” تلميذ؟ ” رفع العملاق الشاب أحد حاجبيه، و نظر لروبين لبضع ثوانٍ. ” ماذا سأكسب من وراء ذلك؟”

لا شك أن روبين عبقري، و على الارجح هو مختار سماء، لكن هذا لنفسه… ماذا يمكن ان يعطيه؟

لو تكلم عن العمر، و خبرات الحياة فهو أكبر من من روبين، و لو تكلم عن القوة فهو أقوى من روبين بكثير، في الحقيقة لو هو كان المُعلم في هذه العلاقة لبدى هذا اكثر ملائمة.

” ستكون ساعدي الأيمن في خططي هنا، سأعطيك قوة ما كنت لتصل لها في حياتك، سأعطيك عِلم ما كان لهذا الكوكب ليجمعه، و لو بعد مئة الف عام… هل انت معي؟” وسع روبين عينه، و تكلم بثقة، لكنه لم يشرح اكثر.

“…..” نظر العملاق له مطولاً، ثم تنهد، و قال. “اعتقد ان التجربة لن تضر، حسناً، لكن لن ادعوك بمُعلمي حتى تظهر نتائج تعليمك، و أشعر أني تحسنت فعلاً!”

“اتفقنا!” مد روبين يده، و صافح العملاق بحرارة… ثم عاد ليضخ طاقة الحياة في ساقه المحترقة.

وضع العملاق الشاب يده على صدره بفخر. “دعني أعرفك بنفسي بشكل رسمي، انا جابا من قبيلة البرق، لدي وشم تقوية الجسدي الإلهي من الدرجة الثالثة، و 3 وشوم هجومية اخرى، انا حالياً نائب القائد لقوات حفظ السلام، أحد أشهر العباقرة في كامل ارض البرق، و ربما لدي بعض الشهرة القليلة خارج اراضينا… و انت؟”

“اهلا، و سهلا، انا روبين بورتون.” تكلم روبين بدون رفع نظره.

“…. و؟”

“و ماذا؟” ضحك روبين ضحكة ساخرة.

” انت جنس جديد؟ فضائي من عالم اخر؟ جنس جديد فضائي من عالم اخر؟ ماذا تكون؟ ما هى خططك هنا؟!” أمطر جابا الاسئلة.

” ليس الأن.”

” اممم، هذا عادل على ما اعتقد… بالنسبة لطلسم نصل الريح ذاك…” أشار العملاق نحو قفاه.

” سيبقى مكانه.” رد روبين بإقتطاب

” إذاً ما نفع هذا الخطاب الحماسي، و إتخاذي تلميذاً بحق الجحيم إن كنت لا تثق بي!!” ألقى جابا العظمة في يده نحو روبين.

ترك روبين العظمة ترتطم بظهره، و تكلم. “عليك أولاً ان تتلو قسماً صغيراً بعدها سأبدأ بإخبارك، و تعليمك كل شيئ..”

” قسم..؟ لا بأس! يمكنني ان أفعلها الأن، انا جابا ابن قبيلة البرق اقسم ان –”

“شششـ! ما هذا الهراء؟ أتعتقد اني أحمق بما يكفي لأصدق هذا؟ انتظر حتى اجهز لوح قسم لائق.” نظر روبين للجانب نحو جابا، و كأنه ينظر لمهرج.

“لوح قسم..؟” نظر جابا نحو روبين مطولاً، لكن لم يتكلم أكثر في الموضوع، ” إذاً.. ما الخطة الأن يا زعيم؟”

” …. لا اعرف.” رد روبين.

” لا تعرف ماذا تفعل في عالمنا؟ هل جئت في نزهة؟ يا لك من فضائي عجيب…”

“تسك~” لم يرد روبين أن يقع في الفخ، و يرد رداً يثبت فعلاً انه من عالم اخر، او يتكلم عن مهمته، فغير الموضوع ” اريد حالياً الإتجاه للمستعمرة البشرية رقم 53، يجب ان أقابل زعيمهم.”

“اوه؟ على الاقل لدينا مكان نبدأ منه، لكن هذا يجب ان ينتظر بضع ايام.” أومئ جابا.

“همم؟ لماذا..؟” عقد روبين حاجبه، كان يريد التخلص من هذه المسؤولية التي حملته إياها لوري حتى يركز في مهمته بعدها.

” لقد مرت ساعات طويلة منذ تواصلت آخر مرة مع المقر الرئيسي، لو إستمر الغياب سيرسلون فريق بحث خلفنا.” تكلم جابا.

“هذا… ماذا سنفعل إذاً؟” عقد روبين حاجبه، لقد نسي هذا فعلاً…

قوات حفظ السلام تلك أرسلوا خلفه أحد نواب القائد العام فقط لأنه قتل ضابط سابق متقاعد، ماذا سيحدث إذاً لو إختفت فرقة كاملة بهذا الشكل.. و على رأسهم نائب القائد نفسه؟!

“هيهي هذه بسيطة، امنحني بضع ايام فقط، سأرجع للمقر و أخبرهم ان جماعة سلمندر النار الإرهابية هى من وراء كل هذا، و أنهم قتلوا فريقي بينما تمكنت انا من الهرب، بعدها سأخذ إجازة مفتوحة، و أرجع لنلتقي هنا.” فتح جابا يديه، و يتكلم بإبتسامة.

” ماذا؟ لا، لا، لا، *الجماعات الإرهابية* يريدون فقط جزءً من حقوقهم، كيف أزيد الوضع صعوبة عليهم؟” رفض روبين بشكل قاطع، لصق أفعاله بأشخاص أبرياء لم تبدو فكرة جيدة.

إبتسم جابا. ” كنت أعرف أنك شخص جيد.. و لهذا إخترت الجماعة المناسبة للتهمة! لا تقلق، ظاهرياً هم مجموعة من الاجناس الثانوية يسعون للحقوق، و هذا الهراء، لكن رؤساء الجماعة هم عمالقة يصطادون في الماء العكر.
هذا يحدث كثيراً في الحقيقة، يستغلون موضوع الجماعات الارهابية المنتشر لتأسيس عصابات خاصة بهم للسرقة، و زيادة الثروات تحت واجهة الشرف، و الحرية، و جماعة سلمندر النار هم الاكبر، و الاخطر من هذا النوع، هذه الجماعة تُدار بالكامل من قِبل بضع عمالقة، بعضهم لديهم نقوش من المستوى الثالث مثلي!

جماعة سلمندر النار الارهابية منتشرة بشدة، ليس عندنا في ارض البرق فقط، بل لديهم فروع في كل اراضي كل القبائل المحيطة، و لهذا لديهم عدة أشخاص يمكنهم إستخدام الهجمات النارية.. شدة خطورتهم، او سمعتهم لن ترتفع أكثر بعد إعلان مسؤوليتهم عن هذا الحادث.. لا داعي للقلق!”

“اوه… اعتقد انه لا بأس إذاً.” أومئ روبين، ثم عاد لضخ الطاقة في جسد جابا بصمت.

لأن إصابات جابا منذ البداية لم تكن شديدة، خلال ساعتين فقط قام روبين بعلاج أي إصابة تمنعه من التحرك بحرية، لكن ترك تلك الإصابات، و الحروق الخارجية، و حتى جزء من الفُتحتين في بطنه اللتان تسبب بهما العفريت، حتى يكون كلامه عن موضوع هربه من جماعة سلمندر النار مقنع.

بعدها إندفع جابا إلى الإتجاه الذي جاء منه، تاركاً روبين، و العفريت ينظران لبعضهما..

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=