أكاديمية النقوش الإلهية المركزية– عاصمة قبيلة البرق– بعد يومين.
” توقف عندك! ما الذي تظن أنك….. هل انت روبين؟!” أحد الحراس توجه لإيقاف بشري على وشك دخول الأكاديمية، لكن صُدم عندما اقترب قليلاً منه.
” إنن، رجاءً أخبروا السيد جابا إني هنا الأن…” أومئ روبين، ثم أكمل طريه نحو القاعة بصعوبة شديدة تحت نظرات ذهول من كل الحراس.
” بسرعة.. أخبروا الجينرال جابا بسرعة!!”
================
بعد نصف يوم…
” مُعلمي!!” فُتح باب قاعة التدريب بـ *بااام*. و دخل عملاق يصرخ بهياج…
” انا هنا…” رفع روبين يده للأعلى، و هو ممدد على الارض بدون أن ينظر نحو العملاق الذي دخل.
* باا باا باا*
ركض جابا نحو روبين كالمجنون، و بدأ يتفحصه بحسه الروحي. ” هذا.. هذا…”
جسد روبين كان ملفوف بالضمادات بالكامل كالمومياء، لكنه بحسه الروحي تمكن جابا من تفحص حالة جسده بسهولة.
أصابع مسحوقة، جلود محروق، و منزوع، عضلات ممزقة من البرق، عظم مكسور.. جابا رأى في حياته الكثير من الجثث، لكن لم يرى واحدة متضررة بهذا الشكل!
“من.. من فعل بك هذا؟ أقسم اني سأجعله يندم انه وُلد!!!” صرخ جابا عندما رأى هذا، شعر أن صدره يكاد ينشطر، كانت مُهمته أن يحمي هذا الشخص الذي اختارته السماء، و الشخص الذي اختاره ليكون تلميذاً.. لكنه ترك كل هذا يحدث له، و في نهاية لم يكن هو حتى من انقذه!
” لا داعي للتفكير في الأمر.. كل شيئ بخير الأن.. انا فقط أريد أن انام قليلاً..” تمتم روبين بصوت منخفض، بعدما عالج نفسه بما يكفي ليقف على قدمه قرر العودة فوراً للأكاديمية حتى تتوقف حملة جابا، و الطائفة الهائلة قبل ان يُكشف أمرهم، لكنه ما يزال أمامه الكثير ل يتعافى مما حدث له، جسدياً، و نفسياً…
“ارجوك أخبرني بمن فعلها، ولا تحمل هماً، يمكنك أن تنم كما تشاء بعدها!” ألح جابا مجدداً، أراد ان يضع يده على كتف روبين، و هو يتكلم، لكنه سحبها مجدداً في منتصف الطريق، أي لمسة على هذا الجسد بالتأكيد ستسبب له الألم الأن..
” ألم يخبرك سيدي ان تتركه ينام؟ أغرب إذاً!” صوت صدى من الجزء المظلم من القاعة، ثم خرج ببطئ عملاق يبدو شديد البأس، في منتصف العمر، مُضفر لحيته الطويلة، و أطلق هالته بالكامل بإتجاه جابا.
” تنين عالي المستوى؟ انت… أوغاس!!!” وقف جابا، و اخذ خطوتين للوراء.
فتح روبين إحدى عينيه عندما سمع هذا. ” أتعرفه؟”
” بالطبع، انه أخ زعيم عشيرة النار الهارب!!” تكلم جابا، و هو يجز على أسنانه. ” قبيلة النار قوية، لكنها محاطة بالأعداء من كل جهة، و لهذا قام بإحراق الأراضي بيننا حتى يخفضوا عدد الأعداء المحتملين، لكن ما يزال لهم 3 قبائل على حدودهم، و كلهم اعداء.. قبيلة النار أصبحت اضعف بمرور الوقت، و بدأوا بخسارة الاراضي، و مصادر المياه واحدة وراء الأخرى بسبب كثرة الجبهات، حتى جائت فترة كانت قبيلة النار أضعف من الثلاث قبائل الاخرى بشكل فردي.
حتى قرر أوغاس التسلل لعقر ديار أعداءه، و مهاجمة مدنهم من الداخل مع حفنة من رجاله.. الاضرار التي تسبب بها بتلك الحيلة الغير شريفة كانت ثقيلة جداً لدرجة أنها جعلت قبيلة النار أقوى فردياً من الثلاث قبائل الاخرى، لكن هددت القبائل الثلاث بالإتحاد لمسح قبيلة النار من الوجود، عندها أعلن زعيم قبيلة النار انه لم يكن له علم بما حدث، و انه يتبرأ من اوغاس.. و منذ وقتها، و هو هارب…”
” لم تخبرني عن هذا يا اوغاس…” تكلم روبين بصوت ضعيف.
نظرة اوغاس الحادة تحولت للطف، و نظر نحو روبين. ” أنها مجرد هوية قديمة بدون وزن يا سيدي، لم أرد أن اضيع وقتك الثمين بها.”
“سيدك؟!” أخذ جابا ينظر نحو روبين، ثم نحو اوغاس بغرابة.
“حسناً، يمكنك ان تذهب الأن طالما تلميذي قد وصل.. عندما أحتاجك سأتواصل معك بواسطة طلسم الصوت..” تكلم روبين.
“حاضر سيدي.” أعطى اوغاس انحناءة خفيفة، ثم اختفى..
جابا أقترب من روبين مجدداً، و ركع بجواره. ” كيف حدث هذا..؟ أهو من انقذك من منظمة سلمندر النار؟”
إبتسم روبين إبتسامة خفيفة، لكنها كانت كافية بفتح أحد الجروح في وجهه، و نزول بعض الدماء. ” كيف عرفت انهم من أختطفوني؟”
” بعد كسب الحرب، و إستعادة الاراضي التي أخذتهامنا قبيلة المياة سابقاً أصبح لحزب أبي مكانة شديدة الثبات، و القوة، إستخدمت نفوذه، و مكانتي كجينرال لتفتيش كل أحزاب المعارضة، و أعدائنا فلم اجد شيئاً، قما أيضاً بتدمير عدة منظمات إرهابية تابعة للعمالقة، و لم نجد لك اثراً، حتى بعد مساعدة الطائفة، و جنس العفاريت لم نجد اثراً، و كأن الارض إنشقت، و إبتلعتك.. الوحيدين القادرين على فعل شيئ كهذا هم منظمة سلمندر النار، ولا أحد غيرهم!” تكلم جابا بلا توقف.
” ذكي… لكن اوغاس لم ينقذني منهم، انه زعيم سلمندر النار شخصياً..” تمتم روبين.
“ما- ماذا؟!” وقف جابا، و نظر نحو المكان الذي إختفى منه اوغاس بغضب، لكنه تذكر كيف عامل روبين قبل قليل. ” ما الذي يحدث هنا بالضبط؟!”
” سأخبرك فيما بعد.. المهم أوقف كل العمليات ضدهم.. سلمندر النار أصبحوا في صفنا الأن بشكل قاطع.. و الأن اتركني انام .. انا متعب.. قليلاً…”