” بحق الـ–؟!” الكلمات وقفت في حلق رئيس فريق التحقيق، هذا المشهد ما كان ليحلم به في حياته..
لقد سمع عن هجمات تفشل، هجمات تُصد.. لكن هجوم يختفي؟
بحر من اللهب من الدرجة الثالثة يختفي؟! هذه جديدة..
“انت.. ما الذي فعلته للتو؟” بدأت أعصاب رئيس الفريق تفلت، هو الذي يفترض أنه من أذكى رجال عصره لم يجد إجابة واحدة لما حصل للتو.
لكن روبين لم يأبه ليرد على سؤاله، و بدأ يتقدم نحوه ببطئ ساحباً الرمح الأسود وراءه يخدش الارض مع كل خطوة..
“تشة، لا تلُمني إذاً!!” صاح رئيس فريق التحقيق، و أخذ بضع خطوات للوراء، ثم بصيحة عالية. “هياااااااااااااااااااااااااا!!!!.”
اللهب بدأ يشتعل على جسده بالكامل، ثم بدأ يرتفع إلى أعلى بسرعة حتى بدأ يذوب سقف المستودع المعدني، ثم بدأ اللهب يتحور سريعاً حتى بدأ يأخذ شكل تنين ضخم.
نظر رئيس فريق التحقيق للأعلى بنظرة كلها إعجاب بالذات، و بدأ يضحك. ” هيهي.. هاهاهاها مرت أكثر من الف عام منذ قتلت أحد بإستخدام تقنيتي الفريدة، إن نزل عليك تنيني فأنت هالك لا محالة!! هذه آخر فرصة لك، إركع، و أقسم على لوح انك ستكون مُساعدي المخلص للأبد، و إلا..!!”
روبين وقف أخيراً، و نظر للأعلى بعينان تُشعان وهجاً ذهبياً خافتاً، ثم رفع رمحه، و أرسل طعنة بين عينا التنين!
رئيس فريق التحقيق نظر لشعاع الطاقة المركز، و هو يغادر الرمح، و يقطع طريقه نحو التنين. “هاهاها كنت أظن أنك عبقري! أتعتقد حقاً ان هذه الطاقة التافهة ستكون كافية لتخدش تـ—-”
*برااااااااااام*
*ششششششششششــــ*
كلمات رئيس فريق التحقيق قوطعت برجفة رجت المستودع بالكامل، بعد وصول شعاع الطاقة لهدفه مباشرةً إهتز التنين بقوة كادت تخلع قلوب الناظرين، ثم اختفى…
اختفى مجدداً!
ليس، و كأن هيئة التنين التي اتخذتها النيران إنفكت، بل النار كلها اختفت، و كأنها لم تكن موجودة!
“مسـ.. مستحيل..!!” أخذ رئيس فريق التحقيق خطوتين أخريين للوراء، حتى بقية فريقه نسوا أنهم يحاولون إيجاد وسيلة للهرب من أمون، و تسمروا في أماكنهم عند رؤية ما حدث..
هذا لم يكن طبيعي ابداً!
لكن لم يكن يعلم أن الأمر ليس بالسهولة التي يراها، هذه كانت طريقة القتال الجديدة التي أشار جابا على روبين لتعلمها، و التي تدرب عليها روبين لسنوات.
فكرة جابا المبدئية كانت أن على روبين الانتفاع من عيون الحقيقة لأقصى درجة، العيون التي يمكنه بها رؤية ادق التفاصيل في سير المعركة، و في حركات جسد خصمه، و الأهم، يمكنه بها رؤية أنماط أي هجوم يتجه نحوه.
الفكرة كانت إلى حدٍ ما واسعة جداً، لكن بالعمل ببطئ عليها مع روبين خلال حصص تدريبية كثيرة توصلا معاً لنظام قتال جديد مرعب.. خاصةً أمام هجمات القوانين!
سواءً هجمات قوانين الطاقة الداخلية، او هجمات الأوشام الإلهية الهجومية كلهم مشتركين في شيئ واحد، و هو ان المُستخدم يحاول تقليد أنماط القانون في الطبيعة، و يستخدمه في صالحه.. لكن للتقليد حدود!
مهما كان الشخص عبقريا سيكون في القانون الذي يستخدمه هفوات، و نقاط ضعف أثناء أحداث القتال المتسارع، و هنا تأتي دور عين روبين لتحديد أماكن نقاط الضعف بعين الحقيقة، ثم تحطيمها!
…عينا رئيس فريق التحقيق لم تثبتا لوهلة بعدها، لكنه سرعان ما إستعاد تركيزه بأنه في قتال حياة، او موت، لكن ليس تركيزه كالسابق.
بعض الخوف، و عدم الأمان بدأ يتسلل لقلبه، هو لم يعد لديه ثقة مطلقة انه يمكنه القضاء على روبين بدون خسائر بعد الأن!
فنظر لجانبه، و كاد يصرخ لطلب المساعدة من الحكيم المتوسط… لكن الكلمات وقفت في حلقه.
منظر الحكيم متوسط المستوى كان يدعو للبكاء!
يده اليسرى مكسورة، و إحدى عيناه مفقوعتان، و ملابسه ممزقة، بالكاد يمكنه موازنة نفسه على قدميه أمام العملاق جابا!
عاد رئيس فريق التحقيق للنظر أمامه مجدداً نحو روبين بعينان مركزتان اكثر. “تباً لا وقت لدي لهذا، علي الانتهاء منه بسرعة، و الخروج من هنا!”
بدون مقدمات إندفع رئيس فريق التحقيق للأمام رافعاً قبضته، و مغلفاً إياها بطبقة فوق طبقة من الطاقة الكثيفة، واضح انه إتخذ قراراً بإنهاء روبين عن طريق قتال قريب، و الإبتعاد عن أي شيئ يخص مسار النار!
الطبقات الكثيفة من الطاقة التي غلف بها ذراعه يجدر بها أن تكون كفيلة بإبعاد الرمح جانباً في صدام مباشر، ثم شق طريقها حتى تثقب صدر روبين، و تخرج من ظهره، هذه المرة لن يكون هنالك مجال لأي ألاعيب!
لكن تفكير رئيس فريق التحقيق تشتت مجدداً عندما رأى الرمح الاسود إختفى، ثم إتخذ روبين وضعية قتال قريب، و بدأ يستعد ليسدد لكمة هو ايضاً.
“هاهاهاها!!!!” ضحك رئيس فريق التحقيق بصوت عالٍ، و كأنه رأى أفضل نكتة في الدنيا، و زاد سرعته.
خلال جزء من الثانية روبين تحرك ايضاً، و سدد لكمة للأمام، بدون أي قوانين، او أي خدع مزخرفة، مجرد لكمة مستقيمة مباشرةً نحو قبضة رئيس فريق التحقيق.
لكمة مدعومة بكامل طاقته الداخلية كقديس متوسط المستوى، مدعومة بقوته الجسدية كشامان متوسط المستوى، و اخيراً مدعومة بوشم القوة الذي ضاعف قوته الجسدية لـ 5 اضعاف بشكل مؤقت.
*بوووووووووووووووووووووم!!*
الصدام المباشر بين قبضتي روبين، و الحكيم منخفض المستوى أرسلت موجة طاقة في جميع الإتجاهات فأرسلت كل فريق التحقيق طائرين يبصقون دماً، حتى جابا، و الحكيم متوسط المستوى تم دفعهم بضع خطوات للخلف، ثم وصلت الموجة للمستودع فأحدث به إنبعاجاً في المنتصف!
*باااااااا*
صوت إرتطام قوي أجبر أمون على التحقق جانبه، فوجد رئيس فريق التحقيق.. او يجدر القول ما بقي منه.
ذراعه اليمنى بالكامل، و حتى الكتف لم يعد لها وجود، و الجلد، واللحم على الجزء الأيمن من وجهه إختفى ايضاً، لولا ان أمون ما يزال يرصد مظاهر الحياة من كتلة اللحم أمامه لظن أنه ميت بلا ريب!
“أمون، لقد القيت شيئاً عندك بلا قصد، أعده لي، و ركز على مهمتك.” تكلم روبين بهدوء، و أشار نحو قدمه.