بعد نصف يوم–

“إنتهيت!” امسك روبين لوح معدني، و رفعه للأعلى بإبتسامة، ثم نظر بجانبه نحو كائن قرمزي اللون جالس في أحد أركان الخيمة.

بعدما حل الظلام قام روبين، و اركيز بمساعدة العفريت على التسلل لداخل المستعمرة بدون أن يلحظ أحد، و أدخله لخيمته.

بالتفكير في الأمر، هالة العفريت أصبحت اقوى بكثير من يوم أكلِه لحفظة السلام، روبين لم يعد يستطيع تصنيفه ما إن كان يملك قوة شامان متوسط، او عالي المستوى بعد الأن!

لو تكرر قتال هذا العفريت ضد رئيس القافلة مجدداً، ما كان سيحتاج تدخل روبين للمساعدة، و ما كان سيخرج بكل هذه الجروح!

ولا يبدو أن هالته ثبتت عند هذا الحد ايضاً..

“مذهل..” تمتم روبين عند ملاحظة هذه القدرة العجيبة لدى العفاريت، أنها فعلاً نعمة لهم، و كارثة على بقية الاجناس الذكية…

إقترب منه روبين، و مد له اللوح، بعدها أرسل له عبر تقنية نقل الخواطر. ” ضع يدك على هذا اللوح، مهما كان الألم الذي ستشعر به في رأسك قوياً لا تبعد يدك حتى يختفي الألم تماماً، مفهوم؟”

بدون مقدمات، ولا تأخير لثانية اخرى، مد العفريت يده فوضعها على اللوح المعدني. “ككككككـ…”

إستمر العفريت في التلوي من الألم لمدة دقيقة تقريباً، لكنه لم يجرؤ على نزع يده، في النهاية فقط بعدما استقر تنفسه مجدداً أزال يده.. و وجه رأسه نحو روبين بإستغراب شديد.

“لابد ان هنالك كم من المعلومات ظهر في رأسك الأن، هذه التقنية ستمكنك من التكلم معي مثلما أتكلم معك، و ستمكنك ايضاً من التكلم مع بقية أبناء جنسك، متحمس؟” قال روبين مبتسماً.

أومئ العفريت رأسه بسرعة، مع انه لا يعرف معنى كلمه إبتسامة إلا ان روبين أمكنه رصد إبتسامة خفيفة على وجهه.

” جيد! أعرف أنك لم تتدرب في حياتك على أي شيئ، هذه ستكون تجربة جديدة لك.. خذ وقتك، و أخبرني عندما تنتهي!” ثم إستدار روبين، و عاد مجدداً لطاولته…

مع أنه ليس عليه اختراع أي شيئ جديد، إلا أن دعم آلاف، او ربما عشرات الآلاف من الاشخاص الذين لا يعرفون معنى مصطلح تدريب طاقة داخلية لإنشاء عشيرة لم يكن شيئاً يسيراً..

بجانب عمل عدة نسخ من تقنيات القوانين السماوية الظلام، الرياح، و النار.. سيكون عليه أيضاً عمل نسخ من تقريباً كل القوانين الثانوية التي إكتشفها أيام تأمله في الكهف!!

أشخاص كهؤلاء في بيئة كهذه، سيحتاجون لكل العون الممكن، خاصةً لو كان عليهم أن يصبحوا أقوياء للوقوف أمام قبائل العمالقة خلال عشرة أعوام فقط.

بعد يومان—

“اللعنة، لقد اخفتني!!” شعر روبين بشيئ جانبه أثناء تركيزه في صنع أحد الألواح، و عندما نظر وجد العفريت ملتصق به تقريباً.

برؤية ردة فعله، أخذ العفريت خطوة للوراء بسرعة

“ماذا تريد؟ هل أكملت التدرب؟” سأل روبين عبر تقنية نقل الخواطر

اومئ العفريت.

“جيد، قل شيئاً إذاً، ها انا استمع..” ربع روبين يده، و نظر نحو العفريت بتحسُب

“…….” ظل العفريت صامتاً لحوالي دقيقة كاملة، ثم بدأ جسده يرتعش قليلاً، و بدأ يقوم بحركات لا إرادية

” انا لا اسمعك.. هل تقول شيئاً؟” عقد روبين حاجبه، و أرسل.

اومئ العفريت بقوة.

“تعال.” أمسك روبين بيد العفريت، ثم ارسل. ” حاول مجدداً.”

” انا.. شكراً.. انت..” صوت ظهر في ذهن روبين.

” هاها لا شكر على واجب!” ضحك روبين بصوت عالٍ. ” ألديك إسم؟”

أومئ العفريت ثم بدأ يحرك الخياشيم على رقبته فأخرجت رائحة مميزة.

” ما هذا القرف.. إسمك ضرطة؟” لوح روبين بيده لإبعاد الرائحة السيئة، ثم اكمل. ” طالما تعلمت الكلام فيجب ان يكون لك اسم مناسب، أتعلم ماذا، سأعطيك اسم يناسبك من بلدي الأم، ما رأيك في اسم.. أمون؟”

“أمون يُحيي.. مولاي..” نزل العفريت على كلتا ركبتيه، و لمس أطراف أصابع روبين بكلتا يديه، واضح انها علامة تدل على الخضوع، او شيئ كهذا بين جنس العفاريت.

أمسك روبين كتفا العفريت فرفعه للأعلى، ثم تكلم. ” لا داعي لهذا.. دعنا ندخل في المهم، نظام القوة لديكم يعتمد على أكل أجساد الكائنات التي تحمل نسل الدم العتيق، ولا يوجد لديكم حتى إتصال طفيف مباشر مع الطاقة كما يحدث مع العمالقة، لهذا أرواحكم اضعف بكثير من بقية الأجناس، سيتحتم عليك لمس هدفك قبل أن تكلمه عبر تقنية نقل الخواطر حتى يتمكن من سماعك.”

أومئ العفريت، هو بالفعل كان فرحاً بما حققه حتى الأن، اول عفريت مُتكلم في تاريخ جنسه!!

” لكن لا تقلق لدي حل لهذا.” القى روبين لوح معدني نحوه. ” هذه تقنية لتقوية الروح، تدرب عليها، و سيزيد مدى حسك الروحي لتتمكن من التحدث مع من تريد بدون ان تلمسه، و… لحظة…”

عند تلك النقطة صمت روبين، و عقد حاجبه لبعض ثوان، ثم بدأ يضحك بصوت عالٍ. ” هاهاهاها أليس هذا ممتاز؟ زيادة مدى حسك الروحي يعني أنك ستتمكن من تحديد كل شيئ حولك بدون الحاجة لأنفك، حيلة العمالقة عليكم ستكون بلا فائدة هاهاها.”

تقدم العفريت خطوة، لمس يد روبين، و ارسل. ” أي… حيلة…؟”

“اووه؟ ألا تعرف؟ اخبرني، هل يموت أشبال جنسك بإستمرار داخل أعشاشكم؟ هل يموت الكبار فجأة، و هم نيام؟ هل تستيقظون ذات يوم لتجدوا أنفسكم في مكان آخر بدون ان تعرفوا لماذا؟” أرسل روبين،
وأومئ العفريت مرة واحدة بقوة.

“هل تعرفون السبب وراء هذا؟” سأل روبين مبتسماً

إكتفى العفريت بهز رأسه، لكن لغة جسده بدت عليه التوتر، و الترقب،

” إذاً إسمح لي أن انورك.. العمالقة لديهم تركيبة أعشاب تغطي على رائحتهم بالكامل، و تجعلهم مخفيين بالنسبة لكم، هم من يدخلوا اعشاشكم ليقتلوكم، و يقتلوا ابنائكم، يمشون من تحت انوفكم ليفعلوا ما يريدون، و أنتم لا تعرفون!”

*كرراااااك* العفريت كسر بضع أنياب من شدة الضغط عليهم عند سماع هذا!

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=