العُمق الذي أمكن لروبين رؤيته كان مختلفاً تماما عن السابق، كل القوانين حوله تغير شكلها، و أصبحت أكثر كثافة، و تعقيداً في نظره، من أول نظرة أدرك روبين انه الأن يرى الدرجة الثانية من كل القوانين حوله بسهولة شديد كما يرى راحة يده، و يمكنه ايضاً رؤية الدرجة الثالثة منهم بشكل ضبابي..
كالعادة بعد الإختراق لم يتغير في جسد روبين شيئ سوى عينيه، مما جعله متأكداً ان الاختراقات سابقاً لم تكن ناقصة بسبب عدم توفر الطاقة، بل هذه هى طبيعة قانون الحقيقة.. لكن هذه المرة لم يحزن، ف هذه النقطة كانت أبعد ما تكون عن مشكلة بحلول الان بعدما أصبح بالفعل شامان متوسط القوة من الناحية الجسدية!!
ربما الشيئ الوحيد الذي تغير فعلاً هو أن عينه عند تفعيلها أصبحت تتحول للون ذهبي خافت بدلاً من الاخضر المتوهج.
لم يدرك روبين السبب وراء هذا بالضبط، لكن بما انه لم يحدث فارقاً غير مظهره الخارجي فلم يكن هنالك حاجة للبحث فيه كثيراً، تقبَل مظهر عينه الذهبي الجديد بإبتسامة، و نسي الأمر في وقتها…
سعيداً بما حققه، أراد روبين أن يساهم بهدية إضافية لهذا العالم، فأمر بنشر وشم تقوية الجسد الإلهية المُعدل على كل محاربي الطائفة!!
أعداد صناع الاسلحة الإلهية تضاعف بضع مرات، و رسم النقوش، و الوشوم، او الطلاسم كله واحد، طالما يمكنك رسم احدهم ستتمكن من رسم البقية مع القليل من التدريب.
روبين إستغل أيضاً في قراره طبقات الحماية التي وضعها مختار السماء الاول، و دعمها مختار السماء الثاني، التعديلات الصغيرة التي أجراها في الداخل لن تكون واضحة لأي أحد سوى الشخص الذي يرسم الوشم، و بالطبع كل رسامي النقوش خضعوا لقسم قاسٍ بعدم ترسيب أي شيئ لا يجدر بهم تسريبه، لذلك فلا قلق من موضوع تسريب أن الوشم تغير.
يمكن إستخدام أوغاس لترويج ان الطائفة وجدت نبتة يمكنها مساعدة جسم الأجناس غير العمالقة على تحمل الوشوم، هذا شيئ قابل للتصديق بما ان عدد منهم كان يستخدمه بالفعل… كما أن الإتفاقية القديمة لا تمنع ان يستخدم الاجناس الثانوية الأوشام لو كانت تحت رعاية العمالقة، طالما قبيلة البرق تعلن أنها من أعطت أوشامها للطائفة فلا مشكلة ستقع..
قرار آخر تم اخذه هو عمل فرع جديد في الطائفة، فرع لجنس العمالقة، حيث سيتم تجنيد كل من يرغبون من عمالقة سواءً من مواطني ارض البرق، أو أي مكان اخر، و سيتم إعطاء أولائك العمالقة تقنيات، و قوانين نظام الطاقة الداخلي ليختاروا منه، لكن بعد أن يقسموا على اللوح طبعاً.
قرر روبين أيضاً السماح لأرض البرق، و أي قبيلة أخرى تابعة له بإنشاء فرق قوات خاصة يتم فيها تدريب العمالقة على نظام الطاقة الداخلي بالإضافة إلى الأوشام -بالطبع سيكون عليهم شراء ألواح قسم ايضاً، و إرغامهم جميعاً على أخذ قسَم مشدد- لكن قوة فرقة كهذه مدعومة بالأسلحة الألهية… أصابت اقدام ثاندور بالهوان عندما فكر في الأمر.
قرارات روبين المفاجأة صدمت كل أعوانه، كل واحد فيهم كان يكفي لرفع قوتهم بضع مرات!
و هذا بالفعل ما حدث، ففي خلال السنوات القليلة التالية، خريطة المنطقة الشرقية من الكوكب بدأت تتغير بالكامل…
بعد غزو كامل أراضي قبيلة القوة، و تدمير العائلة الحاكمة و تفكيك الجيش – او إطعامهم للعفاريت إن صح التعبير- و التخلص من كل أنواع المقاومة، عادت قوات طائفة إتحاد نيهاري لصحراء الموت مجدداً، و تقدم فيلقين عاديين من جيش قبيلة البرق لإستلام الأرضي، و وضعها تحت حمايتهم.
و تسربت أخبار في ارض قبيلة القوة، و كل القبائل المجاورة أن قبيلة البرق فقدت الكثير من القوات في الحرب، و ان معظم قواتهم تم تركيزهم في ارض قبيلة المياة التي قاموا بإحتلالها ايضاً، و ان ارض قبيلة القوة الآن أصبحت لقمة سائغة.
و بسرعة إلتقطت المصيدة صيداً جديداً.. إحدى القبائل الحدودية مع قبيلة القوة أرسلت قوات لمهاجمة فيالق قبيلة البرق الضعيفة هناك، و بالفعل دحروهم، و احتلوا ارض قبيلة القوة بسهولة.
لكنهم لم يدروا ان هذه بداية اللعنة.. جيش ضخم زحف نحوهم مجدداً دمر كل قوات تلك القبيلة في أرض البرق ثم تقدم نحو اراضيهم، و بدأت حرب -دفاعية – جديدة على بُعد عشرات آلاف الكيلومترات من عاصمة البرق!
اما على الجبهة الأخرى فقبيلة النار ما تزال في حرب ضد حلف من ثلاث قبائل حدودية في نفس الوقت!
أعداد جيوش القبائل الثلاث كانت أكبر بكثير، و لأنهم يهاجموا في نفس الوقت لم يكن لدى قبيلة النار طريقة لصدهم جميعاً دفعة واحدة… لكنهم لم يكونوا بحاجة لذلك!
بدلاً من الدفاع إختارت قبيلة النار الهجوم بضراوة!
مدعوم بكميات كبيرة من العتاد الإلهي، و المطيات، و حتى قوات خاصة تستعمل نظام الطاقة الداخلي الأن، كلما إختارت القبائل الثلاثة الهجوم كان ينشر زعيم قبيلة النار قوات عادية للدفاع عن العاصمة فقط بينما يرسل أقوى قوات لديه للإلتفاف حولهم ومهاجمة أرضيهم التي تقع خلفهم!
رويداً رويداً بدأت كل قبيلة تقلق على نفسها ركزوا على الدفاع عن أنفسهم، و كان هذا ما إرادته قبيلة النار تماماً.. حجم أراضي القبيلة بدأت تزداد، بإتجاه الغرب، و الشمال كالنار التي تأكل حقول القصب.
إستمرت الطائفة بإرسال المزيد من الدعم بالأسلحة، و الرجال، و حتى جزء من فيلق الدراكو، حتى في النهاية تم إخضاع القبائل الثلاث بالكامل!
في العام رقم 18 منذ وصول روبين لنيهاري، تمت السيطرة بالكامل على ثُلث المنطقة الشرقية من الكوكب.