لم يهدأ الجميع إلا عندما ظهر ثاندور، و معه جابا لإستقبال الفيلق بأنفسهم، و أعلنوا أنهم قوات صديقة، و أنهم موجودين لعمل تدريبات مشتركة مع الفرق الخاصة من جيش قبيلة البرق أمام أسوار العاصمة مباشرةً للترفية عن السكان.
فيلق عظاءات النار الخاص قام حرفياً بتدمير قوات قبيلة البرق الخاصة في كل منافسة خاضوها، لم ترق أي دماء لكن كل العملاقة تمنوا أنهم ماتوا قبل يهزموا بهذا الشكل…
فقوات فيلق عظاءات النار هم الإرهابيين السابقين الذين كانوا يحملون أوشام بالفعل، و لديهم قوة جسدية كبيرة، و خبرة عالية، هذا بالإضافة إلى نظام الطاقة الداخلي الذي وصلوا به لمستوى قديس، حتى بدون أسلحتهم الإلهية، و مطياتهم المرعبة كانت لديهم أفضلية ساحقة!!
ثاندور في سره كان يدعو أن تنشق الأرض، و تبلعه، و هو يشاهد كل *المنافسات* التي تجري من فوق السور، الأن فقط بدأ يفهم لماذا دعم جابا هذا التحالف بكل قوته.
أما سكان عاصمة قبيلة البرق.. فالنظرة الدنيوية التي كانت لديهم إتجاه طائفة اتحاد نيهاري، و إتجاه الكائنات الثانوية ككل بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً مع كل نهاية مبارزة، و بدأ نوع من الخوف الدفين يتسرب إلى قلوبهم…
و هذا ما أراده روبين بالضبط عندما قدم هذا الطلب، ان يبدأ العمالقة برؤية بقية الأجناس على أنهم مساويين لهم على الاقل.
بعد نهاية المباريات التدريبية جاء تالون تينبريس، و أصحابه يشككون في نزاهة ما حدث، و طلبوا المشاركة ايضاً لتنظيف إسم العمالقة من العار الذي ألحقه بهم جيش ثاندور المخزي.. لكنهم سرعان ما تعرضوا للتنمر، و الضرب من قِبل فيلق عظاءات التنمر، حتى ان واحد منهم قد قُتل *بدون قصد.*
سرعان ما انتهت التدريبات المشتركة التي إستمرت اسبوع واحد فقط خارج أسوار عاصمة قبيلة البرق، لكن أثرها سوف يستمر طويلاً جداً…
بعد ذلك اليوم تم إعلان أن كل المستعمرات في أرض البرق أصبحت تحت حماية تحالف إتحاد نيهاري!
فرض الحماية على منطقة داخل أراضي شخص آخر تعتبر إهانة شديدة، لكن لم يخرج أحد للإعتراض هذه المرة، حتى تينبريس لم يكن لديه شيئ ليقوله بعد مشاهدة قوة هذا الخصم الذي ظهر من العدم.. كل العمالقة إبتلعوها و صمتوا.
من مناداة ثاندور بالجبان إلى الشعور بحكمته، من المطالبة بإعادة إخضاع الكائنات المتدنية إلى رعب مُطلق.. كل العمالقة في قبيلة البرق عاشوا ينظرون بإتجاه صحراء الموت، و كأنها خنجر موضوع في ظهورهم.
لكن هذا لم يستمر طويلاً، فبعدها مباشرةً أعلنت طائفة إتحاد نيهاري عن إفتتاح عدة نقاط بيع العتاد الإلهي في كل أنحاء قبيلة البرق بأسعار جيدة!
ثم أماكن أخرى لبيع شتى أنواع الفواكه، و النباتات، والأعشاب التي كانت ذات يوم نادرة!
ثاندور أيضاً شوهد كثيراً مؤخراً مع بشر، و بعثات من الكائنات الذكية يتضاحكون في شوارع العاصمة.. حتى أنه شوهد يمشي مع عفريت بقوة تنين متوسط!
العفريت الذي عرفوا لاحقاً انه ملك العفاريت لم يبدو سعيداً جداً بلقاءه بثاندور، و بدى أنه يريد إقتلاع رقبته طوال الوقت، لكن في النهاية تدخل إنسان أطول قليلاً من المعتاد، و تمكن من تهدئة الوضع، قبل أن يغادر ملك العفاريت راضياً بإبتسامة خفيفة على وجهه..
كل هذه الأشياء كانت لتنصب ثاندور خائناً في الماضي، لكن بعد رؤية قوة طائفة إتحاد نيهاري، و رؤية الأسلحة، و النباتات النادرة التي يمكنهم توفيرها لهم، العمالقة بدأوا يشعرون بالإمتنان نحو ثاندور على ما يفعله..
و شيئاً فشيئاً بدأت الكفة تُعدل.. الإطمئنان بدأ يملئ قلوب العمالقة المرعوبة، و بدأوا يتكيفون مع معاملة الكائنات الذكية الأخرى بشكل أفضل، و النظر لهم على أنهم متساويين.
للوصول لهذه النقطة، إستغرق الجميع 6 أشهر كاملة…
————————————
داخل قصر زعيم قبيلة البرق—.
” قبيلة المياة، و قبيلة القوة تشنان هجمات ضدنا من إتجاهين مختلفين، قبيلة المياة كانت تحاول منذ زمن إثارة إحدى القبائل القريبة ضدنا، و قد نجحوا أخيراً بسبب تعاوننا معكم، قبيلة القوة تحولت من شريك تجاري مهم لنا إلى عدو بين ليلة، و ضحاها.. ألديك أراء بخصوص هذا؟” اشار ثاندور للخريطة أمامه، و تكلم.
حول الخريطة كان يقف أيضاً جابا، أورزون ممثل طائفة اتحاد نيهاري، مورين *ملك العفاريت داخل ارض قبيلة البرق*، أمون الذي أصبح بقوة شامان عالي المستوى، و روبين…
“قبيلة القوة..” قبض أورزون يديه، و بدأ يصر على أسنانه، لكل الأجناس غير العمالقة ثأر عميق ضدهم بعد الجرائم التي يرتكبونها في حقهم منذ آلاف السنين.
نظر روبين بطرف عينه نحو أورزون، ثم تكلم ثاندور. ” أعتقد انه يمكنك التكفل بقبيلة المياة وحدك صحيح؟ انت فزت عليهم أكثر من مرة بالفعل عندما كان لديك 10 الاف سلاح إلهي، أما الآن أصبح لديك مؤخراً 20 الف عتاد إلهي مختلف.. هل يمكنك الإنتهاء منهم مرة، و إلى الأبد؟”
” أنهم قبيلة كانوا موجودين منذ الإنفصال بعد مختار السماء الأول! أتعتقد ان القضاء عليهم سهل؟ الـ 20 الف سلاح إلهي ستضمن لنا التفوق في المعارك الصغيرة، و المناوشات، لكن بحدود، ربما نتمكن من أخذ ربع أراضيهم مثلاً لو ضغطنا بشدة، لكن ليس اكثر..” هز ثاندور رأسه، و أومئ جابا.. كجينرال هو رأى المعارك بنفسه، و يعرف آخرهم.
“ماذا ينقصك لتقضي على العائلة الحاكمة هناك بالكامل، و تضم سُكانهم لك؟” سأل روبين مباشرةً.