* اسهل من المتوقع * … كان هذا العنوان الرئيسي الذي وضعه روبين لما حدث ذلك اليوم!

بعد ثلاثة ساعات فقط من ركوب الدراكو وصل كلاهما للأكاديمية.. و بعد ساعتين أخريين وجد روبين نفسه داخل واحدة من أكبر الوحدات السكنية داخل الاكاديمية!

كانت هنالك ردود فعل بين التفاجؤ و الاندهاش، و حتى عدم التصديق عندما أعرب جابا عن نيته في أن يصبح رسام وشوم إلهية، لكنهم رحبوا به بشدة، و كأنه الإبن الضائع!

لم يقابلوا أي عوائق، أو بروتوكول سخيف، الجميع اكتفوا بالإنحناء لجابا، و توفير كل أنواع التيسير من اجله، حتى أن كل المُحاضرين المشهورين في الاكاديمية بدأوا يتصارعون فيما بينهم على من يحظى بشرف تدريس جابا!!

لكن روبين أرسل له مراراً عبر تقنية نقل الخواطر ان يخبرهم أنه يريد الدراسة بمفرده حالياً، و انه يريد الوصول للمكتبة فحسب، و كان له ذلك..

عشرات الكتب نقلهم من المكتبة إلى منزل جابا في نفس اليوم، عندما رأى جابا نظرة السعادة، و الحماس في عين روبين عندما وصلت الكتب هز رأسه على حال هذا المهووس..

لكن نفس النظرة بدت على وجهه عندما إستعمل لوح لتعليم نظام الطاقة الداخلي!

روبين في كومته من الكتب، و جابا في كومة من الألواح المعدنية.. كلاٍ بدأ طريقه الخاص.

و على هذا مر أكثر من ستة أشهر…

كانت هذه أطول فترة قضاها روبين في دراسة شيئ كتبه غيره, و أحب كل لحظة منها!

خاصةً وشم تقوية الجسد الإلهي من الدرجة الاولى، لقد أخذ معظم ذلك الوقت تقريباً.

بالنسبة لكل أسياد النقوش الإلهية فكل ما عليهم فعله هو حفظ شكل الوشم، و ترتيب رسمه، لكن روبين نظر إلى ما هو أبعد من ذلك.. لقد قضى وقته يحاول تفكيكه قطعة قطعة حتى يعرف ما هو القانون السماوي المستخدم فيه، و ما هى الاختام، و طريقة العمل.

إتضح انه تحت الغطاء المضاعف من التشفير الظاهر عند انتهاء الوشم، ان الوشم نفسه شديد التعقيد لدرجة انه لم يحتاج لكل هذه الحماية التي وضعها عليه مختار السماء الاول.

الوشم لم يكن يحتوي على قانون معين نقي كالذي يستعملهم روبين في العادة، بل كان عبارة عن تشكيلة من أجزاء من عشرات القوانين الثانوية!

معظمهم كانت الدرجة الاولى من قوانين جسدية مثل قوانين ثانوية تخص كيفية عمل العظام، او العضلات، و الدم، أما الباقى فهو عبارة عن بضع أختام لجذب الطاقة لتشغيل تلك القوانين الثانوية كلها دفعة واحدة بإستمرار فيعمل كل جزء من الوشم الإلهي على تعزيز إختصاصه في الجسد.

لم ينس شبئ و لم يغفل عن أهمية آخر، كل ما يخص جسد العمالقة موجودة في هذا النقش المجمع بشكل، و احجام مثالية، و كأن من ابتكره كان طبيب متخصص في التشريح، و لديه خبرة مئات السنين في المجال قبل أن يفكر في عمله.

سواءً طريقة دمج كل تلك القوانين الثانوية في نقش واحد، او طريقة جذب الطاقة بإستمرار، و إستخدامها طوال الوقت بلا مشاكل لتغذية، و تشغيل الوشم الإلهي.. مختار السماء الاول كان عبقري حقيقي!

كل الأوشام الإلهية الهجومية أيضاً التي قام مختار السماء الاول بصنعها هى عبارة عن قوانين ثانوية ايضاً، لا يوجد قانون رئيسي واحد بينهم!

روبين اخذ ايضاً نظرة عامة على وشم تقوية الجسد الإلهي من الدرجة الثانية فوجد أنه فقط قام بزيادة مساحة الوشم على الجسم، و زاد معها احجام انماط القوانين الثانوية، و تمكن ايضاً من تطوير أهم خمس قوانين ثانوية بينهم للدرجة الثانية!

مع انه إستعمل الحقيقة كمسار جانبي، و كانت رؤيته محدودة جداً، إلا ان ذكاءه الشديد قام بالتعويض عن هذا، و تمكن من صنع نظام طاقة مثالي لبني جنسه بإمكانياته المحدودة.

حتى لو ظل روبين يستعمل الدرجة الاولى من قانون الحقيقة طوال حياته كان سيتمكن بمفرده من إكتشاف الدرجة الثانية من بقية القوانين، سيكون أصعب، و يأخذ وقت اطول، لكن ممكن..

إلا أن مختار السماء الاول مختلف، عينه ربما تصل لـ 70% من كفاءة رؤية روبين عندما شاهد الحقيقة لأول مرة، لهذا فالدرجة الثانية من وشم تقوية الجسد كانت بالفعل أعلى إنجاز يمكنه تحقيقه في حياته.

ربما لو مُنح المزيد من الوقت كان سينتج أوشام اخرى بنفس المستوى، او ينتج المزيد من الوشوم الإلهية الهجومية، لكن خسارة…

مع ذلك، الستة أشهر لم يضيعوا هباءً على روبين، هذا الوشم كان مصمم خصيصاً ليعمل على اجساد العمالقة، و هذا أصبح أكثر وضوحاً بعد تفكيك محتواه، لكنه ببضع تعديلات عليه….

“هاي زعيم، إلى متى علي دراسة هذه القوانين الثانوية؟ متى ستعطيني القانون الذي سأبني أعمدتي للفروسية به؟!” صوت جابا قطع حبل أفكار روبين فجأة.

بعد شهر واحد من الوصول للأكاديمية فهم جابا كيفية بدأ التدريب على نظام الطاقة الداخلي، و بدأ بتجهيز اساسات طاقته، حتى الان وصل بالفعل للمستوى العاشر من اساسات الطاقة!

أثناء هذا، و تحت ضغط روبين، بدأ جابا يمر على عشرات الألواح المعدنية الأخرى التي كانت تحتوي تقنيات، و مفاتيح قوانين ثانوية، و رئيسية.

حسب شرح نظام الطاقة الداخلي فهو بحاجة إلى واحدة فقط من هذه، مع ذلك روبين يرغمه على قراءة كل شيئ، ثم إعادة قرائتهم مجدداً عندما ينتهي، بدون نية واضحة للتوقف في أي وقت قريب!

” انت لن تتوقف عن إزعاجي حتى تعرف ها.. كما تشاء.” نظر له روبين من فوق كومة الكتب منزعجاً، ثم أخرج لوح معدني أكبر حجماً من بقية الألواح، و ألقاه نحو جابا. ” تفضل.. فالنرى ما إن كانت معجزة مختار السماء الثاني يمكن أن تتكرر.”

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=