“تسك~” عندما تحول أورزون لمُعاملته بأدب، و مناداته بالسيد شعر روبين بضيق اكثر … فقط لأن جابا قال انه جاء من أجله فجأة أصبح جدير بالإحترام؟
العمالقة فقط من لديهم سُلطة تحديد من يجب احترامه هنا؟! لم يطق روبين البقاء في هذا المكان لحظة إضافية.
“إسمع، أتعرف فتاة تدعى لوري؟” تكلم روبين بجدية.
“لوري.. لوري… لا، ليس بشكل واضح، كان لدينا الكثير من الفتيات بهذا الإسم، أيمكنك التوضيح اكثر؟ هل أسائت إحدى فتيات المستعمرة الأدب مع الأسياد؟” رد أورزون مبتسماً.
“لوري هى فتاة كثيرة الكلام، قالت إن أمها كانت ضحية إعتداء 4 عمالقة هنا داخل المستعمرة، قالت أنك أنت، و والدها تركتم هذا يحدث.. هل تذكرها الأن؟” نظرة إزدراء ما تزال عالقة في عينيه، و هو يتكلم طوال الوقت.
“اوووه لوري إبنة اركيز، اجل، اجل، تذكرها، انها فتاة جيدة.. ماذا بشأنها؟ أهى بخير؟” رد الزعيم أورزون كأنه سمع عن صديق قديم.
“تشة..” نفخ روبين عندما رأى أن هذا الرجل لم يعر موضوع تقصيره أي اهتمام، لم يحاول الدفاع عن نفسه، او التوضيح للحظة. “لا هى ليست بخير، لقد ماتت، انا قتلتها، هى و، 10 فتيات أخريات معها.” رد روبين بشكل مباشر.
“اوه…” صمت الزعيم أورزون للحظة. ” لابد انهن اقترفن شيئ سيئ إذاً، هل حضرتكما هنا للشكوى من فعلتهم؟ تفضل تفضل تكلم، نحن سنفعل ما بإمكاننا لتلقين درساً لمنتجاتنا المستقبلية!”
روبين أراد حقاً.. حقاً…. لكم هذا الرجل، لكنه تمالك نفسه، تنهد، ثم تكلم… ” لوري كانت تتبع عمالقة قافلة متحركة، و انا كنت أحد السجناء في تلك القافلة.. و من اجل ان تسمح لي بالهرب هى ضحت بنفسها، و لسببٍ ما، جعلتني أعدها أن أخبرك بكل شيئ رأتني أفعله، و أنا شخص أفي بوعودي، جئت اليوم لأخبرك بما أرادت، لا اعلم لماذا، لكن علي إخلاء ضميري.”
ملامح دهشة مصطنعة ظهرت على وجه الزعيم أورزون، بعدها أومئ بلطف مبتسماً، و كأنه ينتظر سماع البقية.
“…هيه~ لقائي الأول مع لوري كان في احدى الغابات عندما وجدتني في حالة سيئة، ثم—” بدأ روبين يتكلم بلا توقف بكل شيئ حدث منذ ذلك اليوم، و كيف ساعدت في إطعامه، و غسل جسده الذي كان مليئ بالدماء، و عصارة الفواكة، لم يغفل عن أي شيئ.
بالطبع أي شيئ حدث من منظور لوري!
هنالك أشياء كثيرة بدأ يُخلفها مثل خططه، و القوانين التي فعلها، و ما إلى ذلك.. فهذا لم يكن ضمن وعده.
أما الزعيم أورزون فبدأ يتفاعل مع قصة روبين بالإيماء مبتسماً، و كأن كل ما يسمعه لا يعنيه… لكن ملامحه تغيرت عندما سمع بإرسال روبين الرسالة للعفريت.
الإبتسامة على وجهه مُسحت، و النظرة البلهاء الغير مُركزة تحولت لنظرة جادة.
حتى روبين لاحظ هذه التغيرات، و عقد حاجبه قليلاً، لكنه أكمل بلا توقف، و بدأ يحكي موقف إستخدامه للنار لإذابة المعدن، ثم إيقاف لوري له، و وعده بمساعدته.
شعر روبين بجسد العجوز ينتفض منذ بداية هذه الجزئية، و حتى النهاية، حتى أنه فتح فمه، و بدى و كأنه سيقول شيئاً إلا انه كل مرة كان يكبح نفسه عندما يرى روبين ما يزال يتكلم، و كأنه خائف من أن تدخله سيجعل روبين ينسى شيئ من قصته..
بالفعل اكمل روبين بلا توقف، و بلا تغيرات بادية عليه..
حتى، و هو يشرح خطته التي وضعها للهرب عندما كان على وشك الموت، و كيفيه فك لوري قيود العفريت، و خروجه لقتال رئيس القافلة تحت توجيهاته.
او على الاقل، ظل يسرد الاحداث ببساطة حتى وصلت حكايته للنقطة التي قام فيها بتفجير الفتيات لينقذهن من مصير أفظع.
الكلمات كانت تخرج من فمه بصعوبة، و كأنه يرى المشهد أمام عينه، لكنه تمالك نفسه بما يكفي ليُكملها حتى اللحظة التي رأى فيها رأس لوري المنفصل، و تراجع في ظلام الزقاق. ” حسناً، هذا كل شيئ حدث، لا اعرف لماذا جعلتني لوري أعد بأن أخبرك به، لكن شكراً لك على… الإستماع؟”
روبين كان على وشك الوقوف، و الإشارة لجابا لمغادرة الخيمة، و الخروج سريعاً من هذا المكان، عندما لمح بطرف عينه… دموع تسقط من عين زعيم المستعمرة أورزون؟
نظر روبين جانبه نحو جابا لربما يفهم من ملامحه لماذا يبكي ذلك العجوز، لكنه وجد جابا ينظر للعجوز أيضاً مُعقد الحاجبين، واضح انه أيضاً لا يفهم شيئاً.
لكن جابا كان اكثر حسماً، فوقف مكانه، و تكلم نحو روبين. ” هيا بنا، فالندع العجوز يغرق في أحزانه بمفرده.”
أومئ روبين، و ألقى نظرة أخيرة على أورزون.. هو لا يعرف ما الذي جعله يبكي بالضبط، لكن هذا لم يعد يعنيه الأن.
لكن عندما قام بتعديل جلسته، و كان على وشك الوقوف، وجد يداً تمسك بمعصمه. ” سيدي.. هل انت مختار سماء؟”
نظر روبين نحو أورزون التي تحولت نظرة الإنهيار في عينه إلى نظرة قوية. ” أفلتني أيها العجوز! ما الذي–”
“ارجوك أجبني!! طالما ارسلتك لوري إلى هنا فهذا يعني أنها لم ترى أوشام على جسدك، و هى تغسل جسدك، انت تملك طريقة لإستخدام الطاقة غير الأوشام، صحيح؟ لقد ضحت لوري، و أرسلتك هنا حتى تخبرني بهذه الحقيقة الوحيدة، ألا تريد أن يكون لموتها من اجلك معنىً؟ ألا تريد تنفيذ وعدك؟ ستنفذه فقط لو أجبت عن هذا السؤال!!” شد رئيس المستعمرة يده أكثر، و بدأ يُلح.
ملامح دهشة شديدة بدأت تظهر على وجه روبين، لكن قبل أن يجيب بنفسه تدَخل جابا. ” هو لا يعرف ما إن كان مختار سماء، او لا، لكن حسب ما أراه هو بالفعل كذلك… هلا تركت يده الأن ايها البشري؟ لدينا أماكن أخرى لنذهب إليها.”
“هووو~” اطلق أورزون زفيراً طويلاً عندما سمع هذا، و بعد ثانيتين ترك معصم روبين، وقف، ثم أخذ خطوتين نحو جابا. ” شكراً على جلبك السيد روبين هنا، لكن اخشى أنك انت لن تذهب إلى أي مكان بعد اليوم.”