” تعال.. تعال تفضل من هنا..” فتح جابا باب مكتب زعيم قبيلة البرق، ثم نظر خلفه، و بدأ يتكلم بأدب، و إنحناءة خفيفة.
“هممم؟” ثاندور الذي كان ينظر نحو النافذة ليتابع مدينته إلتفت، و حواجبه معقودة، و نظر نحو الباب بترقب واضح، من في كل أراضي البرق يستحق أن يُعامله إبنه بهذا الشكل؟ هو لا يعامله هو بهذا الإحترام!!
بعد ثوانٍ دخل بشري أطول بقليل من المعتاد واضعاً يداه وراء ظهره، بمشية ثابتة، و عضلات ظاهرة من تحت ملابسه تحرك ببطئ حتى، وصل لأحد الكراسي في الغرفة، و جلس واضعاً يداه فوق فخذيه.
” بحق الـ..؟!” حواجب ثاندور غرقت أكثر عندما رأى هذا البشري الوقح، ثم عاد للنظر نحو جابا مستغرباً بعدها بدى، و كأنه فهم شيئاً، و بدأ يضحك بصوت عالٍ. ” اهااا هاهاها أرى أنه اصبح لديك حس دعابة جيد، كدت تخدعني هذه المرة! هاها”
” أبي..! ارجوك أظهر بعض الإحترام لمُعلمي.” تكلم جابا، و ذهب ليقف وراء كرسي روبين.
” إيه..؟” عاد ثاندور للنظر نحو روبين من الأعلى لأسفل، “من هذا بالضبط؟ انت اشتريت له وشم تقوية الجسد من الدرجة الثانية؟ ما الذي تفكر فيه..؟”
” ابي أرجوك أجلس قليلاً ، أنها قصة طويلة سأحكيها لك فيما بعد، حالياً مُعلمي طلب أن يقابلك ليتحدث معك بخصوص شيئ..” أشار جابا نحو الكرسي أمام روبين.
إستغراب ثاندور إشتد، لكنه جلس مكانه على أي حال، و نظر نحو روبين بإستهزاء. “تفضل، و تكلم يا.. مُعلم إبني.”
” اريد إعترافاً رسمياً من قبيلة البرق بحق تواجد طائفة إتحاد نيهاري، و اريد إتفاقية تجارة، و دفاع مشترك ايضاً.” تكلم روبين بدون مشاعر.
” ألا تريد قطعة لحم من فخذ وحش السهول ايضاً؟ انها لذيذة مع بعض النبيذ..” أومئ ثاندور، و هو رافع حاجبيه، واضح انه كان ما يزال يسخر.
” حسناً، انا حاولت.” وقف روبين، و إلتفت ليخرج من المكتب.
“مهلاً!! ارجوك أجلس هو ما يزال غير مدرك لما يحدث بعد.” لكن جابا وقف في طريقه هلعاً، ثم نظر نحو والده. ” ألا يمكنك أن تتصرف بحكمة لمرة واحدة في حياتك اللعينة؟ أخبرتك أن هذا الأمر جدي!!”
” ما هو الجدي؟ وما هى طائفة الـ.. اياً يكن، هذه؟ جابا، لو كنت جئت لتمزح فسأجلك تندم على هذا!!” بدى ثاندور منزعجاً حقاً بعدما كلمه إبنه بهذا الشكل.
” طائفة إتحاد نيهاري هى قوة جديدة نشأت في صحراء الموت، مُعلمي هو رئيسهم، أرجوك إستمع لما يقوله، و انا أشهد على كل كلمة تُقال!” وضع جابا يده على صدره.
” صحراء الموت؟ ما الذي…؟!” بدت الحيرة الشديدة على وجه ثاندور.
تكلم جابت، وهو ينظر نحو روبين. ” ارجوك اجلس.. لو إستمر بنفس الطريقة مجدداً يمكنك المغادرة.”
“تشة..” جلس روبين مجدداً ممتعضاً، و نظر نحو ثاندور. ” هيه~ مقابل موافقك على ما أخبرتك به سيتم إمدادك بالمزيد من السلاح الإلهي، و سيكون لقبيلة البرق مكانة خاصة كأول من إعترف بالطائفة، كما أننا سنسحق قبيلة المياة من أجلك، و نساعدك في أي حرب أخرى. مع انها أسلحتنا، و نحن سنقوم بمعظم العمل، إلا اني سأعطيك نصف الغنائم من كل حرب من اجل جابا.”
*كرررنش*
ثاندور قبض يده لدرجة أنها بدأت تحدث اصواتاً، لقد أراد حقاً الوقوف، و تحطيم رأس هذا الكائن المتدني، لكنه كبح نفسه بالكاد، و نظر لجابا. ” أما يقوله هذا الشيئ المتعجرف حقيقي؟ هل هم من يصنعون الأسلحة الإلهية؟”
“اجل، مُعلمي هو من صنعهم، و درب صناع أسلحة اخرين، و يمكنه فعل أكثر من هذا بكثير..” رد جابا بسرعة.
عاد ثاندور للنظر نحو روبين بإبتسامة على وجهه. ” و إن رفضت؟”
” لا مشكلة ابداً، كرماً لجابا لن أفكر في مهاجمة أرض البرق، هجمات الجماعات الإرهابية، و تصرفات العفاريت الغريبة ستتوقف ايضاً، ستعيش في أرضك الصغيرة للأبد في خير، و سلام.. لكني سأخذ كل الكائنات الثانوية في اراضيك، لا تقلق سأعطيك سعراً جيداً مقابلهم..” تكلم روبين.
” تهاجم أرض البرق؟ الجماعات الإرهابية؟ العفاريت.. شراء كل الكائنات الذكية؟ ….لحظة، أتقصد بالمال الذي أخذته مني مقابل الأسلحة الإلهية..؟!” تكلم ثاندور بغيظ، ثم نظر نحو جابا، و صرخ. ” كنت أعطيك كل ما لدينا في الخزينة ظناً مني إنك انت من تستفيد به، لكنك كنت تعطيه لمنظمة خبيثة كهذه؟ تضعني انا في موقف كريه كهذا؟ يا فرحتي بك!!”
” ما الذي تقصده بمنظمة خبيثة يا أبي؟ لقد عرض عليك اتفاقات تجارية، و مساعدتك في الحروب إن وافقت، حتى لو رفضت ستتوقف هجمات الجماعات الارهابية التي نعاني منها منذ آلاف السنين، و سترجع لك كل اموالك، ماذا لديك لتخسره في كلتا الحالتين؟ لكن ارجوك.. ارجوك وافق، هذه فرصة لن تُعوض لو ذهبت.” بدى جابا، و كأنه على وشك الركوع، و ترجي والده.
أصر ثاندور على اسنانه، و نظر في الارض لبرهة، ثم عاد لينظر في أعين روبين نصف الميتة..
اياً يكن جنس الشخص الذي أعاد صنع الأسلحة الإلهية، و الشخص الذي روض غرور جابا لهذه الدرجة.. فهو بالتأكيد ليس عادي.
