“اوووه إنسان إكتسب شهرة في المنطقة الشمالية؟ العمالقة لا يعترفون بأهمية أحد الاجناس الأخرى مطلقاً في العادة، طالما إكتسب إنسان هذه الشهرة لابد ان إمكانياته حقيقية!”
” لهب أخضر يمكنه علاج الإصابات الخطيرة، و إطالة العمر؟ يا لها من قدرة رهيبة.. ربما هو جنس منشق عن البشر؟”
” ربما علينا أن نحاول إستمالته في صفنا، من العار ان ندع العمالقة يستفيدون منه!”
” انا من رأيي ان–”
“اخرسوا!!” صيحة من جابا أرجعت الهدوء فوراً للقاعة، ثم عاد للنظر نحو روبين، لا يدري ماذا يفعل.
حتى أوغاس نظر بطرف عينه نحو جابا، و كأنه يترجاه ان يساعده، هو لم يفهم ما يراه امامه الأن.. عندما جاء بهذه المعلومة أعتقد انها ستكون مثيرة للإهتمام لروبين، و ربما سيكون رده كما كان رد بقية الشيوخ، لكن هذا..؟
روبين تسمر في مكانه، بؤبؤ عينه ضاق بعدما سمع هذا الكلام، و كأنه كان على وشك الإختفاء، العرق بدأ يتصبب بغزارة من شعره، و وجه.. بعد أكثر من دقيقة في هذا الوضع إستعادت عينه بعض الضوء مجدداً، و تكلم. ” قلت.. قلت ان هذا الشاب مختلف عن البشر العاديين؟ أخبرني كيف ذلك الشخص مميز بالضبط..”
إبتلع أوغاس ريقه، ثم تكلم. ” يقال إنه في مثل طولك تقريباً، تركيبته الجسدية أضعف من البشر العاديين، و مع أنه يملك وشم إلهي لتقوية الجسد من الدرجة الثانية إلى أنه بالكاد يستطيع التحرك.”
نظر نحو قدمه، أمسك رأسه بكلتا يديه، و كأنه يحميها من الإنفجار، و بدأ يتمتم بصوت منخفض. ” لا.. لا، لا، لا، لا!! هذا لا يبدو منطقي ابداً، من هذا *الشاب*؟ لقد أخبرتها ان لا تعطي تقنية نار الحياة لأحد…”
جميع الشيوخ بدأوا يقفون واحد وراء الأخر، و ينظرون لبعضهم بإستغراب، رئيس الطائفة هذا لم تُزل من على وجهه الإبتسامة، و لم تتركه روح السخرية حتى، و هو يعطيهم إمكانيات تساعدهم للسيطرة على العالم، لكنه يبدو أنه إنهار من سماع هذا الاخبار..؟
“مُعلمي، هل انت.. بخير؟” تكلم جابا بتردد.
” أي قبيلة هذه من الإثنا عشر؟ كيف يمكنني الذهاب إلى هناك؟ هل يمكنني لقاء ذلك الشخص؟!” أمطر روبين أوغاس بالأسئلة فوراً.
” هدئ من روعك أرجوك، لا داعي للقلق.. الشاب موجود في قبيلة عزيل، حسب الكلام الشائع فهو يتم إستخدامه لعلاج، و إطالة عمر أعضاء تلك القبيلة بشكل أساسي، و عندما يكون متفرغ فهو يُقابل الغرباء من القبائل الأخرى لعلاجهم أيضاً مقابل 5 عملات ورقية ذهبية للواحد، هو يعمل ليل نهار، و يمكنك أن تراه إن كنت مستعد للتضحية بهذا المبلغ..
تلك القبيلة مُتمركزة في أعلى نقطة من الكوكب، حتى بعد الخروج من المنطقة الشرقية، و التوجه شمالاً سيتحتم علينا المرور عبر 3 قبائل أخرى من الإثنا عشر قبل الوصول لقبيل عزيل.. الذهاب سيكون صعباً بما أن المنطقة الشمالية تعتبر مغلقة، و لا يمكن لأحد دخولها من بقية مناطق الكوكب، إلا انه يمكنني طلب خدمه من رئيس سلمندر النار المختص بالمنطقة الشمالية، يمكنه بالتأكيد تهريبك إلى هناك في أي وقت تشاء، فقط قل متى.”
” فوراً! أخبره إني مستعد للذهاب فوراً!! لا يهم ان كان سيتطلب هذا 500 درة طاقة، أو مليون، يجب ان أذهب في أسرع وقت!!” أمسك روبين ذراع أوغاس، و شدد على كلامه.
” انا ايضاً سأذهب.” جابا نظر نحو أوغاس، و تكلم.
“… حسناً إذاً، رجاءً إبدأا الإستعدادات، لا يمكنني الذهاب معكما لأنه مطلوب القبض علي في كل مكان، لكن يمكنني تأمين الطريق لكما، سوف تطيران غداً نحو الشمال.”
—————————————————————–
بعد اسبوعين—
*راااف راااف*
“لا داعي للقلق، أثق أن كل شيئ سيكون على ما يرام..” تكلم جابا محاولاً مواساة روبين.
منذ تحركا من مدينة الأمل أجازوا حدود العديد من أراضي قبائل المنطقة الشرقية، و عند الوصول لحدود المنطقة الشمالية بدأت عملية التهريب تحدث بالإتفاق مع منظمة سلمندر النار فدخلوا لأراضي قبائل الشمالية بدون تصريح، و بعد كل مرة يجتازوا الحدود يشترون دراكو جديد ليصلوا للقبيلة التالية في أسرع وقت ممكن.
لكن الغريب أنه في خلال كل هذا لم ينطق روبين بكلمة، و لم ينظر حوله للحظة، لم يعطي حتى تعليق على مدى قوة، او مساحة أراضي القبائل الشمالية.. اكتفى بالجلوس معقد الحاجبين ناظراً نحو قدمه، بينما يحرك أصابع يده بسرعة، و توتر.
” هل يمكنك أن تخبرني بما يدور في رأسك على الأقل..؟” حاول جابا مجدداً.
لكن مجدداً، لم يجد أي رد.. و كأن روبين مفصول عن العالم حوله بالكامل.
” ….على أي حال، إستعد سنصل لهدفنا في أقل من نصف ساعة، بعدها سأطلب أنا لقاء الشاب، و انت ستدخل معي كمرافقي، أرجو أن تحاول جمع شتاتك، و إلا قد يشعر الحراس هناك بوجود شيئ خاطئ، ولا يسمحوا لنا بالدخول.”
بعد حوالي دقيقة كاملة أومئ روبين.
* هل هذا الشاب من عالمه؟ كيف، و لماذا جاء إلى هنا؟ لماذا يملك تقنية نار الحياة التي أعطاها لميلا؟ هل كل شيئ في موطنه بخير؟ هل ذلك الشاب جاء ليبعث رسالة من ميلا؟* أسئلة بلا إجابات كادت تقتل روبين من التفكير، لكنه عاد لصوابه قليلاً بعد تحذير جابا، و بدأ يأخذ انفاساً عميقة، و يخرجها ببطئ…
بعد نصف ساعة–
*باا باا*
قفز جابا، و معه روبين من فوق الدراكو، و هبطا أمام مبنى ضخم أخضر اللون، أمامه مئات الناس يقفون في صفوف، بعضهم يبدو من منظره ورائحته، و كأنه لم يتحرك خطوة واحدة منذ شهور.
“انتظرني هنا، سأرى ما إن كان يمكنني عمل شيئ لتخطي كل هذه الصفوف.” تكلم جابا عن طريق تقنية نقل الخواطر، ثم تحرك نحو الحارسان على البوابة.
روبين حرك عيناه المُتعبتين، و مسح محيطه سريعاً، المكان مُلغم بالحراس في كل مكان، معظمهم في مستوى شامان، لكن يوجد على الأقل خمسة تنانين حول هذا المبنى فقط!