قاعة مجلس الشيوخ– بعد سبعة ايام–
“تركيز فرقة الإستخبارات في الطائفة، و كل القبائل على متابعة المنطقة الشمالية؟ المطالبة بمضاعفة أعداد الجيوش بضع مرات؟ مضاعفة أعداد اسياد النقوش، و إرسالهم للقبائل التابعة لنا لرسم الوشوم الإلهية لجميع بدون مقابل؟ ما الذي ينوي رئيس الطائفة فعله بالضبط…؟” أحد الشيوخ قال مستغرباً.
“لا ننسى أنه طلب مضاعفة الاراضي التي زرعناها بالأعشاب التي تغزي المطيات في أقرب وقت ممكن، و مضاعفة أعداد قواتنا الخاصة، و كل هذا في حد زمني أقصاه سنة واحدة! سنة واحدة….” تمتم آخر.
” اوامره ستأكل الأموال التي كنا نجمعها طوال هذه الفترة.. هل.. هل تعتقدون انه يريد ان…؟”
“هو بالتأكيد يريد مهاجمة المنطقة الشمالية بعد سنة واحدة من الأن!!” قبض أحدهم يداه، و تكلم. ” أنه يريد تدميرنا من أجل مشكلة شخصية!!”
” المنطقة الشمالية لديهم أباطرة! كيف يمكننا مهاجمتهم ببساطة؟! هو نفسه كان يؤيد البقاء بعيداً عنهم سابقاً! الان بسبب مشكلة شخصية يريد إلقائنا في الجحيم؟!” وقف شيخ آخر، و صاح.
“كيف لجيش قبيلتي الذي إستفاق للتو من حروب مدمرة أن يقحم نفسه في حرب ضد المنطقة الشمالية؟ المنطقة الشمالية!!!” رئيس أحد قبائل السبعة التابعين للطائفة ضرب على المنضدة، و أومئ بقية الزعماء
زعماء القبائل السبعة التابعين للطائفة، و كل الشيوخ، لا وجود لأي أحد آخر في المكان.. تحت هذا السقف تم عقد أرفع اجتماع حصل منذ تأسيس الطائفة.
ثاندور رفع يده ليرجع الهدوء للقاعة، ثم تكلم بهدوء، و هو ينظر نحو الشيوخ. ” السيد رئيس الطائفة روبين لديه منا كل الإحترام، و التقدير، هو من أسس هذه الطائفة لكم، و جعلها لكم ملاذ أمن، و جعلكم مساويين لنا.”
أمال شيوخ الطائفة رؤوسهم، و بدأوا بعض شفاهم، حتى أورزون تنهد.
ثم عاد لينظر نحو زعماء القبائل الستة الاخرين. ” هو ايضاً من ساعدنا على مضاعفة حجم أراضينا خمسة أضعاف ما كانت عليه، مدنا بقوة، و عتاد لم نكن نحلم بهما، نحن، و لأول مرة نعيش في سلام حقيقي مع بعضنا بفضله.”
وطئ الزعماء الستة رؤوسهم أيضاً لا يعرفون ماذا يقولون، عندما اقسموا على الولاء، والتبعية لطائفة اتحاد نيهاري كان مجرد تجربة لحظهم ليروا ما إن كان بإمكان تلك الطائفة المريبة مساعدتهم حقاً، لاحقاً رأوا بأنفسهم إلى اي مدى وصلوا بفضلهم.. بفضل روبين!
“لكن!” صاح ثاندور فجأة فجذب أنظار الجميع مجدداً، “إمتناننا للسيد روبين لا يعني أن نلقي بأيدينا إلى التهلكة رغماً عن إرادتنا! لا تفهموني بشكل خاطئ، لو اراد منا السيد روبين أي شيئ في مقدورنا تنفيذه فعلينا فعله بلا شك، لكن لو أرغمنا على مهاجمة الشمال… فهذا المجلس الحكيم هو من سيقرر مسارنا، و ليست الأهواء الشخصية!”
“اجل!”
” انت محق تماماً!”
بعدما أخيراً نطق احد الحضور بما يدور في رأس الجميع تعالت الهتافات، و بدأ الكلام يصبح مكشوفاً اكثر…
————————————–
بعد أسبوع آخر— المنطقة الإدارية مدينة يورا— داخل مخزن معدني كبير.
“كيف يعقل أنكم لم تتقدموا خطوة للأمام حتى الأن؟! هذا القوس قد يكون أكبر إكتشافاتنا في هذه القارة!!” صاح رجل متوسط العمر بقوة، هالته التي أطلقها للضغط على الحضور كانت في مستوى حكيم متوسط 34!
“نـ نحن اسفون سيدي، لكن لا يوجد أي كتب، او ألواح متروكة لشرح ما هو هذا الصرح الكبير، و كل من عملوا عليه كانوا تحت تأثير لوح القسم، بعضهم مات عند محاولة مساعدتنا بقول أي كلمة!” شخص يقف وراءه تكلم، و هو ينظر للأرض، للصدمة هو كان حكيم أيضاً مستوى 32..
إلتف ذلك الحكيم غاضباً، “ماذا تعني؟ ألا توجد أي طريقة لفك لغز هذا القوس المعدني؟ كل مُكون دخل في تصنيعها يعتبر من أندر، و أغلى المعادن على الكوكب، روبين بورتون لن يبني شيئ بهذه الضخامة بدون فائدة أضخم، الأخبار لدي تقول إنه أمضى شهوراً داخل هذا المستودع لبناء، و وضع النقوش على نصف الدائرة الضخمة هذه! يجب ان نعرف كل شيئ عنها!!”
“نـ نحن نعمل على هذا! لكن..” رد ذلك الشخص مجدداً. ” لكننا بحاجة أولاً لإكتشاف طريقة التشفير، و إظهار كل النقوش على السطح، ثم دراسة كل واحد فيهم بحذر حتى نعرف مع ماذا نتعامل، هذا سيأخذ بعض الوقت… الكثير منه….”
” ماذا؟! حتى الان لم تتمكن من فك التشفير الخارجي؟ المفترض أنك من أذكى الأشخاص في الإمبراطورية، و من أهم مبتكري التقنيات، أنت هو رئيس فريق التحقيق! نحن نعول عليك لإكتشاف ما كان يفعله روبين بورتون هنا، لكنك تتكلم بهذا الإنكسار؟ هل تعلن هزيمتك أمام ولد لم يكمل الـ 200 من عمره؟!”
” بالطبع انا اقدر! لكن.. أمهلوني بعض الوقت.. فهذه أشياء لم أر، او اسمع عنها من قبل، لا أعرف من أين أتى روبين بورتون بكل هذا، لو كان فعلاً هو من إبتكره فهو كان شخص عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.”
” كم من الوقت تقريباً؟” قال الحكيم ممتعضاً.
“…اسألني مجدداً بعد مئة سنة.”
” بحق الـ- ؟! ….همممم..؟”
*بزززززززتتت*
كاد الحكيم أن يبدأ بنوبة صراخ عندما سمع رد رئيس فريق التحقيق، لكن فجأة بدأت النصف دائرة العملاقة بجانبه تصدر أصواتاً غريبة، و الفراغ في الوسط بدأ يتحول لما يشبه لوح شبه شفاف.
” ما الذي يحدث هنا..؟” عقد الحكيم حاجبيه، و أحكم عينيه على النصف دائرة، رئيس فريق التحقيق، و كل فريقه خلفه بدأوا بالتركيز عليها ايضاً، لقد كانوا هنا منذ سنوات، لكن لم يحدث شيئ كهذا!
*خطوة.. خطوة.. خطوة..*