بعد 4 ايام —

* راااف راااف راااف.*

“كاااا كاااااااا”

صوت رفرفة أجنحة قوي صدى فوق الغابة فأفزع كل الكائنات فيها، من شدته بدى، و كأنه صوت وحش يقصد ضرب الغابة بكتل من الهواء.

لم يكن ظاهر ما إن كان هذا وحش، او مركبة ضخمة.. بدى كأنها عظاءه ضخمة لها 4 اجنحة، طولها من الرأس للذيل حوالي 7 أمتار، و بين أطراف الأجنحة يصل طولها لأكثر من 12 متراً.

” هممم.. المفترض أن هذه هي المنطقة، أما اني ضِعت؟ تسكِ~ لو لم يقتل الخنفساء الخاصتي لوجدته بشكل اسرع.” جابا الجالس فوق الوحش المجنح تمتم، و هو ينظر في كل الإتجاهات.

“صااااااااااااااا!!” صرخ الوحش المجنح صرخة غاضبة، و كأنه يتحضر للهجوم.

“همم؟” أعاد جابا النظر للأمام مجدداً ليرى ما يفزع مطيته، فوجد شخص جالس في الهواء.. ” اللعنة!”

فأمسك جابا لجام الوحش المجنح بسرعة، و أعاد توجيهه نحو اليمين قبل أن يصطدم بالشخص الجالس في الهواء، ثم أعاد التوازن للوحش المجنح مجدداً فأخذ يضرب بأجنحته بقوة في الهواء، و أخذ هو يمعن النظر في اتجاه الشخص المعلق في الهواء.

“انت.. انت تطير!!” صاح جابا فجأة عندما عرف هويته، لقد كان روبين!

فتح روبين عينه، و نظر نحو جابا مبتسماً. ” و انت ايضاً.. مطية لطيفة!” ثم بدأ يهبط بسرعة حتى وصل للأرض.

و مع انه كان على عِلو عشرات الأمتار إلا انه هبط بسلاسة، و لطف لدرجة ان الغبار تحت قدمه لم يثار حتى!

“هذا مختلف!” أشار جابا لوحشه المجنح أن يتعلق بأحد الأشجار، و هو قفز وراء روبين بـ *بوووم* أحدث شقوق في الأرض بسبب وزنه. “كيف يمكنك الطيران بهذا الشكل؟ علمني، و سأناديك بمُعلمي!!”
نظر له روبين بإستغراب. ” ألا يمكن لمن هم بقوة الشامان الطيران؟”

“ماذا؟ لا! لا احد يطير منا مهما بلغت قوته!! لا شامان ولا حتى التنانين يمكنهم الطيران، سمعت ان قبيلة الجاذبية يمكنهم القفز لمسافات اطول من المعتاد، لكن هذا كل شئ!” رد جابا بإستغراب، ثم عاد لنظرة التطلع مجدداً.
“.0o0”

تفاجئ روبين عندما سمع هذا، الشامان هم المكافئين للقديسين لهذا ظن أيضاً انه يمكن لهم الطيران هنا، لكنه سرعان ما فكر في السبب.

هو نفسه طار حالياً لأنه أخيراً أتقن الدرجة الاولى من قانون الجاذبية الرئيسي بشكل كامل، كما ان طاقته في المستوى الـ 18 من الفروسية كافية لتفعيل القانون حول جسده بشكل كافٍ للطيران.

أما الطبيعي فهو فعندما يدخل مقاتل نظام الطاقة الداخلية لنطاق قديس تصبح طاقة كثيفة، و كثيرة بالدرجة الكافية التي تسمح له بمعاندة تأثير الجاذبية، و الطيران، مع ان هذا سيتنزف كميات أكبر من الطاقة، و تسبب إرهاق مضاعف إلا انها ما تزال خاصية مهمة جداً في حياة اي قديس… روبين نسي للحظة ان أولائك العمالقة لا يملكون اي طاقة داخلية أساساً.

مع انه نظرياً يمكنهم جذب الطاقة من محيطهم، و تحويلها بوشم لتكون قانون جاذبية.

لكن الوشم يقوم بتحويل الطاقة في مكان معين من الجسد، ربما تخرج من الساق، او الذراع فقط، و لا يمكن تغطيه الجسد كله بها، كما ان كمية الطاقة التي يمكن للوشم تحويلها كل مرة ليست كثيرة لدرجة إلغاء تأثير الجاذبية على جسد العمالقة الضخم، و أوزانهم التي يبدو أنه يمكن فقط حسابها بالأطنان!

“هيهي..” قهقه روبين، هذه نقطة أخرى تُحتسب لصالح نظام الطاقة الداخلي.

“هوي! علام تضحك؟” نظر له جابا بإنزعاج.

“اضحك على خيبتكم هاها..” ضحك روبين بصوت عالٍ، لكنه بسرعة تمالك نفسه، و اكمل بجدية. ” إحم.. انس أمر الطيران الأن، سيتحتم علي تعليمك نظام طاقة منذ البداية، و ستمر فترة ليس بقليلة حتى تصل لهذه المرحلة، عندما يحين الوقت المناسب سأعلمك لا تقلق.”

” نظام طاقة منذ البداية، هذا يبدو مثير!” إبتسم جابا اخيراً عندما سمع هذا.

“اجل، اجل، و الأن هيا بنا نحو المستعمرة البشرية 53، لا اعرف كم شهر سنستغرق حتى نصل لهذه!” تكلم روبين بإنزعاج، و بدأ يحك رأسه.

حسب كلام لوري فهى، و الفتيات بقين مع العمالقة منذ فترة طويلة، ربما سنوات.. لو طوال السنوات يقوم العمالقة بالترحال بنفس الوتيرة فمن يعلم أين تلك المستعمرة الأن!

“هاها شهور؟ سنصل لها خلال ساعتين فقط بمساعدة الدراكو خاصتي.” تكلم جابا، ثم اطلق صفيراً عالياً، فجاء الوحش المجنح مخترقاً أغصان الشجر الكثيفة، و هبط بجانبه.

“دراكو… هاي، ماذا تقصد بساعتين؟” لوهلة تاهت عين روبين على المخلوق الضخم أمامه، لكنه إستعاد صفاء ذهنه بسرعة، و سأل.

” السيرك كان يسير في دوائر طوال تلك المدة! بعدما ينتهون من اكمال دورة على كل مدن عمالقة نيهاري يعيدون الكَرة، هم لم يخرجوا من حدود اراضي قبيلة البرق.. المستمرة البشري رقم 53 ليست بعيدة عن هنا!” تكلم جابا مبتسماً، و بدأ يربت على الدراكو خاصته.

“خبر ممتاز!” بدت الفرحة على وجه روبين، كلما انتهى من هذه المسؤولية كان افضل، “إذاً…؟”

” هاها تعال اقفز، لا تخف هو لن يعض… اعتقد…” ضحك جابا عندما رأى تردد روبين، و قفز هو قبله على الوحش المجنح.

بعد لحظات من التردد قفز روبين خلفه، و بعدها جاء العفريت من العدم، و جلس خلف الإثنان.

“غرررر” لف الدراكو رأسه، و بدأ يزمجر نحو العفريت، نية قتل واضحة بدأت تصدر منه.

” لا عليك لا عليك، هو لن يؤذيك.. هيا انطلق!” ربت جابا على عنق الوحش رباعي الأجنحة.

*باااا راااااف*

القدمان الخلفيتان للدراكو ضربت الأرض بقوة، و أجنحته الأربعة ضربت الهواء كالمطارق فبدأ يرتفع شيئاً فشيئاً، و بسرعة غاب عن الأنظار…

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=