في اليوم التالي من تفكيك شيفرة سوار النار الإلهي، و إكتشاف طريقة عمله، بدأ روبين فوراً إبتكار نسخته الخاصة من نقوش الأسلحة الإلهية.

لأن الأسلحة الإلهية كانت فن مفقود أساساً، و طريقة رسمه كانت مدفونة تحت أكوام من التشفير، روبين قرر انه ليس بحاجة لنسخ نقوش مختار السماء الثاني كما هى، بل أخذ الاختام، و الاجزاء الأساسية ثم قام ببعض التغييرات، و عمل بعض الإضافات لجعل نقوش الأسلحة الإلهية تلائم اسلوبه اكثر.

و بعد أسبوع واحد من عملية إعادة الهيكلة، بدأ الشغل الحقيقي.

قوة روح روبين التي تزداد كل يوم جعلت رسم النقوش على الأسلحة يبدو سهلاً، فقطعة السلاح الواحدة التي كان يستغرق فيها سيد الأوشام في الماضي أكثر من شهر للإنتهاء منها، أنهاها روبين في بعض ساعات..

بمعدل قطعتين إلى ثلاث يومياً أكمل روبين الرسم بلا توقف إلا للنوم الإضطراري، او للتدريب مع جابا…

سواءً التدرب معه على أفضل طرق للقتال بإستعمال قانون الحقيقة فقط، أو تدريب جابا نفسه على رسم النقوش، و مساعدته على الإنتهاء من دفعة الأسلحة الإلهية الأولى… كل هذا كان يأخذ وقتاً ليس قليلاً كل يوم.

————

بعد شهر واحد…

“جابا، اخيراً عدت إلى عقلك؟” عملاق يبدو في منتصف العمر وقف، و فتح يده على اخرهما مبتسماً إبتسامة كبيرة.

“هاها هنيئاً لنا بعودتك سيد جابا!”

” انه ليوم مليئ بالهناء، و السرور!!”

بعدما دخل جابا الغرفة نظر للأشخاص حوله، ثم تكلم للعملاق في المنتصف بلا مشاعر. ” أيمكننا التكلم بمفردنا؟”

“همم؟ اها حسناً، حسناً..” رد العملاق، ثم أشار لبقية العمالقة حوله بالمغادرة، بعدها أشار نحو الكرسي أمامه ليجلس عليه. ” اعمامك مسرورين برؤيتك لم يكن عليك معاملتهم بهذا البرود.”

” الذين يطيعونك على أسلوبك المنبطح ليسوا أعمامي ولا اعرفهم.” جلس جابا أمام والده، و رد بشكل مباشر.

هز ثاندور رأسه. ” إدارة أرض واسعة يعيش عليها ملايين العمالقة ليس شيئاً يمكن للشباب تخيل مدى صعوبته، حتى الأجناس المتدنية يتطلبون مني توفير الطعام، و الشراب لهم! ليس كل شيئ قتال قتال، كلما إزداد عمرك ستزداد نضجاً، و تعرف إني على حق…”

“قبيلة الماء ليسوا أفضل منا في شيئ! عندهم ملايين العمالقة مثلنا، و عندهم عشرات ملايين الاجناس المتدنية مثلاً، لماذا هم أفضل حالاً منا؟ لماذا يقومون بغزونا؟ لماذا لا نتصدى لهم، و نأخذ ما هو لنا؟ هل سننتظر نجلس اماكننا حتى يضمون كل أراضينا لهم؟” صاح جابا.

“احمق! قبيلة الماء لديهم أكثر من 500 سلاح إلهي، أتدرك ما يعنيه هذا؟ حتى قبيلة النار، و القوة، و غيرهم لديهم الكثير من بقايا الأسلحة الإلهية بينما نحن لدينا أقل من 100، ماذا نفعل بهذا الكم امامهم؟ القوات الخاصة في جيشهم يمكنها أكلنا، و إلقائنا في القمامة لو قامت حرب!” ضرب ثاندور على مقعد كرسيه.

” كنت تمتلكني انا! لو تركتني أجمع، و أقود قوات مستعدين للموت كما أريد كنا سنتخلص من نصف قواتهم الخاصة على الاقل!”

” و اتركك انت، و خيرة رجال القبيلة تموتون؟ لا.. دعهم يأخذون النهر افضل.” نظر ثاندور جانباً، و أحكم إغلاق قبضته.

“انت لم تتغير طوال سنوات غيابي..” هدئ جابا نفسه، و قال.

“….هيه~ أرى انك ما زلت غير موافق على طريقة تسييري للقبيلة، لماذا انت هنا إذاً؟” فرك ثاندور جبهته، و تكلم.

نظر جابا نحو والده لبضع ثوانٍ. ” لو وفرت لك الأسلحة الإلهية التي تنقصك، هل ستعلن الحرب على قبيلة المياة، و تستعيد أراضينا؟”

رفع ثاندور عينه، و نظر نحو جابا في دهشة، و تساؤل.

————-

“هاها تم يا زعيم، أحضرت لك أول أرباحك.” ضحك جابا بصوت عالٍ بعد دخوله قاعة التدريب، و ألقى حقيبة صغيرة لروبين، الذي فتحها بدوره، و وجدها مليئة بالأوراق الذهبية!

“هذا..” دُهش روبين من كمية الأوراق النقدية.

” ذلك العجوز يشعر بالذنب إتجاهي، و عندما أخبرته انه انا من اصنعهم قرر الدفع مقابلهم ببزغ، رائع ها؟” ضحك جابا مجدداً. ” لكننا سنحتاج المزيد من الأسلحة، و الدروع التي تعمل بشكل خاص ضد المياة في الدفعات القادمة..”

” ضد المياة؟ …لو سيدفع بنفس البزغ كل مرة، فإعتمد علي!” إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه روبين، و عاد لينكب على عمله مجدداً.

رؤية أن جابا يمكنه كسب هذا السعر من اجله، و انه اخيراً وضع قدماً نحو الطريق الصحيح لخطته.. روبين لم يدخر قطرة عرق، او ثانية واحدة من بعد ذلك اليوم.

أسلحة هجومية لتحويل المياة لجليد.. دروع دفاعية حرارية لتبخير هجمات الماء..

صناعات روبين العسكرية تحولت لكابوس فعلي لأي شيئ و أي احد يستخدم المياه سلاحاً!

لكن مجهوده هو، و جابا فقط لم يكن كافٍ في نظره، فقام بإستدعاء بضع شباب من مستعمرة أورزون جعلهم يقسمون على لوح القسم، ثم بدأ يعلمهم طرق صناعة الأسلحة الإلهية أيضاً.. في النهاية تحولت قاعة التدريب لما يشبه ورشة عمل عملاقة.

و أثناء عمله على جمع الاموال لم ينس طائفة اتحاد نيهاري ايضاً، إن زاد إنتاج الشهر عن مئة قطعة سلاح يذهب كل الفائض لصالح الطائفة!
سواءً جابا يرسلهم للمخزن عند عنق الصحراء، او كتيبة كاملة من العفاريت الجالسين بجوار العاصمة يساعدون على إرسال بعض القطع ذهاباً، و إياباً.. كلاً من قبيلة البرق، و الطائفة كانا يزدادان قوة بشكل سريع، و بعيداً عن الانظار..

و بسرعة مر عامين …

“زعيم، عذراً منك سأضطر لأتركك بمفردك لفترة، هذه ستكون آخر دفعة لقبيلة البرق في الوقت الحالي أيضاً يمكنك ان تستريح الان قليلاً، و ترجع لدراسة الوشوم على راحتك.. الحرب ستبدأ اخيراً!” أعلن جابا، و هو ينظر لكومة الأسلحة أمامه متحمساً.

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
12
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x