ضيق روبين عينيه عندما وصلت الحكاية إلى هذه النقطة، هذا هو ما يريد سماعه تحديداً.

أكمل أورزون. ” بعد 150 الف عام من بداية حقبة تدريب الطاقة، ظهر شخص بين جنس العمالقة حظى بإحترام كبير من الجميع.. كان أحد اقوى مراكز القوة في جنس العمالقة، دعامة حقيقية لهم، لكنه كان يفضل الإنعزال، و كان لا يظهر إلا في حالة وجود حرب تهدد ببقاء مملكة العمالقة..

في أواخر فترات عمره فهم الجميع لماذا كان يحب الإنعزال بنفسه لهذه الدرجة.. حيث خرج للناس، و أعلن انه إبتكر وشم يمكنه تقوية أجساد كل العمالقة بلا الحاجة للتدريب على نظام البشر *المتعب، و ذا الفائدة المحدودة* سماه وشم تقوية الجسد الإلهي، ثم نشر طريقة رسمها بين جميع العمالقة بدون أن يطالب أموال، او فائدة شخصية لنفسه.”

فتح روبين عينيه على اخرها، إذاً مختار السماء الأول هو مُبتكر الوشوم الإلهية!!

ثم اكمل. ” منذ ذلك اليوم بدأ مسار الحروب يأخذ مساراً آخر بالكامل.. خلال عشر سنوات فقط من انتشار الوشوم الإلهية كسب العمالقة ما يكفي من أراضٍ لتأسيس مملكتهم الثانية.

ثم زاد الطين بلة بعدها، و قام بعدها بعمل ترقية على وشم تقوية الجسد الإلهي و أسماه الدرجة الثانية من الوشم، فبدأت قوة العمالقة الأساسية تتضاعف مجدداً!

لكن مختار السماء الأول لم يرضى بهذه الأفضلية فقط لبني جنسه، بل بدأ يصنع لهم وشوم إلهية تُستخدم للهجوم، مثلاً وشم إلهي يزيد القوة بمقدار 50%، و اخر يزيد السرعة، و اخر يساعد على القفز عالياً، و اخر يُشكل صواعق كالتي تستخدمها قبيلة البرق حالياً… خلال خمسون عاماً فقط قام بتصميم العشرات من هذه الوشوم الهجومية.

ثم بدأ يقوم بتطويع الطبيعة من أجلهم فقام بإبتكار طرق لزيادة إستخراج الموارد الطبيعية، و هو من إبتكر المسحوق عديم الرائحة لتفادي خطر جنس العفاريت الغير منطقي، و الذي يُستعمل الأن للتلاعب بهم..

حاول أسلافنا، و بقية الأجناس الأخرى محاولة سرقة تصاميم هذه الأوشام الإلهية للإستفادة منها ، و بالفعل حصلوا عليها، لكنهم فشلوا في الإستفادة الكاملة منها او حتى تقليص الفارق بينهم، و بين العمالقة، فحوالي 50% ممن يحاول إستخدام وشم تقوية الجسد الإلهي تحدث له إعاقة دائمة، و يصبح عديم الفائدة، و كل من يحاول إستخدام الوشوم الإلهية الهجومية يتحول لعجوز، و يموت بعد بضع معارك…

بعد مئة عام فقط من ظهور مختار السماء الأول لم يعد هنالك حرب، بل مذابح…

قام العمالقة بذبح أجناس كاملة، و إستعباد بقية الأجناس، ثم قاموا بتدمير تقنيات تدريب الطاقة الخاصة بكل الأجناس الأخرى، و حرموا أي تدريب، من يخالف الأوامر ببساطة سيُقتل..

مختار السماء الأول الذي لُقب بـ الحكيم العالمي في الحقيقة حاول التدخل، و أخبرهم أن هذا ليس ما صنع الأوشام من أجله، و أن على جنس العمالقة حماية أنفسهم فقط، و ترك فرصة للأخرين، لكنه إكتشف ان لقبه، و مكانته جيدة فقط في الإحتفال، و التغني بإسمه.. لم يستمع له أحد عندما أتى الأمر للإضرار بمصلحتهم!

بعدها دخل مختار السماء الأول في عزلة طويلة لخمس سنوات لم يعرف أحد اين ذهب، و عندما ظهر أعلن إضرابه عن إبتكار أي شيئ جديد حتى يكف قادة العمالقة عن ما يفعلونه، لكنه قوبل بالغضب، و الإتهامات بالخيانة
تم استخدام كافة الوسائل للترويج بين العمالقة العاديين ان مختار السماء تحول لخائن، و لم يعد يريد ان يُفيدهم اكثر، و في غمضة عين نسى الجميع لقب *الحكيم العالمي* الذي أعطاهم كل شيئ بدون مقابل لنفسه، و لقب *مختار السماء* الذي هو الشخص الأول، و الوحيد الذي وصل أوصلهم لمكانتهم الحالية.. و بدأوا يهاجمونه لفظياً في الشوارع!”

“حسنا لقد فهم الفكرة، مختار السماء هو صانع الوشوم، يكفي كلاماً في ما لا يفيد الأن.” ظهرت ملامح على وجه جابا عندما وصلوا لهذه النقطة.

أورزون أعطى ضحكة ساخرة بدون أن ينظر لجابا، ثم اكمل. “بعدما كسبوا رضاء الشارع، زعماء جنس العمالقة آن ذاك ترصدوا لمختار السماء الأول، وهاجموه معاً، و بعد معركة شديدة تم القبض عليه، و زجه في سجن شديد الحراسة.

أرادوا منه الإفصاح عن الطريقة التي إكتشف بها كل تلك الاشياء فأبى، طلبوا منه أن يعود لإبتكاراته، و يسلمهم على الاقل اختراع واحد كل خمس سنوات، لكنه رفض رفضاً قاطعاً ان تُستخدم إبتكاراته بهذا الشكل… فبدأوا بتعذيبه بأبشع الطرق.”

” قلت لك يكفي!!” اخذ جابا خطوة للأمام، و صاح.

نظر أورزون نحو جابا هذه المرة. “.. و عندما علم ان العمالقة في الشارع لا يهتمون لأمره، و يؤيدون ما يحدث له على الرغم من كل ما فعله من أجلهم.. مات بقهره.. لم يُقتل.. لم ينتحر.. مات ميتة طبيعية قبل أوانه من شدة الحزن، و الندم… مختار السماء الاول مات وحيداً في زنزانته، و هو يبكي.”

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=