“إركع!” صراخ اركيز على بشري مُكبل أمامه.
*باا*
نظر أورزون للشخص الراكع على الارض ب اشمئزاز، ثم نظر نحو روبين، وتكلم. ” هذا من أردت.. كان يطارده عفريت فإقتاده نحو عائلة كاملة كانوا في طريقهم لجمع الثمار من حول القرية، و هرب، انتهى الامر بمقتل الاب، و الام، و خمسة اطفال، مع انه كان بإمكانه الركض قليلاً بعد، و الوصول للقرية حيث كنا سنقوم بحمايته.”
” انا لم أكن اعرف أن هنالك عائلة في ذلك المكان، كنت أركض بشكل عشوائي عندما اصطدمنا بالعائلة، حاولت سحبه اتجاهي مجدداً، لكنه تجاهلني! أقسم أن هذا ما حدث!!” الشخص الراكع أخذ يصرخ، و يبكي.
“…” سكت أورزون للحظة، ثم اكمل، و هو ينظر نحو روبين. ” يمكنك أن ترى لماذا لم ننفذ فيه الحكم حتى الأن، قلت أنك تريد شخص يستحق ان يموت.. ها هو، تصرف معه.”
اقترب روبين من السجين، و معه اللوح المعدني في يده، و تكلم بدون مقدمات، ” مرر حسك الروحي هنا، و كتجربة قُل انا أخذت شهيقاً اكثر من مرة طوال حياتي، و إن لم افعل فأنا استحق الموت.”
عقد أورزون حاجبيه عند سماع هذا، حتى جابا نظر نحو روبين بغرابة.
“انا أخذت شهيقاً أكثر من مرة طوال حياتي، و إن لم افعل فأنا استحق الموت.” متأثراً بالموقف حوله، و في وجود العملاق في الخيمة، تكلم السجين بدون تردد.
بعدها أومئ روبين، و انتظر عشرة ثوان بعدها تكلم مجدداً. ” جيد، الأن قل انا لم اقصد إقتياد العفريت نحو الاسرة، و إن فعلت فأنا استحق الموت.”
“أ… انا.. لم اقصد إقتياد العفريت نحو الاسرة، و إن فعلت فأنا استحق الموت!” أعلن السجين، لكن فجأة تبعته صوت. “…كغغخخخ”
ثم أرتمى جانباً على الارض، كل آثار الحياة إختفت من جسده.
أورزون وقف بسرعة بعينان مفتوحتان كأن البرق ضربه، و جابا أخذ بضع خطوات سريعاً، و بدأ يتحفص جثة السجين في ذهول.
” يا إلهي..” تمتم اركيز الذي كان يقف وراء السجين، و اخذ خطوة للوراء، لم يكن هنالك حاجة لتفقد حالته، السجين قد مات بالتأكيد.
“ما كان هذا؟!” إستعاد أورزون إتزانه، و سأل.
“لوح القسم، انه يسجل بصمة روح الشخص، و القسم الذي يقوله، و العقوبة التي اختارها، ويبقى بعدها على إتصال دائم به عبر روحه، إن حاول الشخص حتى مخالفة قسمه فسيلقى العقاب بشكل فوري.” تكلم روبين بإبتسامة، و عاد ليجلس مكانه. ” إخترت في البداية تجربة على قسم سهل حتى لا تشعروا أن اللوح يقتل بشكل عشوائي، ارجو أنكما تثقان فيما قلته الأن.”
” أي قسم، و أي عقاب؟” سأل جابا بعدما ترك رأس الجثة ترتطم بالأرض مجدداً.
” أي قسم يأتي على رأسك، و أي عقاب يمكن ان يصيب الروح.. مثلاً الشعور بألم شديد، أو نسيان شيئ، أو طبعاً الموت.” رد روبين.
“مثير للإهتمام.” تحرك جابا نحو روبين، و أخذ منه اللوح، ثم مرر فيه حسه الروحي. ” انا، جابا، لست صاحب الموهبة رقم واحد في أرض قبيلة البرق، و كل الأراضي المحيطة، إن كنت مخطئ فأنا استحق ان اشعر بألم مئة طعنة!”
*بففففت*
بصق جابا دماء كثيفة من فمه، و سقط على ظهره، “اااه.. ااااه… كنت اعرف! ااااههاااا”
هز روبين رأسه، و ضحك بصوت عالٍ. ” اللوح لن يخرج، و يصنع ابحاثاً ليرى ما إن كنت محق، طالما انت تصدق قسمك فاللوح سيصدقك، هذا يعني أنه على الاقل انت مؤمن بشكل كامل أنك صاحب الموهبة رقم واحد في ارض قبيلة البرق، و الاراضي المحيطة.”
“متباهٍ..” تمتم أورزون، و هو ينظر للدماء النازلة من فم جابا، ثم نظر لروبين. ” حسناً لقد برهنت على قدرة اللوح، حلك هو..؟”
” نحن الثلاثة نقوم بقسم متبادل نتفق عليه لكل فرد على حدى لحفظ أسرار بعضنا، و مساعدة بعضنا البعض، هذا سيجعلك تثق بجابا، و سيجلني انا اثق بكلاً منكما بما يكفي لأقول ما عندي.. ما رأيك؟”
” موافق.. أي شيئ ليبعد.. هذا الطلسم الغبي من على قفاي.. كح كح..” قال جابا، و بصعوبة تمكن من الجلوس مجدداً.
“….” ظل أورزون صامتاً، ثم تنهد، و نظر نحو اركيز الذي كان ما يزال واقف مذهولاً لا يعرف ما سبب وجوده في إجتماع كهذا من الاساس. ” اركيز، اولاً زوجتك قامت بالتضحية بنفسها لحماية فتاة تمتلك وشم إلهي، و الأن إبنتك وجدت، و أنقذت السيد مختار السماء الثالث، و أرسلته لنا بعدها ضحت بحياتها، و انت نفسك تعمل بجد من أجل البشرية ليل نهار.. انت من اليوم ساعدي الأيمن، و عائلتك ستنزل في كتب تاريخنا كالعائلة الأمثل على مر التاريخ، شكراً لكم.”
” مختـ مختار السماء الثالث بشري؟! إبنتي ماتت؟ انا.. انا…” اركيز أخذ بضع خطوات للوراء، كم المعلومات التي سمعها صدمته على رأسه كالمطرقة، لم يكن يدري يحزن، او يفرح، يحتفل، او يبكي..
فسقط على ركبته، و وضع جبهته على الأرض نحو روبين، و صرخ. ” لابد ان إبنتهي ذهبت للأسلاف، و هى فخورة، شكراً على منحها هذه الفرصة، شكراً على مجيئك لنا.”
وقف روبين، و ذهب ليوقف الرجل على قدمه فمسح دموعه، ثم قال. ” بل شكراً على تربيتك الجيدة لإبنتك.”
“حسناً يا اركيز، يمكنك الذهاب للمنزل للإستراحة الأن، قم بإرسال الرجال حول الخيمة لمواقعهم ايضاً لا أريد أن يقترب أحد مسافة مئة متر من الخيمة.” أشار أورزون للرجل الباكي. ” لدي مع السيد المختار، و السيد جابا الكثير ليُقال اليوم.”