًا لقياس حجم الرأس فقط، فانقبض قلبه أكثر.

وحش من صنف السلاحف؟

ما ينظر إليه الآن هو على الأقل ملك وحوش عمره يفوق الخمسة عشر مليون عام.
خليط بين جنس السلاحف وجنس الغوريلات، جسده من الرأس إلى الذيل بطول كيلومتر تقريبًا، وصدفته العالية تبدو وكأنها تحمي مدينة كاملة تحتها.

لكنه يعلم الآن أنها فارغة…
لا يوجد في الداخل سوى اللحم والدم…
لأنها كانت مدمّرة.

وعلى ما يبدو…
أنها دُمّرت بلكمة واحدة.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي :

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 60/32