مرت الايام سريعاً منذ اخذ قرار الهجرة…

منتظراً العفريت، روبين لم يتحرك من المستعمرة البشرية 53.

في أول بضع ايام روبين إنشغل بتجهيز عدة ألواح نقل خواطر إضافية، لكن عندما وجد أن العفريت قد يتأخر اكثر قرر الإنصراف للتدريب..

خلال عشرة ايام تمكن من الإختراق للمستوى الـ 19 بلا مشاكل.

و بعد اسبوع تقريباً من تثبيت طاقته الجديدة، و عمل بضع تحضيرات، بدأ مباشرةً خلوة تدريب جديدة.

و بعد شهر آخر تمكن من الإختراق للمستوى 20، اصبح على بعد خطوة واحدة من القدسية!

منذ وصل روبين لهذا العالم رفع مستوى طاقته 4 مرات بشكل متتالي، و في أقل من 3 اشهر، معدل تقشعر له الأبدان!

فبعد كل هذا هذا لم يكن بالشيئ الممكن بالنسبة لـ 99% من الناس، فطبيعة الجسد تتغير ببطئ بعد كل مستوى، و يأخذ وقتاً حتى يصبح اقوى، و يكون أكثر ملائمةً للقانون الذي يستخدمه، كما أن على المقاتل المكوث في مستواه لفترة حتى يعتاد على قوته بالكامل، و يكون مستعداً لتلقي القوة الإضافية.

إلا أن روبين كان إستثناءً لهذا، جسده كما كان، و هو صغير لا يتغير فيه شيئ سوى عينه، و هى تترقى فوراً بعد الاختراق.. لذلك كل ما يحتاجه هو الفهم المناسب لمسار الحقيقة.

مر شهر آخر، روبين قضاه يحاول التلصص على قدسية مسار الحقيقة… و ما يزال لا يوجد أخبار من العفريت

لكن هذا لم يوقف عمليات الهجرة.

بعد وصول اول دفعة من المهاجرين لأرض العشيرة، و بدأ تحويل التربة فيها لأرض صالحة للزراعة، و إستخراج المياه، و تسريع إنبات الاشجار المثمرة، سهَل على العديد من الاطفال، و الامهات و الغير قادرين على القتال الذهاب بعدها للمساهمة في بناء الطائفة.

حسب التقارير مع أورزون، ففي خلال الـ 3 أشهر تمكن اكثر من 5 الاف كائن متدني من الوصول بأمان لأرض الطائفة هاربين من المستعمرات!

ليس هذا فحسب، جماعات المناضلين بدأوا بعمليات موسعة لقتل العمالقة الذي يستعبدون عدد كبير من الأجناس المتدنية، ثم يقوموا بإرسالهم سراً نحو ارض الطائفة.

و الصادم في الأمر أن أكثر شخص تعب في كل هذا كان جابا!

عرقلة تحقيقات حفظة السلام، معرفة أماكن تجمعهم هم ،و قوات الجيش، إرسال الموارد أول بأول من جيبه الخاص نحو الطائفة، و حتى إستخدام الدراكو الخاص به ليطير ذهاباً، وإياباً يراقب كل شيئ من السماء، و يتأكد ان لا شيئ خاطئ ممكن إن يحدث.. مما أذهل أورزون لدرجة كبيرة، و ارغمه على تغيير إنطباعه عنه.

بعد اسبوعان آخران…

صوت أورزون صدر فجأة من أمام الخيمة. “السيد روبين، عليك رؤية هذا..”

“همم؟” خرج روبين، و نظر حوله وجد أن الظلام قد حل، و يبدو أنها أظلمت منذ وقت طويل. ” ما الأمر؟”

” تعال معي. ” تكلم أورزون، ثم مشى أمامه بمشيته المنحنية الخاضعة المعتادة في شوارع المستعمرة حتى خرجوا منها، ثم أكملوا المشي لربع ساعة اخرى..

” مولاي.. انا اسف.. لتأخري..” ظهر ظل قرمزي اللون من العدم، و نزل ركبته، و لمس قدم روبين كالعادة.

نكز روبين رأسه. “تأخرت فعلاً، أخبرتك أن تذهب للأعشاش الكبيرة بجانبنا، ما الذي أخرك كل هذا؟”

*بااا*

*باا باا*

فجأة ثلاث ظلال هبطوا أمام روبين، هالتهم جعلته يأخذ خطوة لا إرادية للوراء!

ثلاثتهم عفاريت ايضاً يشبهون أمون بشكل كبير، لكن ألوانهم داكنة أكثر، و لديهم شعر أبيض طويل يغطي ظهورهم.. إثنان منهم ذكرا روبين بالهالة التي شعر بها من الحكيم ألبيرت.. حكيمان منخضا المستوى!

اما العفريت الواقف في الوسط، و الاكثر دكانة بنيهم جميعاً فهالته كانت أقوى حتى.. نطاق تنين -حكيم- متوسط المستوى.

“يا.. إلهي..” تمتم روبين، العفاريت لديهم أشخاص بهذه القوة؟

” انه.. الملك..” اشار أمون نحو الشخص الواقف في الوسط، و تكلم عبر تقنية نقل الخواطر.

” أخبرتك أن تذهب لبضع اعشاش بجانبنا، لكنك جلبت لي ملك جنسك شخصياً؟!” أصاب روبين الهلع عندما سمع هذا، و أرسل لأمون، الذي امال رأسه للأسفل.

أما ملك العفاريت فأخذ بضع خطوات للأمام حتى أصبح بينه، و بينه أقل من قدم، و أخذ ينظر له من الأعلى لبضع ثوان، ثم نظر على ركبته بجوار امون، و لمس قدم روبين الثانية.

” بحق الـ..؟!” هذه المرة فزع روبين بحق، حتى أورزون فتح عينه على آخرها من المنظر.

“رجاءً قف، ماذا تفعل؟!” أمسك روبين بكتفا ملك العفاريت، و رفعه.

عندها سمع روبين رسالة من امون، ” الملك كان متخوف.. في البداية.. عندما سمعني اتكلم معه اول مرة.. لكنه قرر تعلم التقنيتين.. بعدما إزداد حسه الروحي لبعض أمتار.. إكتشف ثلاثة عمالقة في منزله.. كانوا على وشك قتل إثنان من أبناءه.. فقتلهم هو، و أكلهم..”

“هذا…” لم يدري روبين ما يقوله، جنس العمالقة فعلاً وصل بهم الغطرسة لهذا الحد؟ يتركوا عفريت قوي ليكون ملك هذا الجنس، و يراقبونه، لكن في نفس الوقت يتخلصون من نسل دمه القوي؟

” انا تزوجت مئات الإناث و أنجبوا لي اكثر من ألف شبل، لكن لم يعش لي طفل واحد، اكبر واحد وصل في العمر لعامين قبل أن يموت.. و الأن فقط عرفت السبب، أولائك العمالقة كانوا يستعمونني، و يقتلون أولادي، و هم تحت انفي!!” قال الملك منفعلاً.

“المولى، لولاك لعشنا في ظلام للأبد، انت أكبر مُحسن لبني جنسنا، تلك التقنيتين كافيتين لنكون خُدامك للأبد.. *أمون* أخبرني أنك تريد لقاء رؤساء الاعشاش، ها انا ذا بنفسي انا، أوامري مطاعة بين كل العفاريت، و أوامرك مطاعة بالنسبة لي.. ارجوك أمرني.” تكلم ملك جنس العفاريت عبر تقنية نقل الخواطر، أفكاره وصلت لروبين بشكل مرتب، و سلس اكثر من امون.

“…. لا داعي للتصرف بأدب إذاً، نحن نخطط لإنشاء طائفة توحد كل الأجناس غير العمالقة، أولاً اريد من جنسكم ان ينضموا لنا في الطائفة، ثانياً أريدكم أن تقوموا بعمل بضع مسرحيات صغيرة للتغطية على الاختفاء السريع للاشخاص من المستعمرات، ثالثاً توقفوا عمليات الصيد في المستعمرات التي توافق على الإنضمام للطائفة… إن قبلت بهذه الخطوط الأساسية، و تعتقد انه يمكنك المساعدة، فسنتكلم في التفاصيل اكثر.” قال روبين، و إبتسم إبتسامة كبيرة، جنس العفاريت يعتبر إضافة كبيرة جداً لقواته.

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=