تخبئة حقيقة انه يمكنهم رؤية العمالقة حالياً.. التمركز بجوار مستعمرات المهاجرين لمساعدتهم على الهجرة بأعداد كبيرة.. إرسال بعض العفاريت الأقوياء للطائفة لتأسيس فرع خاص بهم.. الموافقة على عدم إصطياد أي شيئ من المستعمرات التي وافقت على الهجرة، أو من الذين وصلوا للطائفة… و العديد من الإتفاقات الأخرى التي أخذت أكثر من ساعة للتكلم فيها.
بعدها لمس الملك، و تابعيه قدم روبين، و عادوا من حيث أتو ليبدأوا ترتيب الاتفاق، بينما آمون ظل مع روبين ليكون حلقة الوصل بينهم.
كما هو متوقع من ملك جِنسه، حتى بدون وسائل تواصل بعيدة المدى تمكن من إيصال أوامره لكل أعشاش العفاريت في ارض قبيلة البرق في ظرف بعض أيام، و بعد عشرة ايام فقط من اللقاء بدأ العفاريت يخرجون من أماكن صيدهم، و اعشاشهم المعروفة، و ذهبوا لمحاصرة العديد من المستعمرات.
و معدلات الهجرة زادت معها لعشرة اضعاف!
قريباً سيلاحظ العمالقة ما يحدث، و سيرسلون فرق جيش لطرد العفاريت، و إعادتهم لأعشاشهم، لكن سيكون الأوان قد فات وقتها، و من يقدر على الهجرة سيكون قد هاجر بالفعل.
بعد شهر آخر…..
روبين خرج من خيمته اخيراً عندما سمع صوت أجنحة ضخمة تضرب الهواء. ” أخيراً قررت العودة؟”
قفز جابا من فوق الدراكو، و تكلم ضاحكاً. ” ألست انت من فعل بي كل هذا؟ كنت نائب رئيس قوات حفظة السلام، و لي مركزي في كل مكان، لكن الان أصبحت فتى توصيل، و وسيط!”
“لكنك تحب ذلك، صحيح؟” قهقه روبين، ثم اكمل بجدية. ” بالمناسبة، احتاج لبضع كتب عن رسم الوشوم الإلهية بمختلف مستوياتهم، أيمكنك ان تجلبهم لي؟”
هز جابا رأسه، أخشى أن هذا مستحيل، تلك الكتب حكر على أكاديميات التعليم الرسمية، و لا يمكن إخراجها منها، لا يمكننا السماح بظهور رسامي وشوم إلهية من بقية الأجناس.”
” هذا.. إذاً أيمكنني الذهاب لإحدى تلك الاكاديميات على ضمانتك؟” قال روبين.
” همم يوجد عدة أماكن لتعلم رسم النقوش في ارض قبيلة البرق، أفضلهم هي الأكاديمية المركزية للوشوم الإلهية التي تقع في مدينة العاصمة، و هنالك يوجد تعليم رسم الوشوم من أعلى المستويات التي تمتلكها القبيلة، لكن، ولا اكاديمية منهم ستقبل بشخص من جنس آخر ليعلموه أسرار العمالقة، حتى لو كنت انا من ادخلك!”
“هذا…” تمتم روبين، و عقد حاجبه.
لتقوية هذا العالم يجب معرفة كل أسراره، و نظام القوة الذي يعتمد عليه الجميع لا يجب أن يظل مغموراً بالنسبة له، خاصةً لو كان ينوي إقامة علاقات جيدة مع العمالقة فيما بعد..
كما أنه مر شهرين تقريباً منذ إخترق روبين للمستوى 20، منذ وقتها يحاول إيجاد أي طرف خيط يوصله للدرجة الثانية من قانون الحقيقة، لكن لا شيئ البتة..
هو بالتأكيد سيتمكن من إمساك طرف الخيط يوماً ما، لكن متى؟ بعد سنة.. عشرة.. قرن.. الف عام!؟
بناء أعمدة الفروسية كان سهلاً نسبياً لأنه كان من الدرجة الأولى للقانون الذي أفنى فيه روبين أكثر من قرن يحاول فهمه!
” … إسمع، لدي اقتراح، لكن لا أدري ما إن كان سيعجبك.” رؤية الإحباط على وجه روبين، تكلم جابا.
“ما هو..؟”
” يمكنني أن أسجل انا كتلميذ في الأكاديمية، و اخذك معي كمساعد لي، سأدخلك معي قاعات المحاضرات للمساعدة في حمل اغراضي، مثلاً، و ستتمكن من قراءة كل الكتب بما اننا سنعيش في نفس البيت.” تكلم جابا، و هو يحك رأسه.
” تقصد اعيش في الأكاديمية كعبد؟” عقد روبين حاجبه.
“اممم.. تقريباً… إن لم تكن تريد فإنس الأمر، كان مجرد إقتراح جاء في ذهني ف حسب.” لوح جابا بيديه، بعد ان قال اقتراحه ندم سريعاً، مختار سماء يتصرف كالعبيد؟ هذا لم يبدو لائق ابداً.
” همم الاقتراح جيد فعلاً، هذا سيبعد عني الأنظار ايضاً.. حسناً لنفعلها!” أومئ روبين، ثم إستدار، و ذهب لأورزون ليخبره انه سيغادر، و يضع معهم النقاط الاخيرة على الحروف، ثم تواصل مع أمون ليخبره بوجهته التالية،
ثم عاد بعد قليل، و دخل خيمته مجدداً، جلب حقيبة أكبر منه مليئة بالألواح المعدنية، ثم ألقاها نحو جابا.
“هذا.. أليس من المفترض أن تترك هذه للعجوز المتسلط ليعطيهم للطائفة؟” تكلم جابا بإستغراب.
قفز روبين فوق الدراكو، و تكلم. ” كلهم صنعتهم من اجلك، ستعرف كل شيئ عندما نستقر في الأكاديمية، هيا بنا!”
جابا فتح عينيه على آخرها عندما سمع هذا، و نظر للحقيبة المليئة بالألواح المعدنية لمرة أخيرة، ثم تنهد، و صعد فوق الدراكو ايضاً، و حلقوا بإتجاه شمال شرق..
