“هذا..؟” مرر جابا حسه الروحي داخل اللوح المعدني، و فتح عيناه على اخرهما. ” قانون الحقيقة السيادي؟”

“إنن، جعلتك تقرأ كل القوانين الثانوية، و الرئيسية التي إكتشفتها ليفتح عينك أكثر عن العالم حولك فهذه هى الطريقة التي سلكتها لإكتشاف الحقيقة، اما الآن فأنت تقريباً جاهز..

ما تمسكه في يدك الان هى ليست تقنية مباشرة كبقية ما قرأت، لكنها عصارة خبرتي مع الحقيقة طول هذه السنين، أنها معلومات مشابهة لما تسلمه مختار السماء الثاني قبل أن تقبله الحقيقة، هذا ما يجعل المرء *مختار سماء*…” تكلم روبين بجدية.

“انا.. مختار سماء..؟” قبض جابا على اللوح المعدني، و كأنه اعظم كنز في الوجود.

” حسناً، ليس تماماً..” رفع روبين كتفيه. ” كما حدث مع مختار السماء الاول، و سلالته أنت يمكنك رؤية ان هذا ليس سهلاً، حتى بكل هذه المعلومات يجب ان تقبلك الحقيقة ايضاً.. اقرأ كل شيئ، و إستوعبه، و حاول.. و اترك كل شيئ اخر للسماء.”

رفع جابا وجهه لينظر في عينا روبين مباشرةً، ثم سقط على ركبته. ” سواءً إختارتني الحقيقة او لا، انا اُقدر مدى عظم هذه الفرصة، شكراً لك.. معلمي.”

أومئ روبين مبتسماً، هذه كانت اول مرة يناديه فيها جابا بالمُعلم.

ثم وقف، و تحرك نحو الباب. ” سأذهب لإستعارة المزيد من الكتب، انت إبق هنا، و أفعل ما عليك فعله.”

“حاضر!”

————

رغبة روبين في تعديل وشم تقوية الجسد الإلهي ليناسب طبيعة الجسد البشري إزدادت بشكل كبير بعدما نجح جابا في تدريبه على نظام الطاقة الداخلي بلا مشاكل حتى المستوى العاشر مع أنه بالفعل لديه الدرجة الثالثة من وشم تقوية الجسد الإلهي.

و لو انها ما تزال مُقامرة، فهو لا يعرف كيف سيؤثر هذا إن وصل كلا الطريقتين لمستوى متقدم معاً.. هل سيحدث تعارض؟

لا توجد طريقة لمعرفة ذلك سوى التجربة…

الفترة التالية لم يقضيها روبين بالكامل بين الكُتب كما كان يفعل طوال الشهور الماضية، كل الكتب التي جلبها كانت لتعليمه أسماء الموارد في هذا العالم ليدرك كل خياراته، و يتمكن من البحث عن ما يريد بسهولة.

ما يمكن شراءه من تلك الموارد قد اشتراه بالفعل، و الموارد النادرة كان يخبر آمون بمواصفاتها ليجعل جنس العفاريت يبحثون عليها من أجله، ثم يسلمها له تحت جناح الليل خارج الأكاديمية..

بعد شهرين من إعادة التصميم، و جمع الموارد، بدأ روبين بالفعل برسم الوشم فوق معدته بنفسه.

“هوووه…” أطلق روبين زفيراً طويلاً، الشعور بالطاقة الدافئة تدخل عضلاته، وتتغلغل داخل نخاعه أعطته إحساساً خاصاً بالنشوة.

مع انه لم يستطع التحكم في تلك الطاقة، و هى لم تغير شيئاً فيه بعد، إلا أن مجرد وجودها جعلته يشعر بأنه اصبح اقوى بالفعل!

“هاها لو رأى محاضري الأكاديمية هذا قد يحدث انتحار جماعي.” ضحك جابا بصوت عالٍ عندما رأى هذا.

روبين رسم لنفسه نسخة معدلة من الوشم الإلهي لتقوية الجسد بعد 8 أشهر فقط من دخول الأكاديمية… في العادة يتطلب سيد الوشوم الإلهية الدراسة لعشرون عاماً تقريباً قبل ان يتمكن من رسم وشمه الأول!

” لا تقارني بأحد أيها المغفل.” قهقه روبين، و ذهب ليقف أمام المرأة شبه عاري ليرى مظهره الجديد.

جسده الهزيل أصبح أكثر روعة بقليل بعدما تم إضافة الوشم الإلهية.. إبتسم روبين عند التفكير في هذا *فالنرى إلى متى ستبقى هزيل إذاً*

” ماذا سيكون هدفك التالي يا مُعلمي، أتريد الخروج من الاكاديمية؟” سأل جابا، فهو يعرف ان روبين أخذ ما يريده بالفعل.

“كلا، ما زلت أريد البقاء لدراسة الدرجة الثانية من وشم تقوية الجسد الإلهي، و ربما الدرجة الثالثة.. لكن لا أدرى ما إن كانوا سيسمحوا لك بأخذ كتب الدرجة الثالثة؟” نظر روبين نحو جابا، و تكلم.

“بالطبع يمكنني ان اجلبها من أجلك لا تقلق، عندما تتفرغ من دراسة الدرجة الثانية أخبرني فحسب.” ضرب جابا على صدره.

” هنالك شيئ اخر..” وضع روبين يده على ذقنه. ” اريد طريقة لكسب الأموال.”

” الاموال..؟ يمكنني اعطائك كل ما تريد!” عقد جابا حاجبيه.

” لا، لا، ليس من أجل أبحاثي.” هز روبين رأسي. “انت مشكوراً قمت بتأمين كل ما تحتاجه طائفة إتحاد نيهاري من أساسيات للحياة، لكن يجب ان يكون لديهم أكثر من هذا بكثير لو أردنا أن يقفوا على قدر المساواة مع قبائل العمالقة، أو اعلى، يجب ان يكون لديهم جيش مجهز جيداً، و مدينة محصنة ذات دفاعات قوية، و مطيات جيدة.. يجب أن نجمع الكثير من الأموال.”

طائفة إتحاد نيهاري هو الإسم الذي استقر عليه المجلس القيادي للطائفة، و تم إخبار روبين به بعدها.

“هذا…” تمتم جابا، هو فعلاً غني، لكنه لا يملك ما يكفي لتمويل كيان كالذي يتكلم عنه روبين. ” في ماذا تفكر إذاً؟”

“… لا اعرف بعد، الناس في هذا العالم ربطوا الإبتكارات الجديدة بوجود مختار سماء، و ربطوا مختار السماء بالشؤم، و الحظ السيئ، لا يمكنني المخاطرة بالسطوع أكثر من اللازم، و ترك مخيلات الناس تسرح بعيداً حالياً، و إلا سيكون كلانا في خطر، منصب كنائب رئيس حفظة السلام لن يعني شيئاً وقتها…” صمت روبين عدة ثوانٍ هنا، ثم تنهد. ” هيه~ سأذهب للمكتبة، و انت فكر معي في حل أيضاً لهذه المعضلة في أوقات فراغك.”

“حاضر!”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=