*رااف رااف رااف*

شق الوحش الطائر السماء، أثار الفزع بين كل المخلوقات في الغابة زرقاء اللون تحته بكل ضربة بجناحه، و أثار الفضول في قلب روبين الذي لم ينزع عينه من عليه… ” يا له من مخلوق مذهل..”

” هاها هل أعجبك الدراكو؟ يمكنني أن اشتري لك واحد لو اردت.” ضحك جابا بصوت عالٍ.

تشتريه؟ اعتقد انه وحش وجدته، و قمت بتربيته، او شيئ كهذا.. هذه الاشياء يمكن ان تباع، و تشترى؟!” تكلم روبين مذهول.”

هذا الوحش الطائر كان بقوة قديس متوسط المستوى!!

” هاها لا، لا، الدراكو كائنات متواجدة في الأسواق بكثرة، إن إحتجت واحد في أي وقت، او أي مكان يمكن ان تشتريهم، بيوض الدراكو رخيصة جداً.”

” حقاً؟! … لكني جُلت في الغابات، و دخلت 3 مدن عمالقة، و لم أرى واحداً منهم من قبل!” شكك روبين.

“انا لم أبالغ، بيوض الدراكو متوفرة فعلاً، و رخيصة الثمن، قد يصل سعر الواحدة لعملة ورقية سوداء واحدة! .. لكن الناس ببساطة لا يريدون شرائها.” رفع جابا كتفيه.

“هذا…؟” عقد روبين حاجبه، من قد لا يريد وسيلة مواصلات قوية وطائرة كهذه؟ خاصةً بالنسبة لجنس لا يمكنه الطيران مهما بلغت قوته مثل العمالقة..

“هاها حسناً، حسناً، لن أتركك تُخمن كثيراً.” ضحك جابا بصوت عالٍ، ثم اكمل. “في الطبيعة تضع أنثى الدراكو الواحدة مئات البيوض كل موسم تزاوج، لكن في النهاية ينجو واحد فقط، إن نجى أساساً..

و هذا يعود لسببين، الأول ان كائنات الدراكو بطبيعتها شديدة الإفتراس، لهذا اول من يفقس يهاجم بقية البيض، و يقوم بتكسيره.. لا يأكله.. يكسره فقط.

و السبب الثاني، و الأهم أن طعام الدراكو محدود جداً، انهم لا يأكلون سوى الاعشاب العتيقة، او الكائنات القوية المشبعة بالطاقة الروحية، و لهذا كائنات الدراكو في الطبيعة قليلة جداً لدرجة الإنقراض.”

“همم.. يبدو ان السببين مرتبطين نوعاً ما، أراهن ان هنالك معلومات متوارثة لدى الصغار عن حالة طعامهم النادر فيقوم بقتل إخوته حتى تقل المنافسة.” حك روبين ذقنه.

أومئ جابا عند سماع هذا. ” ربما~ المهم… كبار التجار يقوموا بتربية زوج من الدراكو لديهم، و يستخدموهم لبيع البيض، لكنه غالباً ما يستخدم لإعداد الوجبات، فمن معه ثمن إطعام دراكو؟ سواءً الاعشاب العتيقة، او نوعية اللحم التي يأكلونها غالية جداً.

لا يوجد عمر معين يستغرقه الدراكو حتى يكبر، لو أطعمته سيكبر، و لو تركته أعوام بدون طعام سيبقى في نفس حالته ببساطة حتى يتضور جوعاً، و يموت في النهاية.

انت لا يمكنك حتى تخيل مدى الثروة التي انفقتها على صغيري هنا حتى أصبح بهذه القوة، لكن ماذا افعل.. احب شعور الطيران هاها.”

” هاه.. مثير للإهتمام…” تمتم روبين، بعدها لم يضف كلمة..

————

بعد أكثر من ساعتين بقليل.

” هوي، وصلنا لمحطتك يا زعيم!” أشار جابا للأمام، و تكلم بصوت عالٍ.

روبين أخرج رأسه من وراء جزع جابا الضخم في مشهد كوميدي، فرأى قرية صغيرة على بعد بضع كيلومترات.

“مستحيل.. أهذه هى مستعمرة البشر رقم 53؟ أما زلنا داخل أراضي قبيلة البرق؟” تفاجئ روبين.

بحساب سرعة طيران الدراكو، و الفترة التي ظلوا في الجو فيها، فالمسافة التي قطعها هى بالتأكيد اكبر من المسافة بين ابعد نقطتين في مملكة الشمس السوداء.

خلال آخر بضع ساعات من الطيران ظن روبين أن جابا قرر اخذ الطريق الطويل، و الالتفاف من اراضٍ مجاورة مثلا حتى لا يتم كشفهم!

إلى أي مدى اراضي قبيلة البرق تلك اكبر من مملكة الشمس السوداء؟

“هاها بالطبع هذه هى!” أكد جابا، ثم نظر وراءه. ” زعيم، لو كنت مكانك لأمرت ذلك العفريت بالإختباء بدأً من الأن.. السير في الأرجاء، و بجانبك عفريت طليق ليست فكرة جيدة..”

“هذا…” تذكر روبين ان العفاريت كائنات مكروهة، و غير قابلة للترويض في هذا العالم، ” حسناً، أهبط قبل القرية بمسافة لننزله”

” فقط اخبر ذلك الشيئ ان ينتظرنا حول القرية.” قال جابا بدون إهتمام.

“…. تم، أخبرته، يمكنك الهبوط الأن.” نظر روبين نحو العفريت لحوالي ثانتين، بعدها نظر أمامه مجدداً، و قال لجابا.

“جيد.” إلتف جابا للخلف فأمسك بقرن العفريت، ثم ألقاه من الأعلى.

“كااااااااااااااااااا!!” …. *بووف*

“هل انت مجنون؟! نحن على إرتفاع مئات الأمتار!!” تابع روبين العفريت حتى إرتطم بالأرض بقرنيه اولاً، ثم عاد ليصرخ على جابا.

” هيهي لا تقلق، أولائك السفلة لديهم أجساد قوية سقطة كهذه ستعطيه بضع كدمات فقط… هاي تماسك، سنهبط!” قال جابا، ثم ربت على عنق الوحش رباعي الأجنحة، و بدأ ينزل نحو بوابة المستعمرة.

*راااف رااااف*

“دراكو!”

“احذروا!!”

“هوااا، انجوا بجلودكم!!”

مشهد هبوط الدراكو المخيف سرعان ما جذب أنظار الجميع، بعضهم ألقوا ما في أيديهم من طعام، او أدوات، و بدأت بالهرب، و بعضهم إرتمى على الارض من الخوف.

” اخرسوا! مما أنتم خائفين؟ الدراكو خاصتي لا يأكل قمامة!” قفز جابا على الارض، و طمئن البشر بطريقته الخاصة.

طريقة جعلت روبين يعقد حاجبه، قبل ان ينزل وراءه بصمت…

مهما كان جابا ذكياً، و مهما قال انه لا يهتم بجنس الشخص أمامه، جينات الغطرسة، و الشعور بالتفوق على بقية الأجناس ما يزال متأصلاً في عظامه حتى لو أنكر.

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=