*تاااااش*
“ااه!! هاا.. هاا.. هاا..”
فتح روبين عينه أخيراً، وأخذ يلهث بعدما شعر بماء شديد البرودة يرتطم بوجهه، ثم بدأ ينظر حوله بفزع، وجد نفسه في غرفة مظلمة مغلقة، و أن كل شيئ مقلوب رأساً على عقب، حتى هنالك بضع عمالقة أمامه كانوا يقفون رأساً على عقب!
“هاا.. هووو…” بعد حوالي ثانيتين إستعاد روبين تركيزه اخيراً، و أدرك انه هو المقلوب، قدماه مربوطتين بسلاسل في السقف، و رأسه لأسفل، و عارٍ تماماً. ” اين.. اين انا؟!”
” اهلاً، اهلاً، بفأر جابا البشري، كنت أتوق إلى ان استضيفك منذ زمن.” صوت جاء من العملاق الجالس في المنتصف أمامه.
المكان كان مظلم للغاية فلم يستطع روبين تحديد رؤية ملامحه، لكن هالته، و حالته الجسدية توحي أنه أقوى من ملك العفاريت.. هذا الشخص في قمة منتصف نطاق تنين، أو حتى تنين عالي المستوى!!
” من انت؟ لماذا انا هنا؟ ما الذي تريدونه مني بحق الجحيم؟!” سأل روبين بتخوف، الان بدأت بعض الذكريات تعود له، 3 عمالقة في قمة مستوى شامان أفقدوه الوعي سابقاً، لابد أنهم من اقتادوه إلى هنا.
أشار الشخص الجالس لأحد العملاقين الآخرين في الغرفة فتحرك نحو روبين، ثم أمسك بقدمه.
“ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!!.” صرخ روبين بعلو صوته بعدما شعر بموجات من الصواعق تدخل قدمه، و بدأت تتحرك، و تدمر جسده من الداخل.
” ارجو ان تتعلم الكلام بأدب من الأن فصاعدا، لكني سأجيبك على أي حال.. بالنسبة لمن نحن فهذا لا يهمك، أما بالنسبة لما نريد…” إعتدل الشخص الجالس في المنتصف في جلسته، ثم اكمل. “اريد تقنية تواصلك مع العفاريت!!”
” الـ العفاريت.. انا.. لا اعرف عن ماذا تتكلم..” إستجمع روبين بعضاً من قوته، و رد بسرعة.
“حقاً؟” رد العملاق بلا مبالاة، و أشار برأسه.
“اااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!” موجهة أخرى من الصواعق الصغيرة دخلت قدم روبين.
ثم عاد ليسند ظهره بالكامل على كُرسيه، و تكلم. ” مر تقريباً ثلاث أعوام منذ وصولك مع جابا للأكاديمية، خلالهم تم رؤيتك تقف مع عفريت أكثر من مرة، أحياناً تسلمه أشياء، و احياناً يعطيك هو شيئ، احياناً تجلسان معاً لتشويا شيئاً، و تأكلانه.. لديك علاقة مميزة معه! إن لم تكن عفريت فأنت بالتأكيد لديك طريقة أخرى للتواصل معه، أم تعتقد ان إستنتاجي غبي؟”
” ما.. ما…؟!” فتح روبين عينيه على مصرعيهما عندما سمع هذا، هو كان مُراقب طوال هذه الفترة، و لم يكن يعلم؟
” لن نتحدث عن تلك العربات المغطاة تدخل لقاعة التدريب داخل الاكاديمية، و تذهب نحو قصر زعيم قبيلة البرق حالياً، ربما لها علاقة بالأسلحة الإلهية التي أغرقت القبيلة مؤخراً؟ سنعرف قريباً بما يكفي هيهي دعنا نركز على الجزء الأهم.. طريقة التواصل مع العفاريت.. أخبرني كل شيئ تعرفه.”
” انا حقاً لا اعرف عن ماذا تتحـ– ااااااااااااااااااااااااه!!!!” المزيد من الصواعق قاطعت روبين، قدمه بدأت تتفحم بالفعل.
” تسك، تسك~ ألا تعرف ان الكذب عادة سيئة؟ أخبرتك أننا نتابعك منذ 3 سنوات، هذا لن يفيدك.. كن مطيع، و تكلم.” هز الشخص الجالس رأسه مبتسماً.
” انا.. انا..” موجة من الهلع بدأت تتسرب لقلب روبين، هو الذي يخطط لكل خطوة يخطوها لم يتخيل للحظة واحدة أن يوضع في موقف كهذا!
تم تجريده من كل الطلاسم الهجومية، و طلاسم التواصل، و غيرها مع باقي ملابسه، ساقاه مربوطين بالسلاسل من الأعلى و يداه، مكبلتان بالسلاسل من الخلف ايضاً، هو لم يبق له شيئ يستطيع الإعتماد عليه للخروج من هنا غير لسانه…
” أنت أنت ماذا؟ يبدو أن لسانك ما يزال عالق، إسمح لي ان اساعدك في فكِه..” أشار الشخص الجالس للعملاق الثالث في الغرفة، فتحرك نحو روبين، و امسك بإصبع قدمه الكبير، ثم *كراااااش.*
“ااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!” روبين كاد يغمي عليه من شدة الألم، لقد سًحق إصبعه بالكامل..
” هاا.. هاا.. جابا.. عندما يعرف جابا..” كالغريق الذي يحاول التعلق بقشة، بدأ روبين يتمتم.
“هاهاها لا تقلق، عندما يعود سأجد فرصة مناسبة لأمسك به، و اربطه بجوارك هنا ليخبرنا المزيد عن تلك الأسلحة الإلهية!” ضحك العملاق الجالس بصوت عالٍ. “انت هنا بمفردك أيها الإنسان، لا عملاق، ولا إنسان، ولا شيطان سيعرف مكانك إلا بإذني، انت ملكي انا! و الأن.. افتح فاهك، وتكلم!”
“….” لم يفتح روبين فمه، ماذا يقول؟! لو أخبره بطريقة التواصل مع العفاريت هل سيتركه في حاله؟ مستحيل.. بل سيطلب المزيد، و المزيد، روبين سيظل هنا للأبد يعمل لصالح ذلك الشخص، و إن لم يستفد منه شيئاً بعد أخباره عن طريقة التواصل مع العفاريت فعلى الارجح هذا سيعجل في موته…
“يبدو أنك ما زلت لا تعي الموقف.” وقف العملاق أخيراً، ثم إستدار، و تحرك نحو باب الزنزانة، ثم تكلم. ” سأعود غداً، خذوا وقتكم، و أفهموه موقفه الحالي.”
“حاضر سيدي.” انحنى العملاقان قليلاً، ثم عادا للنظر نحو روبين بإبتسامة كبيرة على وجيهمها…
“اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه!!!” الصراخ في تلك الزنزانة لم يتوقف لحظة واحدة ذلك اليوم.