مرت أكثر من نصف ساعة منذ اخر جملة قالها العملاق الشاب، لم يفتح أحد فمه بعدها بكلمة..
روبين إنشغل بتقليب الحطب أمامه، و أخذ قضمة من اللحم بين كل حين وآخر، يفكر في ماذا يفعل بهذا العملاق.
بينما انشغل العفريت بمراقبة العملاق من بعد، ثم اخذ قضمة كبيرة مما بدى انها ساق.. كانت ساق القديس منخفض المستوى!
كل جراحه من المعركة ضد رئيس السيرك أوشكت على الإلتئام بعد أكل كل حفظة السلام الاخرين، بينما هالته تصبح أشد فأشهد.. حتى ان روبين إعتقد انه عندما ينتهي من هضمهم جميعاً قد يصل لقمة قديس متوسط المستوى أو ربما اعلى!
بينما العملاق الشاب إنشغل في آلام جسده..
مع انه لم يعاني أي كسور، او اصابات كبيرة، إلا ساقه، و رقبته تعرضتا لحروق متعددة، و بضع تهتكات في العضلات، و الأربطة من شدة الإنفجارين.
في هذه اللحظة كسر روبين الصمت. ” سابقاً ذكرت شيئ عن وشم تقوية الجسد من الدرجة الثالثة.. هل يمكنك ان تشرح لي اكثر؟”
إصطنع العملاق الشاب أن هذا السؤال لم يكن عن معلومة عامة معروفة للجميع، و أن هذا يدل أكثر فأكثر أن روبين فضائي، و اجاب. ”… وشوم تقوية الجسد تقوم بسحب الطاقة المحيطة بشكل مستمر، و تضخها في جسد صاحبها فتقوي عظامه، و لحمه، انها أساس القوة في هذا العالم، و كل شيئ آخر في نظام القوة يتمحور حولها، لكنها تحتاج للتحديث بإستمرار..
وشم تقوية الجسد من الدرجة الأولى يمكن أن يُمنح للطفل بعد ان يبدأ يتعلم الكلام لو وُلد في عائلة ثرية، انه يسحب كميات ضئيلة نسبياً من الطاقة لا آثار جانبية لها، ولا متطلبات لها، تلك الطاقة ستزيد قوة الجسد ببطئ حتى تصل في النهاية لقوة المحاربين الأربعة الذين كانوا معي قبل قليل، و انت قتلتهم، لكن بعد الوصول لهذه القوة سيكون الوشم عديم الفائدة، او يمكن إستخدامه لعلاج الجروح في الجسد في افضل الحالات..
عند تلك النقطة يمكنك عمل تحديث على الوشم للحصول على الدرجة الثانية منه، عندها ستحصل في النهاية على قوة تساوي قوتي، او اقل بقليل.. بعدها سيكون لا فائدة من الوشم غير العلاج، و نفس الكلام ينطبق على الدرجة الثالثة، و الرابعة~”
“هذا…” الأن تذكر كلام المستبصر عن العمالقة، لا يحتاجون ان يمتصوا الطاقة..
هل كل ما يحتاجون فعله هو وضع الوشم، و تركه يقوم بعمله؟ أهذا يمكن تسميته تدريباً بعد الأن؟ أين التعب، و الكِد، و المثابرة في الموضوع؟ أين دور المشاعر الجياشة، و القسم على الانتقام، و البلا بلا بلا~!!
“و انت تقول انك حصلت على الدرجة الثالثة من هذا الوشم..؟!” فتح روبين عينه على آخرهم عندما تذكر هذا، لو كان الدرجة الاول تُمنح حتى إتمام نطاق الفروسية، و الدرجة الثانية تساوى نطاق القدسية، إذاً الدرجة الثالثة هى..
“صحيح، لكني حصلت عليه قبل أقل من شهر، و لم يظهر الكثير من النتائج بعد.” أومئ العملاق الشاب بإبتسامة فخورة.
“شاب في مثل سنك وصل لهذا النوع من القوة… يا له من نظام طاقة غريب.” هز روبين راسه بإحباط، العملاق لا يبدو انه فوق الاربعين عاماً، لكنه وضع قدمه في نطاق الحكيم بالفعل؟!
” ماذا تقصد بهذا؟ أتعتقد ان الجميع يمكنهم ان يصلوا لقوتي في سني؟ هاهاها.” ضحك العملاق بصوت عالٍ. ” ألم تر أتباعي قبل قليل؟ جميعهم اضعاف اضعاف عمري.. قد يكون لدينا نفس الوصول للطاقة، و نفس الأوشام، لكن الموهبة التي يولد بها الشخص تختلف من واحد لأخر في كيفية الإستفادة من تلك الطاقة بعد دخولها الجسد..
مثلاً لو دخل جسدي، و جسد شخص عادي نفس الكمية من الطاقة عن طريق نفس الوشم، سأستفيد خلال سنة واحدة ما يمكن للشخص العادي الإستفادة منه خلال عشرات السنين… كما أن أجساد البعض ترفض احياناً ترقية الوشوم لأنها تكون قد وصلت لأقصى إمكانياتها، و لو تم وضع وشم غصباً سيتهالك الجسد، و يموت بعد فترة قصيرة… مدى إستجابة الجسد للتغير بإستخدام الطاقة يعتبر العالم الأهم في الموضوع!”
“هممم تفسيرك لم يغير رأيي كثيراً، مدى سرعة نظام التدريب هنا تعتمد على مولدك، لو وُلدت بجسد لا يمكنه الإستفادة بالطاقة التي تدخل له بشكل أمثل فلن تنفعك أي إرادة قوية ولن يزيدك سهر الليالي إلا نعاساً…” أعطى روبين ضحكة ساخرة، هذا ممل جداً..
“….. لن اجادلك في هذا.” إستسلم العملاق الشاب، هذا كان خارج عن إرادتهم فعلاً.
” إلى اي مدى تلك الوشوم متوفرة؟ أيمكن لأي شخص الحصول عليها؟” سأل روبين مجدداً.
” تقريباً.. اول ثلاث درجات من وشم تقوية الجسد متاحين لدى كل قبائل العمالقة، و هنالك مؤسسات متخصصة في رسمهم داخل أراضي كل قبيلة، كل العمالقة يمكنهم الحصول على الوشوم مقابل السعر المناسب، فهنالك موارد كثيرة غالية تحتاجها لعمل الحبر اللازم للوشوم، كما ان رسامي الوشوم لديهم مكانة عالية جداً في المجتمع، و ان تأخذ جزء من وقتهم يحتاج دفع الكثير..”
” رائع! إذاً الموهبة التي تولد بها تأتي اولاً، ثم مدى غِناك، لو لديك الإثنان يمكنك ان تحصل على الوشوم، و تذهب لتلعب، او تفعل ما تشاء بينما قوتك تزداد لوحدها.. يا له من نظام طاقة رائع!” تكلم روبين بسخرية.
” 0-0 … لن اجادلك في هذا ايضاً.”
