تكلم المستبصر عن نوع من أحجار الطاقة في هذا الكوكب يكفي لقلب مسار حربه ضد غريمه، قال إن لو غريمه تمكن من السيطرة عليها، و حصل على هذه الاحجار فسيكون قد انتهى أمره..

لو كان غريم المستبصر يريد شيئ من هذا العالم، فهو بالتأكيد هذه الدرر!

” من أين حصلت على هذه الدرر العشرة؟ هل يوجد الكثير منها في الارجاء؟!” تكلم روبين بجدية.

” إهدأ.. انها لا شيئ نادر.. يمكن الحصول عليها من أعماق الجبال التي تتكون من أحجار الطاقة، او احياناً قد تجدها لو نزلت في اعماق البحار عميقاً بما يكفي، او حتى داخل البراكين النشطة.. الدرر تحتاج مكان مليئ بالطاقة الطبيعية، و تأخذ فترة طويلة جداً لتتشكل، لكنها موجودة بأعداد لا تجعلها نادرة.. يمكنك شراء الواحدة من تلك بـ ورقة نقدية البنفسجية واحدة.” أشار العملاق لروبين ان يهدأ، و تكلم.

تكلم العملاق بهدوء، و كأنه لا شيئ، لكن هذا الكلام غير الكثير عن نظرة روبين…

في ذلك المزاد كان سيتم بيعه بـ 7 عملات ورقية ارجوانية، و ربما اكثر، لو اللؤلؤة الواحدة تملك طاقة يمكنها بمفردها إرساله لكوكبه، إذاً فالواحدة تساوي تقريباً 15 مليون عملة ذهبية..

كانوا يريدون شراءه بهذا السعر فقط ليتم أكله.. على الاقل أولائك العمالقة يعرفون قيمته، همف!

“…أخبرني المزيد عن نظام العملات لديكم، ما هى تلك الاوراق؟” عاد روبين للجلوس أمام النار، و سأل.

” هممم كيف أشرح هذا… في الماضي كانت عملتنا الرئيسية هى أحجار الطاقة، لكن حمل كميات منها في الأرجاء لم يكن عملي، و كان يغري اللصوص، لهذا قمنا بتأسيس كيان يسمى البنك..

البنك هو مكان منفصل عن الإدارة الحاكمة، و يعتبر ملكية عامة لكل أفراد القبيلة، يتم فيه تخزين أحجار الطاقة، و الدرر.. من يعطي موظفي البنك مثلاً كيلو جرام من احجار الطاقة يأخذ ورقة نقدية سوداء مكانها.

يمكن لذلك الشخص إعطاء تلك العملة الورقية السوداء لشخص آخر ليشتري منه شيئ، و هكذا.. الموضوع بسيط في التعاملات لأن اسعار العملات دائماً ثابت.

العملة الورقية السوداء تساوي كيلوجرام من احجار الطاقة.. البرتقالية تساوي مئة كيلوجرام.. الحمراء تساوي طن من احجار الطاقة.. هنالك ايضا البنفسجية التي تساوي درة واحدة… و اخيراً الذهبية تساوي مئة درة.”

فتح روبين عينيه في ذهول، هذا النظام فعلاً كان افضل بكثير من الذي اعتاد عليه.. بدلاً من حمل طن من الذهب مثلاً على عربة، و قطع أميال بها، سيحمل فقط ورقة بنكية حمراء في جيبه..

“..شكراً لك، لقد وسعت إدراكي للكثير من الأشياء.” تكلم روبين، و عاد للنظر أمامه.

قهقه العملاق. ” لا بأس سيد فضائي هيهي كلها اشياء يمكنك ان تعرفها بعمر سنة، او تسأل عليهم أي متشرد في الشارع، ليس و كأني اخبرك اسراراً.”

“…”

عاد روبين للنظر نحو النار أمامه لأكثر من ربع ساعة بنظرة جادة تعتلي وجهه، واضح انه كان يفكر في شيئ.

مع ان الشاب في كلامه يبدو صادق إلا انه ما يزال ضابط كبير في قوات متخصصة لإصطياد أمثاله.. انها مخاطرة كبيرة جداً أن يثق به، ثانياً هو لا يعرف ماذا يريد من التقرب له حتى الأن!

في النهاية نظر له بجدية، و تكلم. ” إذاً..؟ لماذا كنت تريدنا ان نتكلم؟ ماذا ستفعل لو كنت مختار سماء من هذا العالم؟ و ماذا ستفعل لو كنت فضائي من عالم اخر؟”

“…” سقط العملاق الشاب في صمت لبضع ثوان، ثم نظر إتجاه روبين بحزم. ” سأتبعك في الحالتين.”

“هاه؟ هاها.. هاهاهاهاها.. يبدو أن الصدمة على رأسك كانت أسوأ مما ظننت!” أمسك روبين بطنه، و ضحك بصوت عالٍ.

” ما الطريف في الموضوع؟!” عقد العملاق حاجبه، بدا منزعجاً بشدة.

“هاها.. هااااه~” اخذ روبين قضمة كبيرة اللحم، ثم اكمل. ” محاولة جيدة يا سيد قوات خاصة، لكني لا احتاج جاسوس بجانبي، جرب شيئ اخر.”

أهذا مزحة؟ لقد قال سابقاً أن مهمته هى تتبع التهديدات المحتملة على الأمن الداخلي، و تدميرها، ماذا قد يكون تهديد أكبر من فضائي قادم من عالم اخر؟!

“…” ظل العملاق الشاب صامتاً لبعض دقائق. ” قبيلة البرق سقطت في فترة إضمحلال، و ضعف في آخر بضع مئات من السنين، يحاول الزعيم الحالي للقبيلة التعامل بسلام، و سلبية مع جيراننا بقدر الإمكان.. قبل عشرة سنوات فقط دخلت قبيلة المياة لأراضينا، و أخذوا أحد مصادر مياهنا العذبة، و المناطق المحيطة بها كلها، و ماذا فعلنا لنرد؟ لا شيئ.. لا شيئ!!”

نظر روبين بجدية للعملاق الشاب، و هو يتكلم منفعلاً، و لم يقاطعه.

ثم اكمل. ” لأصدقك القول.. مع أني كنت غاضب جداً من زعيم قبيلتنا آن ذاك، اردت القيام بشيئ.. أي شيئ! إلا انه لا يوجد ما يمكنني عمله بمفردي، و لأننا * نتتبع خطة السلام* مع جيراننا حالياً لم يكن أمامي سوذى الإنضمام لقوات حفظ السلام لو اردت ان أحظى ببعض القتالات الجيدة… هيه~

تتبعت العديد من المنظمات الإرهابية التي أسستها الأجناس الاخرى لمضايقة عمالقة نيهاري، انا قتلت المئات منهم في الحقيقة، و تسببت في تفكيك عشرات المُنظمات الإرهابية خلال أقل من عشر سنوات حتى كسبت مكانتي كأصغر نائب للقائد العام لقوات حفظ السلام في التاريخ، لكن لأصدقك القول.. حتى هذا بدأ يصبح ممل.. لم يعد لدي أي شغف للموضوع.”

نظر العملاق الشاب نحو روبين، ثم تابع مبتسماً. ” لا اعرف ما إن كنت فضائي، او جنس جديد، في الحالتين انت مختار سماء.. و في الحالتين انا متأكد أن بقائي معك سيجلب لي إثارة لم أحلم بها في حياتي.”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=