ساعة تقريباً مرت منذ إرسال اركيز لخارج الخيمة، و لم تقال كلمة جديدة، كل النقاش كان على صياغة القسم الذي سيقوله كل واحد فيهم.

الخاص بجابا، و أورزون كان متشابه إلى نحوٍ ما.. إبقاء أسرار الاثنان الآخران طي الكتمان، و مساعدتهم عند الحاجة، و بضع أشياء أخرى بحيث تكون عقوبة الخرق هى الموت المباشر، مع إبقاء القسم مرن بما يكفي حتى لا تهدد حياة أحدهما بالخطأ

بينما روبين تلى قسم مشابه، لكنه اضاف تطوعياً انه لا ينوي إيذاء لا جنس العملاقة، ولا البشر، ولا أي جنس *ثانوي* اخر في هذا العالم.

و عندما سمع جابا، و أورزون هذا هدأ كلاهما أكثر من إتجاهه، و إبتسامة راضية ظهرت على وجه الإثنان.

و اخيراً بعد ساعة كاملة تكلم أورزون. ” لوح القسم هذا فعلاً إبتكار عظيم، هممم اعتقد أن كل شيئ مُعد الأن، هلا دخلنا في الموضوع؟”

أومئ روبين مبتسماً. ” رجاءً إبدأ انت، فما سأقوله سيعتمد بنسبة كبيرة على مدى القوة التي تمتلكها.”

صمت أورزون لبضع ثوان، و كأنه يشاور نفسه، بعدها تنهد، و تكلم. ” منذ عشرة آلاف سنة، و نحن نقوم بعدة إختبارات الاطفال الصغار لنرى مدى قوة، و تحمل اجسامهم، و نرى ما إن كان بوسعهم تحمل الدرجة الثانية من الأوشام،
هذا النوع من البشر نادرين، و ربما بين كل ألف بشري ستجد واحد، أو اثنان، لكن هذه هى النسبة التي نطمح إليها ايضاً، فكلما زادت أعداد مستخدمي الأوشام بيننا زادت إحتمالية كشف حقيقة ما يحدث داخل المستعمرات
عندما يصل عدد مستخدمي داخل المستعمرة الواحدة لرقم معين، فلنقل 20 مقاتل، يتم تهريب بعضهم لخارج المستعمرات للإنضمام لجماعاتنا المسلحة ليهاجموا مدن العمالقة، و نقاط بيع، و نقل ابنائنا للقبائل الاخرى.

كل المستعمرات البشرية الـ 210 يتبعون نفس النمط، و كلنا على تواصل دائم ببعضنا، و لدى البشر 3 رسامين للأوشام الإلهية مشتركين بيننا كنا قد إختطفناهم قبل فترة، و يعملون عندنا مقابل الإبقاء على حياتهم.

بقية الأجناس الثانوية ايضاً يستعملون طرق مشابهة، و نحن على تواصل دائم معهم ايضاً، و الهجمات على مدن العمالقة تكون بالتنسيق معهم لتكوين *الجماعات الإرهابية* حتى لا يشكوا في جنس واحد.”

“تسك~. و انا من كنت أتسائل من أين يستمر كل أولائك السفلة بالظهور مجدداً.” قال جابا منزعجاً.

روبين أخذ ينقر ركبته مفكراً، بعدها تكلم. ” على هذه الحسبة فلدى الجنس البشري على الاقل 4200 مقاتل يحمل الأوشام داخل المستعمرات وحدها، هذا غير الذين خرجوا للإنضمام للجماعات لمهاجمة العمالقة، هل يمكن القول ان البشر لديهم 10 الاف مقاتل تقريباً؟”

“تقريباً اجل، ربما أكثر بقليل” أومئ أورزون.

“.. جابا، ماذا سيحدث لو إتحد كل هؤلاء، و هاجموا قبيلة البرق.” روبين نظر بجانبه، و سأل.

“هممم.. أجساد الكائنات الثانوية لا يمكنها تحمل وشم تقوية الجسد من الدرجة الثالثة، الوحيدين الذين يمكنهم تحمل الوشوم أعلى من الدرجة الثانية بخلاف العمالقة هم جنس العفاريت، لذلك فكل البشر، و مستخدمي الأوشام لن يكن لديهم أحد أقوى من نطاق شامان.

كما ان اعداد مقاتليهم بسيطة لو تكلمنا على حرب بين أجناس، فلهذا فهم خاسرين من ناحية الكمية، و النوعية… على أفضل تقدير سيتمكنون من تدمير مدينة، أو اثنتان، لكن سيتم إبادة الجنس البشري كله بعدها.” تكلم جابا.

ثم أومئ الزعيم أورزون بدون مشاعر على وجهه.

“…” ظل روبين صامتاً لثوان. ” إذاً ماذا عن بقية الأجناس؟ ماذا سيحدث لو مقاتليهم ايضاً إنضموا للحرب؟”

هز جابا رأسه. ” لن ينفعك هذا، بالفرض أنك تمكنت من جمع 200 الف مقاتل، ماذا بعد؟ النتيجة لن تتغير.. سينجحوا في تدمير بضع مدن بعدها ستنزل مطارق العمالقة على رؤوسهم لتبيدهم كلهم، أي إنتفاضة بهذا الحجم لن تجلب على الاجناس الثانوية سوى الخراب.

كما ان هنالك مشكلة اخرى، بالفرض أن حدثت معجزة، و إنتصرت الكائنات الثانوية، ماذا بعد؟ هل ستتوحد كل الأجناس الثانوية؟ هل تعتقد ان بقية القبائل ستتركهم يعيشون في سلام، و حب إلى الأبد؟
بالطبع لا.. كل الاجناس تكره المختلفين عنها حتى لو كانوا في حالة سلم، إن فاز فعلاً الاجناس الثانوية داخل ارض البرق ستبدأ خلافات بينهم، و كل فريق سيذهب ليحكم أرضه الخاصة، عندها بقية القبائل سيهاجوهم، و يحولوهم لطعام في غضون اقل من عام.”

نظر روبين نحو أورزون ليرى رد فعله فوجده ما يزال صامت، بل حتى توجد نظرة حزن في عينيه.. واضح ان هذا هو الواقع فعلاً.

جابا هو أعلم الناس بقدرات العمالقة العسكرية، و أورزون أعلمهم بقدرات بقية الأجناس، لو كان هذا هو رأيهم معاً فهذا هو الواقع.

ظل روبين صامتاً لحوالي دقيقتين يفرك ذقنه، و حاجبيه اقتربا من بعضهما شيئاً فشيئاً…

” في ماذا تفكر؟ اخبرني ربما أسهلها عليك.” تكلم أورزون

“هيه~” رفع روبين رأسه، و أعلن صراحةً، ” انا لست من هذا العالم!”

*صوت صرصور الحقل*

نظر روبين نحو أورزون، و جابا بثقة ليرى الذهول، و ربما بعض الإحترام، و الخوف… لكن لم يجد تغيير في ملامحهما، حتى ان أورزون أشار له أن يكمل كلامه.

“انتما..! لو اخبرتكما اني اريد الذهاب للحمام، لكنت وجدت رد فعل افضل!!” صرخ روبين منزعجاً.

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=