28 -الميزان

“اخي الكبير، لماذا اخبرتني ان ابذل اقصى ما بوسعي؟ ردات فعل اولائك المتفرجين لا تنبؤ بخير.. اخشى ان احداث اليوم لن تمر مرور الكرام ” قالها قيصر اثناء سيره وراء روبين

” لا تقلق، كل شئ تحت السيطرة” قال روبين بثبات ” انا اريدك في مهمة اخرى عاجلة”

” ما هى ؟ فقط قلها و اعتبره نُفذ” قال قيصر و صدم صدره بيده

” خذ بيون و إذهب و نظف المنزل رقم 208 ! احرق القاذروات التي لا نحتاجها ، و إن وجدت كنوز او اي شئ ذا قيمة داخله وزعها بينك و بين بيون و البقية.. حان الوقت لتغربوا عن منزلي و تعطوني بعض الهدوء!”

“هاها اليوم سننتقل يا اخي الكبير لا تخف، ارغب برؤية من يمكنه أخذ شئ منا مجدداً!”

لم يمر الكثير قبل ان يصلوا للمنطقة السكنية، لكن عندما إقتربا من منزلهم وجدا شخص واقف امامه و معه عربة تجربها خيول قوية ، لقد كان العم براون ” سيد قيصر، السيدة ميلا تريد لقائك ، رجاءً إتبعني”

لم يرد عليه قيصر و نظر نحو روبين ينتظر ليخبره ما يفعله، حين سمعه ” هيهي السيدة ميلا هى راعيتنا و من واجبنا ان نظهر لها هذا القدر من الاحترام على الاقل.. هيا سنذهب، بيون.. انت قم بالمهمة بمفردك” ثم اشار لبيون لينصرف بإتجاه المنزل 208 بينما وقف هو و خلف قيصر يبتسم نحو العم براون

إستغرب العمل براون مما يراه.. الدعوة كانت موجهة بشكل صريح لقيصر فقط، لكن كبح نفسه من قول شئ.. تصرفات قيصر واضحة جداً ” حسناً إذاً.. إركبا العربة، سننطلق الان”

——–

المسافة بين المؤسسة و منزل السيدة ميلا كان عشر دقائق تقريباً، ثم قاد العم روبين الإثنان لنفس القاعة الواسعة، حيث وجدوا فتاة مثيرة، بارعة الجمال تقف في وسطها

” قيصر بورتون.. عندما رأيتك هنا اول مرة حسبتك شخصية هامشية لأخاك، لكن من كان ليظن انك النجم الأول.. تعال، اعتقد انه علينا إعادة تشكيل علاقتنا” قالت ميلا بإبتسامة كبيرة و اشارت نحو المقعد الفارغ امامها مباشرةً

قبل ان يتمكن احد من قول كلمة اخرى فُتح الباب بقوة و دخل رجل قوي البنية ذا هالة تركت الكل يشعر بالإختناق ” هاها ميلا، يبدو انك وجد لنا جوهرة حقيقية هذه المرة”

“اوه، أبي..” قالت ميلا بدون إهتمام

كان هذا جالان برادلي.. الرئيس الحالي لعائلة برادلي و حاكم الدوقية.

مر جالان برادلي بعينه على الحضور سريعاً قبل ان تتوقف على قيصر ثم إبتسم ” هذه الهالة لا يمكنها ان تنتج من مقاتل مستوى ثامن عادي، جيد.. جيد.” ربت جالان على كتف قيصر لمرتين ثم ذهب ليجلس على الكرسي الثاني الرئيسي و اشار لقيصر ان يجلس على الكرسي الثالث و الاخير

لكن لدهشته قيصر لم يستمع لأمره، بل نظر لأخاه بصمت كانت ينتظر ان يخبره ما سيفعله.. كانت هذه المرة الاولى التي يلاحظ جالان وجود روبين في الغرفة.

بينما كان جالان على وشك ان يطلب من العمل براون مرافقة روبين للخارج، فوجئ ان روبين تحرك من تلقاء نفسه و جلس على الكرسي الثالث، بينما قيصر وقف وراءه بصمت

مما أثار حِنق الدوق ” من طلب من الجلوس ؟!”

” يبدو ان لديك سوء تفاهم صغير يا سيادة الدوق، صدقني.. من تريده ان يجلس هنا هو انا و ليس اخي” إبتسم روبين و قال بينما شبك يده

” انا اريد الشاب الذي أظهر موهبة و قوة تجعلانه العبقري الأول للمملكة، أهذا انت؟” إستهزئ الدوق

” كلا.. لكن انا من صنعته.” قال روبين بثقة

” ماذا تقصد بالضبط؟”

“سيادة الدوق، شخص مثلك اكيد لديه اشغال كثيرة لذا دعنا من اللف و الدوران ، السبب الذي دعتنا السيدة ميلا له هنا و السبب الذي جلب حضرتك لنا ، هو ان تجعلوا قيصر يسلم تفاصيل ما أظهره اثناء القتال، صحيح؟”

“هيه~ انت ضعيف لكنك على الاقل لست غبي ، اجل.. انا اريد تلك الشعلة البيضاء ، اياً تكن ما هى.”

” لكنك لن تأخذها.”

“و ماذا تكون انت لتخبرني بما يمكنني او لا يمكنني فعله؟!”

” انا؟ مجرد عالِم مجنون على ما اعتقد.. لكني ايضاً من نسل عائلة بورتون التي تنتسب لدوقية ألتون.”

هنا تدخلت ميلا في الكلام ” عائلتك لا تعرف حتى انكما هنا، لو كانت علاقتكم جيدة فما الذي تفعله عندنا؟”

ضحك جالان بغيظ” ها؟ هاها هل تهددني بعائلة رئيسها بالكاد آيرل ؟ أتدرك الفرق بين دوق و آيرل؟!”

” لأجيب عن تساؤلك انسة ميلا، إسم قيصر بورتون سينتشر كالنار في الهشيم بعدما رأى اكثر من الف شخص ما يمكنه فعله، لا استبعد ان اشخاص من عائلة بورتون قد سمعوا عن بالفعل بينما نحن ننتكلم هنا… و بالنسبة لماذا جئت هنا و لم أنتسب لهم مباشرةً ليس لأنه بيننا ضغائن، بل لأني لا احب فكرة ان اكون تحت رحمة أحد.”

“لكنك تحت رحمتنا الان” ضيقت ميلا اعينها، واضح انها ما زالت لم تفهم

“كلا سيدتي، ربما قبل بضع ساعات كنت لأكون تحت رحمتك، لكن ليس بعد الان.. ليس بعد انتشار اسم قيصر بورتون! و هنا نأتي للرد على تساؤل جلالته سالين.. صحيح سيدي ان ايرل لا يقارن بدوق..

لكن ماذا عن دوق ضد دوق؟ قيصر قد أظهر موهبة كافية تؤهله ليكون حكيم على الاقل، الإعتداء علينا سيكون كالإعتاد على مصدر قوة مستقبلي لدوقية آلتون، هذا سبب اكثر من كافٍ لحرب بين الدوقيات! لو اخذنا خطوة اخرى للأمام.. فدوقية ألتون ستكون معها العدل في صفها و قد تستطيع طلب المساعدة من العائلة الملكية او دوقيات اخرى لفرض عقوبات عليك او حتى إنتهاز الفرصة لسحب اراضي و تضييق سلطاتك.”

“… إذاً انت إستخدمتنا للنجاة من سيطرة عائلتك، و إستخدمت عائلتك حتى…..” الدوق جالان توقف عن هذه النقطة

“صحيح سيدي، انا فقط كنت أضبط كفتي الميزان.”