بعد اسبوعين–
*كرااك*
“ااااااااااااااه!!!”
” هاهاها هذا ممتع جداً!”
*كراااااك*
“ااااااااااااااااااااااااااااااه!!”
لم يتردد السجانين للحظة واحدة في تنفيذ الأوامر عندما انتهى الاسبوع الأول من المُهلة، حتى مع انه كان واضح أن روبين يكتب لهم ما يريدونه.. في نهاية كل يوم تتم مقاطعة روبين لمدة ساعتين لجلده، او تدمير جسده بالصواعق، أو حتى سكب السوائل المغلية عليه…
قدرته على الشفاء كانت نعمة، و نقمة عليه.. فهى من ابقته قادر على الإمساك بالقلم، و الكتابة كل يوم بعدما تنتهي حصة التعذيب، لكنها ايضاً أفرحت العملاقين اللذان تابعا تعذيبه بأشد الطرق بدون الخوف من موته
مر اسبوعان آخران.. فثلاثة…
بدأ صبر زعيم أولائك العملاقة ينفد ، ليس لأنه يشك ان روبين يحاول كسب الوقت، او شيئ كهذا، فهذا مستحيل نظراً لما يحدث فيه يومياً، لكن بسبب غباء هذا البشري!
فكيف لكتابة تقنية ان تستغرق كل هذا؟ لكنه صبر نفسه انه مجرد جنس متدني، و هذا شيئ منتظر منه.. لكنه على أي حال أمر بزيادة حصة التعذيب لـ 4 ساعات يومياً بدلاً من إثنتين فقط حتى *يحفز* البشري قليلاً.
بعد مرور شهران….
” هل انت جاهز لحصة اليوم يا جميل؟ هاهاها.” دخل العملاقان في نفس الموعد من كل يوم بضحكاتهما المعتادة.
عندما سمع روبين هذا الصوت الكريه أوقف قلمه الذي كان يهتز بين يديه، ثم بصعوبة أغلق الكتاب، و وضعه جانباً حتى لا يتلطخ بالدماء، و نظر نحو العملاقين، ” مستعد…”
“جيد! هاهاها.” تقدم أحدهما فجذب روبين من قدميه، و قام بتعليقه رأساً على عقب كالعادة، و الإبتسامة بادية عليه من الأذن للأذن.
روبين نظر نحوه بعينيه المنكسرين، و تكلم بصوت شديد الخشونة بسبب تضرر حباله الصوتية من السوائل المغلية التي أجبر على إبتلاعها. ” تبدو سعيداً اليوم.. أكثر من العادة.. هل فكرت في طريقة تعذيب جديدة؟”
“هاهاها بل سيدك هو من يضحكني!!” ضحك العملاق بصوت عالٍ.
” سيدي؟ … تقصد جابا؟” سأل روبين معقد الحاجبين.
ضحك العملاق بصوت عالٍ مجدداً، و تحرك للجانب ليجلب السوط، ثم تكلم. ” اجل! منذ عاد ذلك الأحمق من الحرب، و هو يبحث عنك كالمجنون، حتى أنه جلب الكثير من الأجناس الثانوية، و حتى قام بتحريك فرقة حفظة السلام لمساعدته في البحث، يبدو أنه لا يريدك أن تفشي اسراره، لكن هيهات هاهاهاها مستحيل ان يصلوا لك هنا!!”
*كرااااك*
“اررررغغغ.. هاا.. هاا.. الكثير من الاجناس الثانوية؟ انهم الطائفة بالتأكيد..” تمتم روبين بعدما تلقى الضربة.
” أرفع صوتك حتى اسمعك أيها البشري!”
*كراااااك*
“اااااااااااااااااااااااه!! هااا.. هاا..” كل ضربة تنزل من هذا العملاق في قمة نطاق الشامان تنزع الجلد، و بعضاً من اللحم تحتها، في نهاية كل حصة تعذيب من هذا النوع تظهر بضع فقرات من عمود روبين الفقري!
*كراااك!*
*كراااااك!!*
*كرااااااااك!!!*
بعد 4 ساعات—
*باااا*
“هووف.. هووف.. هووف..”
كيس من اللحم، و الدم.. هذا هو افضل وصف ممكن لروبين حالياً..
قانون الحياة، و وشم تقوية الجسد الإلهي من الدرجة الأولى يبقيانه حياً، لكن الإصابات تتراكم يومياً بشكل بشع، لم تبقى قطعة جلد واحدة على جسده إلا نُزعت أو قُطعت، او حُرقت..
تم تركيز وشم تقوية الجسد الإلهي بشكل مباشر على تحويل الطاقة التي يمتصها تلقائياً إلى طاقة علاجية، فلم يستفد روبين منه بالشكل المخطط له خلال الفترة الماضية، لكن مع ذلك بنية روبين الجسدية أصبحت اقوى بشكل ملحوظ، و عضلاته بدأت ترتسم.. لو تم مقارنة قوته الجسدية وحدها بمستويات مستخدي الطاقة الداخلية، فهو حالياً في المستوى الرابع تقريباً من القوة الجسدية!
روحه أصبحت أقوى منذ جاء لهذا المكان، و أقوى بشكل مخيف ايضاً…
لكن اكثر شيئ ملحوظ هو عيناه الجافتان حالياً، فـ خلال أول اسبوعان كان يسيل الدمع تلقائياً من عينيه، سواءً من شدة الألم، او الشعور بالإهانة، و الضعف… لكن ليس الأن..
إحدى عينيه متورمة، و مُغلقة بالكامل، و الثانية نصف مفتوحة، و شديدة الحَمار.. لكن عينه كانت مُركزة بدون قطرة دمع واحدة.
“هووو..” أخرج روبين زفيراً طويلاً. ” سحقاً.. لا يمكن السماح بفضح.. تواجد الطائفة في وقت مبكر كهذا.. لا يمكنني البقاء هنا اكثر.. علي تسريع بحثي.. علي تسريع…….”
سقط روبين على جانبه مغشياً عليه، من شدة الألم، و الإرهاق لم يحتمل عقله البقاء يقظاً اكثر.. و هذا يحصل كل يوم في الحقيقة.
سيبقى على هذا الحال، و يعتمد على وشم تقوية الجسد الإلهي لإستعادة شيئاً من قوته خلال الـ 6 ساعات القادمة، بعدها سوف يستيقظ، و يأخذ 10 ساعات أخرى لمعالجة نفسه بقانون الحياة بما يكفي ليُحرك يداه، و يكتب.. و البضع ساعات القليلة المتبقية من اليوم ستكون من اجل البحث.
بعد عشرة ايام—
دخل العملاقات بوجه جاد غير كل مرة، ” صبرنا كاد ينفد، من اليوم ستزيد حصتك لـ 6 ساعات!!”
” ماذا..؟ لا.. لا!! كيف يمكنني أن اكتب أي شيئ.. بهذا الشكل؟” صُدم روبين مما سمعه، ساعتين من التعذيب اليومي كانا كافيين لإفقاده صوابه، و 4 ساعات كانا كافيين لوضعه على حافة الموت!
” هذه مشكلتك انت!” *سووووش*
“اااااااااااااااااااه!!!”
بعد شهرين آخران—
*صرير*
” اليوم ستزيد الحصة لـ 8 ساعات!” دخل العملاقان كما كل مرة عابسين، لكن تبدو عليهما الإثارة، هذه أمتع ساعات في اليوم كله بالنسبة لهما!
لكن لسببٍ ما كل يوم يزدادان عبوساً
“اريد رؤية.. زعيمكم! لقد أنهيت.. ما تريدون!!!” رفع روبين الكتاب للأعلى، و صاح.
“هممم؟” نظر الإثنان لبعضهما، ثم قال أحدهما منزعجاً.” هات الكتاب، سأذهب لأوصله للزعيم.”
“لا! هنالك تعليمات… و أشياء يجب ان يسمعها مني طول تدريبه.. ولا استطيع كتابتها.. حتى لو اردت.. يجب ان يأتي هنا.” إحتضن روبين الكتاب، و تكلم.
“تسك~” إلتف احد العملاقان، و غادر.
بعد ساعة…
دخل العملاق الذي يلقبه البقية بالزعيم، جلب معه نفس الكرسي من الخارج، و جلس عليه أمام روبين المُلقى أرضاً. ” سمعت أنك أنهيت تقنيتي؟ جيد.. لكن لماذا طلبت استدعاء حضرتي إلى هنا أيها البشري؟”
مد روبين يده بالكتاب. ” تفضل إقرأها.. ستقابلك أشياء لن تفهمها، و انا سأوضح لك كل شيئ.. انا فقط لا اريد ان أُعذب مجدداً..”
“هاهاها جيد، كلب مطيع!” أخذ ذلك الزعيم الكتابة، و قلَب في صفحاته بسرعة، فوجد أن أقل من ربعه تقريباً فقط مملوء بالكتابة القابل للقراءة، و الباقي طلاسم، و شخابيط، لكنه في النهاية لم يهتم بتلك الطلاسم، و بدأ يقرأ التقنية القابلة للقراءة بصمت..
بعد 3 ساعات—
أغلق الزعيم الكتاب بعدما انتهى من قراءة كل شيئ، لم يسأل مرة واحدة عن مشكلة واجهته طوال الساعات الثلاث، بعدها اكتفى بالنظر نحو روبين بنظرة كلها إستغراب…
سأل روبين بصوته الخشن، و هو ناظر نحو الأرض. ” هل تعتقد ان التقنية جيدة؟”
“بالطبع” أومئ العملاق بلا تردد.
إبتسم روبين، و نظر للأعلى. “هل تعتقد انه.. يمكنك قتل هذين السجانين من أجلي؟”
“….بالطبع.”